ازدياد أعداد المهاجرين من تونس إلى ألمانيا على نحو شرعي
تتزايد أعداد المهاجرين التونسيين الراغبين في الهجرة الشرعية إلى ألمانيا، البلد الأوروبي الرائد في مجال الاقتصاد والذي يعاني من قصور حاد في اليد العاملة. ومنحت ألمانيا منذ بداية العام الحالي حتى نهاية تشرين الأول/أكتوبر نحو 5 آلاف و500 تصريح عمل لتونسيين .
عززت ألمانيا الرائدة في الاقتصاد استجلاب اليد العاملة التونسية على نحو شرعي لا سيما في السنوات الماضية، ومنحت نحو 5 آلاف و500 تصريح عمل هذا العام (منذ بداية العام حتى نهاية /أكتوبر) وفق صحيفة “لو موند الفرنسية”.
الحاجة إلى اليد العاملة هي من أبرز الأسباب التي تدفع ألمانيا إلى تعزيز استجلاب العاملين في قطاعات مختلفة، ليس فقط في مجال الصحة أو تكنولوجيا المعلومات، وإنما أيضا في قطاع الخدمات والفنادق والمطاعم والبناء وغيرها، ويحاول بعض أرباب العمل تأمين عقود عمل أو تدريب مهني أو حتى دورات لغة لتسهيل حصول من يختارونهم للعمل على تأشيرة سفر، وفق مديرة وكالة ”الهجرة إلى ألمانيا“ نرجس رحماني.
وشهدت السنوات الأخيرة ارتفاع طلب التونسيين على دورات اللغة الألمانية، بحسب مدير مدرسة ”يفت“ لتعليم اللغات، مضيفا لوكالة الأنباء الفرنسية ”كان لدي نحو طالب أو طالبين وارتفع العدد إلى ستة أو سبعة“ على الرغم من ارتفاع التضخم وانخفاض القوة الشرائية في تونس.
أسباب تدفع إلى الهجرة
يندمج التونسيون بسرعة في ألمانيا، وفق رحماني إذ ”إن التونسيين معتادون على اللغات الأجنبية، ومنفتحون على الثقافات الأخرى“. مشيرة ”عليك فهم العقلية للذهاب إلى هناك، إذ إنهم (في ألمانيا) يعملون بجد ويعتمدون على جدية العمل ودافع الشباب“.
وذكرت صحيفة “لوفيغارو” أسباب اختيار بعض المهاجرين ألمانيا من خلال تجارب مهاجرين شرعيين تونسيين منهم نيرمين مادسيا ( 25 سنة)، مهندسة هيدرلوليك تخلت عن عروض الذهاب إلى فرنسا “حيث توجد عنصرية” معادية للمسلمين، واختارت ألمانيا فهناك ”ستجد احترامًا ومراعاة براتب جيد“. إذ يبلغ متوسط الراتب في تونس 1000 دينار (نحو 300 يورو).
“ألمانيا أفضل”
بينما اضطر الممرض الياس الجلاصي (28 عامان) إلى اتخاذ قرار الهجرة “بعد ثلاث سنوات من الدراسة والتدريب في مستشفيات” تعاني من نقص في المعدات، وتودي إلى صراعات مع المواطنين وتزيد من صعوبة العمل. لكن يأمل المهاجر في العودة إلى بلاده في سن الخمسين.
وتمر تونس بصعوبات اقتصادية يصحبها تباطؤ النمو (أقل من 3 ٪) إضافة إلى دين عام ضخم ازداد في أعقاب جائحة Covid-19. وأدت الجائحة ثم الحرب على أوكرانيان والأزمة السياسية التي أقبلت على البلاد منذ استيلاء الرئيس قيس سعيد على السلطة في جويلية 2021 إلى تعزيز رغبة الشباب في مغادرة تونس.
وينوي واحد من بين اثنين في تونس مغادرة البلاد، سواء على نحو شرعي (أكثر من 40 ألف مهندس هاجروا في السنوات الخمس الماضية وأكثر من 3300 طبيب … ) أم غير شرعي (وصل أكثر من 16 ألف مهاجر تونسي إلى إيطاليا على نحو غير شرعي منذ بداية عام 2022).