تعهد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبدالحميد الدبيبة، بسداد الديون المستحقة على الدولة الليبية لصالح تونس.
وقال الدبيبة في لقاء مع اتحاد الصناعة والتجارة التونسي، أمس الخميس، على هامش زيارته إلى تونس، إنه يسعى لأن “تكون علاقتنا مع الأشقاء في تونس مبنية على التكامل بين البلدين”.
وذكر أن حكومته ستسدد الديون المستحقة على ليبيا لصالح تونس والبالغة 250 مليون دولار قبل نهاية 2022، وأوضح أن من بين تلك الديون 85 مليون دولار لقطاع الكهرباء، و30 مليونا لقطاع الطيران المدني، و85 مليونا للمصحات التونسية.
وأكد الدبيبة أن حكومة الوحدة الوطنية تسعى لحلحلة “بعض التعقيدات في عمل الحكومتين” وتسهيل حركة رجال الأعمال بين البلدين “بما يخدم المصلحة المشتركة للشعبين الشقيقين”.
وخلال تلك الزيارة، التقى الدبيبة، الذي كان مرفوقا بوفد وزاري كبير، الرئيس التونسي، قيس سعيد، ورئيسة الوزراء، نجلاء بودن، إضافة إلى عدد من رجال الأعمال التونسيين في مختلف المجالات.
اتفاقات بين الجانبين
ووقعت ليبيا وتونس خلال هذه الزيارة عدداً من اتفاقيات التعاون المشترك في المجالات الصحية والاقتصادية والأمنية والمواصلات والإسكان والتعمير لتنضاف الى اتفاقيات سابقة ابرمت لعل آخرها ما تم توقيعه في افريل 2021 عند زيارة رئيس الحكومة آنذاك هشام المشيشي طرابلس دون أن ترى أي من تلك الاتفاقيات الطريق الى التنفيذ
و عقب عودته من تونس، وجه الدبيبة أجهزة تنمية المراكز الإدارية وتنفيذ مشروعات الإسكان والمرافق، والمواصلات، بـ “اتخاذ ما يلزم” لفتح المجال للشركات التونسية للمساهمة في إعادة إعمار ليبيا في كل المجالات والتواصل المباشر مع تلك الشركات “دون وسيط” بالخصوص.
وخاطب الدبيبة وزارة الاقتصاد والتجارة بحكومته لعقد لقاءات تخصصية مع القطاعات المعنية على الجانب التونسي.
كما أصدر تعليماته لوزارة الخارجية الليبية بتكليف السفارة الليبية في تونس بالتنسيق مع الغرفة التونسية للصناعة والتجارة، وإبلاغ الحكومة التونسية بالشروع في تفعيل “المنصة الإلكترونية للعطاءات والمشتريات” بداية من العام المقبل، 2023.
هل يفي الدبيبة بوعده؟
طالت تونس بمتخلداتها لدى ليبيا قبل أكثر من عام في زيارة المشيشي لطرابلس، ولم تسدد حكومة الدبيبة قرشا واحدا بل طالب الدبيبة السلطات التونسية برفع منع الدخول المفروض على عدد كبير من الليبيين بسبب تشابه الاسماء فيما تمسكت الاجهزة الامنية التونسية بموقفها في غياب مخاطب ليبي جدير بالثقة على المستوى الامني ، وطالب باسترجاع اموال ليبية قال انها صودرت في تونس وطالب بتسخيل اقامة الليبييين في تونس-وهو محق في ذلك-
الخلاصة مشى المشيشي طالب ولاّ مطلوب وعاد بخفي حنين باستثناء فتح مكتب الخطوط التونسية في طرابلس واستئناف رحلات التونيسار الى عدد محدود من المطارات الليبية …
ماذا ربح الدبيبة من زيارته الى تونس؟
الى حد الان الرابح الوحيد في هذه الزيارة هو رئيس الحكومة الليبية ولا أحد غيره، فقد تلقى الدعوة حسب الجانب الليبي -في غياب المعلومة من الجانب التونسي- من رئيس الدولة قيس سعيد والحال ان المفروض ان تدعوه نظيرته نجلاء بودن، وهو اعتراف مضاعف بشرعية الدبيبة الذي يواجه منافسة من حكومة موازية يقودها غريمه فتحي باشاغا المدهوم من برلمان عقيلة صالح، فهل كات ال250 مليون دولار هي ثمن هذا الاعتراف ؟
ان كان ذلك كذلك فهو ثمن بخس جدا…