حضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء، مناورات حربية واسعة في أقصى شرق روسيا شاركت فيها قوات من الصين ودول أخرى. ووسط الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في فبراير- شباط الماضي تعتبر هذه التدريبات بمثابة استعراض حقيقي للقوة العسكرية على خلفية التوترات مع الغرب.
تهدف التدريبات التي بدأت يوم الخميس وتستغرق أسبوعًا إلى إظهار العلاقات الدفاعية المتنامية بين روسيا والصين وإثبات أن موسكو لديها ما يكفي من القوات والمعدات لإجراء تدريبات مكثفة حتى وقواتها مشغولة أرض المعركة الدائرة في أوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن مناورة فوستوك 2022 تقام في سبعة ميادين رماية في الشرق الأقصى وبحر اليابان بمشاركة أكثر من 50 ألف جندي وأكثر من 5000 وحدة أسلحة، بما في ذلك 140 طائرة و60 سفينة حربية.
تشارك قوات عسكرية من عدة جمهوريات سوفيتية سابقة إلى جانب الصين والهند ولاوس ومنغوليا ونيكاراغوا وسوريا.
أرسلت بكين أكثر من 2000 جندي إلى جانب أكثر من 300 مركبة عسكرية و21 طائرة مقاتلة وثلاث سفن حربية للمشاركة في التدريبات، وفقًا لتقارير إخبارية صينية. وكجزء من المناورات، أجرت القوات البحرية الروسية والصينية في بحر اليابان تدريبات مشتركة لحماية الاتصالات البحرية ودعم القوات البرية في المناطق الساحلية.
تعد هذه التدريبات العسكرية الأولى من نوعها التي تشارك فيها الصين بقوات من ثلاثة فروع لجيشها في مناورة روسية واحدة، في إشارة إلى زيادة العلاقات الوثيقة بين موسكو وبكين والتي ازدادت قوة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
ومنذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، رفضت الصين بشدة انتقاد التدخل العسكري الروسي، وألقت باللوم على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في استفزاز موسكو كما انتقدت العقوبات الغربية المفروضة على روسيا.
بدوره، دعم الكرملين بقوة بكين وسط التوترات الأخيرة مع الولايات المتحدة التي أعقبت الزيارة الأخيرة التي قامت بها رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان.
تدخل هذه المناورات في إطار سلسلة من التدريبات الحربية المشتركة بين روسيا والصين في السنوات الأخيرة، بما في ذلك التدريبات البحرية ودوريات القاذفات بعيدة المدى فوق بحر اليابان وبحر الصين الشرقي. ففي العام الماضي، انتشرت القوات الروسية لأول مرة في الأراضي الصينية لإجراء مناورات مشتركة. ومنذ فترة، طور بوتين والرئيس الصيني شي جينبينغ علاقات شخصية قوية لتعزيز “الشراكة الإستراتيجية” بين الخصمين الشيوعيين السابقين لأن كلاهما في صراع مع خصم مشترك، الولايات المتحدة.
على الرغم من أن موسكو وبكين استبعدتا في الماضي تحالفًا عسكريًا، إلا أن بوتين قال إنه لا يمكن استبعاد مثل هذا الاحتمال في الوقت الراهن.