لست من الذين لا يعدّلون مواقفهم ، ولاأرى حرجا في الاعتذار إن كنت أسأت لشحص ما على الرغم من حرصي الدؤوب على تفادي “الشخصي ” حتى ان توفرت لي مطاعن تتعلق بالشخص الذي اتحدث عنه، لا تهمني الحياة الشخصية لايّ كان ولا ممارساته، ما يعنيني هو ما تعلق بالشأن العام، اما غير ذلك فأمور ثانوية
ومع ذلك اواجه في احيان كثيرة حججا لا اجد حقيقة كيف ارد عليها ، لانها من دائرة لا احب الدخول اليها ولا الخوض فيها، فكلما ابديت رايا حول رئيس جامعة الكرة المؤبد وديع الجري يقفز لي البعض بتعليقات من جنس لانك ساحلي ولانه من بنقردان او وديع ابن مدينة الصمود خط أحمر …او لانه ابن الجنوب تعادونه وتحاربونه …
امام هذا الخطاب أعترف بالعجز، لاني لا احب الخوض في هكذا امور، لا يعنيني مولد السيد وديع ولا نشاته ولا علاقاته الحميمة الا اذا كان لها تأثير على المرفق الذي يديره، ولا غمزت يوما لا تلميحا ولا تصريحا الى لقبه الاصلي لأني لا ارضى هذا حتى لعدوي، ولا يعنيني ان كان البرنس تجمعيا خالصا ثم انقلب نهضويا او انه تولى رئاسة بلدية بنقردان زمن بن علي وبانه كان تابعا لسليم شيبوب ايام سطوته… كل ذلك لا يعنيني
ما يهمني هو منجز هذا السيد منذ ترأس الجامعة، أي عاقل ودون تفكير طويل يقر بان البرنس- من غيري أطلق عليه هذه التسمية ومثلها مولى الكورة؟ حتى ان ذكر أي منها يعني مباشرة وديع الجريء دون ذكر اسمه، ولو جات الدنيا دنيا المفروض يشكرني رئيس الجامعة ؟؟؟
قلت ان أي متابع عاقل يقر بان حصاد البرنس علقم مر، ويكفي ان نطرح هذه الاسئلة لندرك حجم الخراب الذي تحقق على يدي مولى الكورة وشركائه:
صحيح ان المنتخب الاول ترشح لكاس العالم تحت رئاسته الطويلة مرتين ولكن أي وجه قدم المنتخب في المناسبتين؟ هل له منجز واحد يستحق الذكر باستثناء دموع معلول وخماسية بلجيكا – التي هزمتها المغرب قبل ساعات قليلة بثنائية نظيفة- واستخارة القادري الذي انهزم الفريق على يديه أمام اضعف منتخب في المونديال(أستراليا ترشحت بالاسعاف)
اما عن الاموال التي تتحصل عليها جامعة البرنس بفضل الوصول الى نهائيات كاس العالم فهل صرفت في ما بقي له اثر على كرة القدم في بلادنا؟
أي بطولة محترفة لنا؟ هل يعلم احد متى تبدا ومتى تنتهي؟
هل يمكن لاي قارئ ان يكون قاطعا حول وضعية هلال الشابة وفي أي مجموهة هي ؟
بطولة محترفة دون ناقل تلفزي واضح ؟ وين صارت هاذي؟ مرة على التاسعة ومرة على قناة قطرية وتارة على الانترنت في بث تؤمنه شركة انتاج لا يعلم احد سر اختيارها هي دون بقية شركات الانتاج في البلاد؟
هل يسال احد لماذا انسحبت نوادينا من رابطة الابطال الافريقية بعد القاء التحية؟ان لم يكن مستوى انديتنا قد تراجع مقارنة بالاندية الافريقية
هل يملك احد اجابة لماذا تدور مباريات كرة البرنس دون جمهور وحين يحضر جمهور الفريق الواحد تندلع مشاكسات وخلافات ومشاحنات؟
هل يمكن لاي كان ان يجيبنا اين صرفت اموال الفيفا والجامعة تبيع تداكر مباريات الكاس التي تحتكر تنظيمها عبر شبابيك اقرب الى الاقفاص وتنفد التذاكر بقدرة قادر عند فتح هذه الشبابيك لتزدهر السوق السوداء امام اعين الجميع منذ أكثر من عشر سنوات ؟ والحال انه يمكن بيعها إلكترونيا وعن بعد بأقل مصاريف ودون عناء؟
هل يجيبنا احد عن فشل منتخبات الشبان في بلوغ كؤوس العالم وحتى كؤوس افريقيا ؟
