المعارضة التونسية تنزل مجددا إلى الشارع.. هل تنجح في قلب معادلة الحكم؟
بدأت المعارضة في الاستعداد لخوض تحركات جديدة في الشارع في محاولة لتكثيف الضغوط على السلطة قبيل نحو شهرين من استحقاق تشريعي لانتخاب مجلس نواب جديد يحل محل البرلمان الذي حلّه الرئيس قيس سعيد هذا العام.
وتسعى المعارضة التي أعلنت مقاطعتها للانتخابات إلى تحشيد الشارع تزامنا مع انطلاق الفترة الانتخابية والجدل المستمر حول الإجراءات الرئاسية الأخيرة.
تحريك الشارع
يعتزم الحزب الدستوري الحر الذي تتزعمه النائبة السابقة عبير موسي تنظيم “مسيرة وطنية” منتصف الشهر الجاري.
وسبق للحزب أن أعلن تغيير مسار تحركه الاحتجاجي من وسط العاصمة تونس إلى القصر الرئاسي بقرطاج.
ووجه الدستوري الحر نداء للشعب للخروج والمشاركة في هذا التحرك “ليستشعر الخطر الذي نعيشه وحجم التلاعب بمصير الوطن”.
من جهتها، انطلقت جبهة الخلاص الوطني في التعبئة لموعد يوم 15 أكتوبر الجاري الذي سيتم إقامته بالعاصمة تونس.
وستنظم الجبهة هذا التحرك تحت شعار “أخرج كي تقول كلمتك ضد الفقر والتفقير..ضد الدكتاتورية..ضدّ الزيادات اليومية ..ضد غلاء المعيشة..ضدّ التلاعب بالقانون ..أخرج كي تساهم في إنقاذ بلادك”.
وبالموازاة مع هذه التحركات، أعلنت أحزاب المعارضة الرئيسية منذ فترة عن مقاطعتها للاستحقاق الانتخابي المقبل، مشككة في المسار السياسي برمته.
ويشمل هذا القرار حركة النهضة والدستوري الحر وآفاق تونس والتيار الديمقراطي وغيرها من القوى السياسية الأخرى.
حظوظ المعارضة في تعديل موازين القوى
تُطرح تساؤلات واسعة في تونس حول قدرة المعارضة على تعديل موازين القوة مع الرئيس قيس سعيد الذي نجح إلى حد في تنفيذ معظم بنود خارطة الطريق التي أعلنها العام الفائت.
وفي هذا السياق، يرى المحلل السياسي قاسم الغربي أن “لتحركات المعارضة رسائل موجهة للاستهلاك الداخلي وأخرى للخارج مفادها أن هذه القوى لا تزال قادرة على إحراج السلطة”.
ومن وجهة نظر الغربي فإنه “على المستوى العملي لا يمكن لتحركات المعارضة قلب المعادلة السياسية”، لكنه أشار إلى أنه “بإمكان هذه الأحزاب التقليص في نسب المشاركة في الانتخابات بعد دعوتها للمقاطعة”.
ويضيف المحلل السياسي في تصريح لـ”أصوات مغاربية” أن “الرئيس يمتلك أوراق قوة تسمح له بالمضي في خياراته من ذلك أنه يحظى بتأييد الأجهزة الصلبة للدولة كالمؤسسة العسكرية”.
ومن النقاط الأخرى التي تصب في مصلحة الرئيس سعيد، وفق المتحدث ذاته هو “عدم وجود امتداد شعبي للمعارضة نفسها ما يجعلها في عزلة عن محيطها”.
وتتهم قوى المعارضة سعيد بالسعي إلى إقصاءها وإقامة نظام “ديكتاتوري”، لكن الرئيس قال في كلمة سابقة له “هناك من يتحدث عن نيته في المقاطعة .. هو حر في أن يشارك أو لا يشارك”، مضيفا أن “الانتخاب ليس واجبا كما هو الشأن في عدد من الدول”.
المصدر: أصوات مغاربية