الرئيسيةشؤون عربية

الدكتور عبد الهادي الحويج وزير خارجية ليبيا السابق:المجتمع الدولي ليس جادا في إيجاد حل للأزمة

تمر ليبيا بفترة عصيبة مفصلية من انقسام سياسي وتحشيدات من المعسكرين، وعودة شبح الاقتتال الذي يحيط بالعاصمة طرابلس.

“العين الإخبارية” التقت المرشح الرئاسي ورئيس حزب حركة المستقبل الليبية الدكتور عبدالهادي الحويج، الذي فكك خيوط الأزمة وعرض رؤيته للحل.

ويعد الدكتور الحويج من  جيل السياسيين الشباب في ليبيا، ويحتفظ الرجل “الطرابلسي” بعلاقات واسعة في شرق ليبيا حيث يقيم منذ سنوات، اما علاقاته الخارجية فقد تمكن خلال سنوات  ادارته للديبلوماسية الليبية ان يكون رجل الوفاق والحياد الايجابي بعيدا عن اي تكتلات ، وهو صديق متميز لتونس التي يزورها باستمرار

الحويج يرى أن الوضع السياسي الحالي غير طبيعي وغير منطقي ومتأزم وحالة الانقسام تزداد، ومعها معاناة المواطن، مشددا على أهمية أن تؤمن الأطراف السياسية الليبية بالتداول السلمي على السلطة لتتوحد البلاد.

ويعوّل الحويج على الليبيين والعقل ودول الجوار وأفريقيا أكثر ما يعول على المجتمع الدولي في حل الأزمة التي تعيشها ليبيا، موضحا أن الشعب الليبي قادر على حل مشكلاتهم بأنفسهم، في حين أن المجتمع الدولي يدير الأزمة ولا يحلها.

وفي معرض رده على سؤال حول تأثير غياب مبعوث أممي إلى ليبيا على الوضع السياسي، أشار الحويج إلى أن المجتمع الدولي لو كان جاداً في حل الأزمة لانتهت، وربما في خلال أسبوع واحد فقط.

وتابع الحويج أن الأزمة هي فوضى سلاح، والمجموعات المسلحة خارج الشرعية وانتشار أكثر من 21 مليون قطعة سلاح في غياب دولة القانون والحريات العامة والفردية وانتشار قانون القوة بدلا عن قوة القانون.

ويرى الحويج أن الأطراف المختلفة في مجلس الأمن ستتفق حول تعيين مبعوث أممي، وسيكون ذلك عبر مجموعة من الاتفاقات، مشيرا إلى أن المبعوث لن يضيف جديداً في الوضع الحالي.

ولفت إلى أن المبعوث هو وسيط يحاول تقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة، ويحاول أن يقدم ويقرب الصورة للمجتمع الدولي، ولكن على مر كل المبعوثين الأمميين السبعة الماضيين لن يجد الشعب الليبي خطة واضحة لأمور معقدة مثل آليات جمع السلاح.

المؤسسة العسكرية

وبسؤاله عن الحل للأزمة الأمنية والعسكرية، أشاد الحويج بالجهد المميز والمتميز للجنة العسكرية الليبية المشتركة 5+5، ورئيس الأركان الفريق عبدالرازق الناظوري، ورئيس أركان المنطقة الغربية محمد الحداد، ومساعيهم لتوحيد المؤسسة العسكرية.

وأكد الحويج أن هذا الجهد أنجز كونهم أبناء مؤسسة واحدة وجميعهم يؤمنون بنفس العقيدة العسكرية وعقليتهم هي بناء الدولة، ووجود جيش ومؤسسة عسكرية مستقرة تحفظ الأمن وتقوم بواجبها.

ونوه إلى أن الوضع السياسي المنقسم أثر على كل شيء حتى على الحياة الاجتماعية، إلا أن الليبيين من كل المناطق توحدوا خلف الجيش الوطني، متمنيا أن يستكمل هذا المسار ليصبح جيشا واحدا يحمي الحدود ويؤمن استقرار البلد ويذهب إلى الدولة المدنية الديمقراطية التعددية.

المليشيات والسلام

وألمح الحويج إلى أن المليشيات بطبيعة الحال ترفض هذه الجهود لإحلال السلام عبر حل الأزمة الأمنية وتوحيد المؤسسة العسكرية، والتي ستقوم بنزع سلاح المليشيات، وحلها وإخراجها من المدن ودمج من يرغب وتسمح مقوماته.

وعن التحشيدات الأخيرة بالعاصمة طرابلس واحتمالية حدوث صدام بين المليشيات، قال الحويج: “لا نريد ولا نتمنى حدوث اصطدام، ويجب المحاولة لعدم ذرف قطرة دم واحدة، وألا يموت أي شخص، نعم هذا صعب في الوقت الحالي، ولكن يجب أن نعول على العقلاء وصناع السلام من أجل تجنيب العاصمة الخراب والدمار.

“الحويج” كان من رعاة مؤتمر سرت الوطني للسلام والمصالحة الوطنية إبان توليه وزارة الخارجية، وله برنامج خاص يسعى لتطبيقه عبر برنامجه الحزبي، وبسؤاله عن برنامجه لـ”المصالحة الوطنية الشامل” يرى أن هذه هي كلمة السر الحقيقية في حل المشكلة الليبي.

وتابع “بدون مصالحة وطنية شاملة، اجتماعية، سياسية، ثقافية، اقتصادية، مجتمعية، لن تحل الأزمة بشكل نهائي ومستدام، وكل الحلول الموجودة اليوم هي حلول ترقيعية، ولن نعود إلا بصياغة عقد اجتماعي جديد ويجب تأسيس هيئة مستقلة للمصالحة الوطنية الشاملة، وهذا ما اقترحناه على المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب في لقائنا الأخير معه”.

المشهد الحزبي

ويرى رئيس حزب حركة المستقبل الليبية أن “المشهد الحزبي ما زال ضعيفا وفي مرحلة البداية، وفكرة الأحزاب هي فكرة ناشئة وجديدة على المجتمع الليبي ولكنها مهمة؛ إذ لا توجد حياة سياسية بدون أحزاب والتي تبنى فيها الحياة السياسية وتتشكل الحكومات والمعارضة.

ويؤكد الحويج، أحد أبرز المرشحين للانتخابات الرئاسية الليبية، أن أسباب تأجيل الانتخابات عن موعدها السابق 24 ديسمبر/كانون الأول 2021 غير مفهومة، إلا أن أحد أهم الأسباب حالة الانقسام السياسي.

وشدد على أن الانتخابات مسألة مهمة من أجل إنهاء المراحل الانتقالية المتعاقبة، منذ أكثر من عقد من الزمن، وأن من ينهي هذه المراحل هي الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة، والتي حتماً ستكون قريبة.

وأشاد بدور الأشقاء في مصر وجهدهم الكبير في إنجاح مسار القاعدة الدستورية للانتخابات باعتباره جهدا إيجابيا ناجحا بعدما فشلت البعثة الأممية فيه بمراحل متعددة، وستعود الاجتماعات قريبا لاستكمال هذه النجاحات، وسينجز هذا الاستحقاق وستكون الأولوية في التعاون مع دول الجوار وأفريقيا والجامعة العربية والدول التي وقفت مع ليبيا في أزمتها.

المصدر: العين الاخبارية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.