في غياب عباس.. الفصائل الفلسطينية توقّع اتفاق مصالحة في الجزائر
اتفقت الفصائل الفلسطينية المتنافسة خلال محادثات بوساطة من الحكومة الجزائرية على حل خلافات مستمرة منذ 15 عاما عبر إجراء انتخابات في غضون عام. ومع ذلك، تسود حالة من الشك في أن يفضي هذا الاتفاق إلى أي تغيير ملموس.
وقعت الفصائل الفلسطينية الخميس (13 أكتوبر2022) في الجزائر العاصمة اتفاق مصالحة تلتزم بموجبه إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في غضون عام، حسبما أفاد المشاركون بعد يومين على لقاءات جمعت بينهم.
وقال عضو المكتب السياسيلحركة حماس حسام بدران لوكالة فرانس برس في الجزائر “توافقنا على إجراء انتخابات للمجلس التشريعي، والرئاسة والمجلس الوطني الفلسطيني في غضون عام. كانت النقاشات إيجابية ونشكر الجزائر”. ومع ذلك، سادت الأراضي الفلسطينية حالة من الشك من أن يفضي هذا الاتفاق إلى أي تغيير ملموس بعد فشل وعود الانتخابات السابقة في تحقيق ذلك.
وشارك في هذا الاجتماع 14 فصيلاً فلسطينياً، بما في ذلك فتح وحماس. ويأتي قبل وقت قصير من قمة جامعة الدول العربية المقرّر عقدها في الجزائر العاصمة في الأول والثاني من نوفمبر. وتبنّت الفصائل الفلسطينية المجتمعة منذ الثلاثاء برعاية الجزائر، وثيقة أطلق عليها اسم “إعلان الجزائر”، سيتم توقيعها بالأحرف الأولى بعد ظهر الخميس، بحسب المشاركين.
ونقل موقع حماس عن زعيم الحركة إسماعيل هنية قوله “نحن مرتاحون حيال لقاء الجزائر، والحوار بيننا خيّمت عليه أجواء من الإيجابية”. كذلك، قال رئيس وفد حركة فتح عزام الأحمد للتلفزيون الجزائري “الفلسطينيون منقسمون منذ أكثر من 15 عاماً، وهذا أضعف قضيّتنا”.
وطالبت حركة فتح بتغييرات في اللحظة الأخيرة تتعلّق بتشكيل حكومة وحدة وطنية، كما دعت المشاركين إلى الالتزام بـ”الشرعية الدولية”، وفق مصادر قريبة من الاجتماع. وعارضت حماس، المصنّفة “إرهابية” من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، هذه النقطة.
وعزّز الشكوك حول هذه المصالحة غياب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي لم يكن في الجزائر العاصمة بل في كازاخستان. وأدّت الانتخابات التشريعية الفلسطينية الأخيرة التي جرت في العام 2006، إلى فوز حركة حماس، الأمر الذي لم تعترف به فتح ولا المجتمع الدولي. وبعد بضعة أشهر، اندلعت اشتباكات دامية بين المعسكرَين، ممّا أدى إلى نشوء سلطتين منفصلتين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.