لن اقول أي شي عن فشل متكرر في الصعود الى الالعاب الاولمبية لان البرنس يعين من يريد مديرا فنيا ومستشارين ويعين المدربين ومساعديهم ويختار الاكثر فشلا فالفاشل بالتدرج من اعلى الى تحت
وضعية اختزلها الصحافي المصري المعروف ماهر جنينة في قوله” مدرب تونس اسمه وديع الجريء” ، وهو كلام يصعب قوله في جل منابرنا الرياضية الاذاعية والتلفزية-الا ما رحم ربك- فبعضها يدين بالولاء للبرنس لاسباب جهوية والبعض الاخر لاسباب تتعلق بتداخل المصالح، ” اسمح لك بالدخول للملاعب دون دفع فلس واحد مقابل الولاء”، فعن أي إعلام رياضي يمكن الحديث ضمن صفقة إطارية عنوانها الصمت مقابل الغذاء؟ ومن الطاف الله بنا ان فتحي المولدي وخالد حسني وسامي العكريمي وبشير خلف الله وبشير الماجري… وقلة يعدون على الاصابع مازالوا موجودين في البرامج الرياضية
اذكر انه تمت اسضافتي من طرف الزميلة المحترمة سماح مفتاح في برنامج” بلا حياد” على قناة قرطاج+، وتحدثت عن البرنس، وبما أن البرنامج مسجل فقد تم مسح كل كلمة تفوهت بها عن البرنس، كنت اتوقع ذلك ولكن ما فاجأني أن من وقف على صنصرة كلامي منشطة منوعات من ايام قناة 7 لا علاقة لها في الظاهر بالكورة ، فما الذي حرق شعيرها لتذود عن حمى البرنس؟
وبمحض الصدفة انتبهت إلى أن هذه الأخت تمت دعوتها لعملية قرعة المونديال والله أعلم لعلها موجودة الان في دوحة الامير تميم بفضل قلبها المرهف على البرنس …-بالفعل تم الإتصال بي بعد نشر المقال من أكثر من طرف من قطر ليؤكد لي وجود المنشطة إياها في الدوحة-
هل يجيبنا احد اين حكام بطولة البرنس في المونديال؟ صحيح ان الفيفا ينخرها الفساد ولكن رائحة تحكيم البرنس تزكم الانوف ولا مجال لاي حكم تونسي ليكون في هذا المحفل العالمي لأسباب بيئية، يحدث هذا وصانع حكام قطر هو حكم تونسي قلبا وقالبا وهو ناجي الجويني، ولكنه من صلصال غير طيّع لا يناسب البرنس ،
وها اني التزم بواجب التحفظ واتحاشى ذكر اسم المقهى الذي يجتمع فيه احد المقربين من البرنس في المنزه الخامس حيث يلتف من حوله اطياف من الحكام المتزلفين الطامعين في رضى البرنس ….
هل يعلم احد اين منتخب السيدات وما حال بطولة كؤرة القدم للاناث؟
هل يسال احد عن احوال ملاعب كرة القدم في البلاد ؟
خراب وقحط وفشل وبؤس ولكن البرنس يجد متطوعين متحمسين للدفاع عنه، صيفا وشتاء، بالليل والنهار، من تالي ومن قدام، بعضهم من العوام من ابناء جهته اعتقادا منهم بانه حامل لواء بنقردان وسقوطه-القرييب- يعني ضرب الجهة والانتقام من جمعية اتحاد بنقردان ، ولعلهم عن حسن نية
اما الغالبية من مناصريه فهم من اصحاب المصالح المنتفعين او الحالمين او الطامعين … في لعبة يتقنها البرنس ويحسن ادارتها لمصلحته.
ليس المجال الان لفتح ملفات تصرفه الاداري والمالي فهي من انظار القضاء والبرنس مواطن مثل غيره وكونه طبيب وابن الجنوب ومدينة الصمود لا يمنحه أي حصانة امام المساءلة.
اما من ينتظر استفاقة امام فرنسا فهو مثل من ينتظر نهوض الميت امام قبره، وحتى لو حققنا نتيجة ايجابية ضد فرنسا، فعل يعني ذلك ان البرنس على صواب؟ ابدا، فهذه الانتصارات الصغيرة مجرد مسكنات تطيل عمر منظومة الخراب وتقدم حججا اضافية لانصاره، ولكنها لا تعني ابدا انه على حق، فحال كرتنا مثل من يمتطي قطار غار الدماء، وطال به السفر وهو يسال هل بلغنا قابس والحقيقة انه لن يبلغها ابدا لان القطار يسير في الاتجاه المعاكس …
فان اردنا بلوع قابس علينا تغيير القطار وسائقه واختيار الاتجاه الصحيح …
*محمد بوغلاّب