على متن قارب مهاجرين.. طفلة الثلاث سنوات التونسية تصل الى سواحل إيطاليا دون ذويها
وصلت طفلة تونسية تبلغ من العمر ثلاث سنوات من دون ذويها إلى السواحل الايطالية، في قارب يضم مهاجرين غير نظاميين، على ما أفادت السلطات التونسية الخميس.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحرس الوطني التونسي حسام الدين الجبابلي في تصريحات صحافية: “إن النيابة العمومية فتحت تحقيقا وقرّرت الاحتفاظ بالأب والأمّ” بتهمة “تكوين وفاق من أجل عبور الحدود البحرية خلسة”.
وكان من المفترض أن تشارك العائلة المؤلفة من الأب والأمّ وابن يبلغ سبع سنوات فضلا عن الطفلة في عملية الهجرة التي انطلقت من سواحل منطقة “صيّادة” الساحلية (شرق)، لكن “الأب سلّم الطفلة لأحد المهربين على متن القارب وعاد ليساعد زوجته وابنه، غير أن القارب انطلق ووصل الى جزيرة لامبيدوزا”، وفق ما أكده لفرانس برس “المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية”، المنظمة التي تتابع ملف الهجرة في تونس.
وظلت الطفلة التونسية في البحر لمدة 25 ساعة، مع 70 شخصا، بين يومي الأحد والإثنين الماضيين، قبل أن تصل إلى لامبيدوزا.
وتعاطف مهاجر تونسي ممن تم إجبارهم على الصعود بسرعة على متن القارب، الذي يبلغ طوله 13 مترا، مع الطفلة وقام بالاعتناء بها أثناء العبور، في محاولة للتقليل من شعورها بالعزلة التي أبعدتها عن أسرتها.
ولم تبق الطفلة الصغيرة في الجزيرة لفترة طويلة، حيث تم نقلها مع أخصائي اجتماعي و110 مهاجرين آخرين إلى بورتو إمبيدوكلي في صقلية بواسطة إحدى العبارات، وهي الآن تحت رعاية جمعية ستأخذها إلى منشأة محمية.
وظل والدا الطفلة وشقيقتها على شاطئ المهدية، بسبب عدم تمكنهما من ركوب القارب في الوقت المحدد، وفقا لما كتبه مجدي الكرباعي الذي انتخب نائبا في البرلمان التونسي في العام 2019، ويعيش حاليا في إيطاليا حيث يعمل في منظمة “أنقذوا الأطفال”، على تويتر.
وقال الكرباعي إن مهربي المهاجرين لم ينتظروا صعود جميع الركاب إلى القارب، لأنهم كانوا يخشون من أن يتم اكتشافهم ومنعهم، وأشار إلى أن عائلة الطفلة “بقيت على الساحل التونسي بسبب الذعر والخوف من الغرق الذي أصاب الوالدة والوالد قبل ترتيب الصعود إلى الزورق”.
وأكد الكرباعي أن “السلطات التونسية اعتقلت والد ووالدة المهاجرة الصغيرة البالغة من العمر 4 سنوات والتي وصلت إلى لامبيدوزا”، وأشار إلى أنه يعمل على لم شمل العائلة عبر اتصاله بالسلطات الإيطالية والتونسية بسبب حاجة الطفلة لرؤية والدتها.
وأوضحت جيوفانا دي بينيديتو المتحدثة باسم منظمة “أنقذوا الأطفال” أن فريق المنظمة في لامبيدوزا قدم المساعدة والدعم للفتاة الصغيرة، وقام بحضانتها والاستماع إليها والاستجابة لاحتياجاتها، في الوقت الذي تم فيه إبلاغ السلطات على الفور بحالتها.
ورأت دي بينيديتو أنه “من الأساسي أن يتم الاهتمام بقضيتها على الفور، لضمان حمايتها وسلامتها”، ودعت إلى “التفعيل الفوري للإجراءات من أجل تمكين عائلتها من الانضمام إليها”.
في الوقت نفسه، وصل مراهق أصم وأبكم إلى لامبيدوزا، وتلقى مساعدة خاصة، وفقا لما ذكرته منظمة “أنقذوا الأطفال”.
للمزيد
ووالدا الطفلة يعملان بائعين متجولين في مناطق الساحل التونسي ودفعا مبلغا يقدر ب 24 ألف دينار (نحو 7500 يورو) للمهرّب مقابل المشاركة في عملية العبور.
وتظهر إحصاءات المنتدى أنه منذ مطلع العام الحالي وحتى اوت الفائت، تمكن 2635 قاصرا من بينهم 1832 من دون مرافقة عائلية من الوصول إلى السواحل الإيطالية.
وفي الأيام الأخيرة تم توقيف 1366 مهرّبا من بينهم تونسيون وأجانب، وفقا لوزارة الداخلية. وتجد السلطات التونسية صعوبات في عمليات اعتراض المهاجرين او انقاذهم بسبب نقص المعدات.
ومع تحسّن الأحوال الجوية تتزايد وتيرة محاولات الهجرة غير النظامية، انطلاقاً من السواحل التونسية والليبية نحو إيطاليا وتنتهي أحيانا بحوادث غرق.
ومطلع سبتمبر الفائت، لقي 12 تونسيا حتفهم اثر غرق مركبهم قبالة السواحل الشرقية للبلاد. وتقوم السلطات الأمنية والعسكرية يوميا بانقاذ واعتراض عشرات من المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى السواحل الأوروبية، في قوارب غالبا ما تكون متهالكة.