قال مدرب المنتخب المغربي، وليد الركراكي، إنه مدين بالكثير للمسؤولين عن كرة القدم في بلاده، مؤكدا أن إشرافه على تأهل المغرب للدور ربع النهائي من كأس العالم، للمرة الأولى في تاريخه “ردٌ بسيط على ذلك”.
وأوضح الركراكي “أنا سعيد اليوم بهذا الإنجاز لأنني مدين برد الدين للاتحاد المغربي والشعب المغربي على الثقة التي وضعوها في شخصي لاستلام هذا المنتخب والتطور في المغرب كمدرب، هذا رد بسيط لهذا الدين”.
وأضاف الركراكي (47 سنة) الذي ينحدر من عائلة مغربية مهاجرة في فرنسا: “اعتبر نفسي منتوجا محليا على الرغم من أنه من الصعب فهم ذلك لأنني مزدوج الجنسية وكبرت في فرنسا وحصلت على شهاداتي في فرنسا، يجب ألا ننسى ذلك، ولكن بلدي الأم هو من منحني فرصتي” في إشارة إلى عمله كمدرب لفريقي الفتح الرباطي والوداد البيضاوي والمنتخب المغربي.
“قاطرة القارة السمراء”
ولجأ الاتحاد المغربي إلى خدمات الركراكي في نهاية اوت الماضي لخلافة البوسني وحيد خليلودجيتش، بعدما أبلى البلاء الحسن مع الوداد البيضاوي وقاده إلى ثنائية الدوري المحلي ودوري أبطال أفريقيا والى المباراة النهائية لمسابقة الكأس المحلية.
وقال الركراكي: “لدينا جيل جديد بعقلية جديدة وكل ما كان سلبيا بات من الماضي نحن تطورنا وبلدنا أيضا نريد أن نكون متنافسين، فهذا ليس منتخب المغرب لعام 2018 ولا حتى إسبانيا 2018، أظهرنا أن منتخب بلدنا من طينة المنتخبات الكبيرة، نقاتل من أجل المغرب، وهذا ما يجمعنا ويقوينا، طموحنا أن نكون مثالا جميلا للبلدان الأخرى، نحاول أيضا أن نكون قاطرة في القارة الأفريقية”.
وأردف قائلا “القارة السمراء تتطور والعديد من البلدان تقوم بالكثير من الجهد من أجل ذلك، والمغرب يقوم بذلك منذ أكثر من 10 أعوام وبدأت الثمار تؤتي أكلها”.
وتابع “منذ وصولي إلى الدوري المغربي عام 2014 بعدما عملت مساعدا لمدرب المنتخب في 2013، تطورت العديد من الأمور في المغرب من ملاعب وبنى تحتية وأشياء أخرى. الاتحاد المغربي قام بجهود هائلة، لدينا ملاعب من المستوى العالي”.
وأوضح “دخلنا مجال التكوين وحصلنا على شهادات من الاتحاد الأفريقي للعبة، عملنا على التكوين”.
وقال “لدينا ثلاثة لاعبين أو أربعة من خريجي أكاديمية محمد السادس في المنتخب المغربي وهذا هو الطريق الذي يجب أن نتبعه، الآن، يجب ألا ننام ونواصل العمل وعندما نضع الإمكانيات والوسائل ونعمل ونصبر فهناك نتائج على أرضية الملعب، صحيح أن هناك القليل من الحظ ولكن هناك الكثير من الصبر أيضا”.
“طموحات لا حدود لها”
أعرب الركراكي في السياق عن تقديره لاعتماد المنتخبات الأفريقية على مدربيها المحليين “هذا شيء جيد للمنتخبات الأفريقية التي تثق في أبناء بلدها، هناك برامج تكوين كثيرة، نحن لاعبون قدامى ونعرف بلداننا أكثر من أي شخص والروح التي نبثها في صفوفه”.
وخاض الممثلون الخمسة لأفريقيا في مونديال قطر المنافسات بمدربين محليين ففضلا عن الركراكي، كان جلال القادري (تونس) وريغوبير سونغ (الكاميرون) وأوتو آدو (غانا) وآليو سيسيه (السنغال).
وهنأ الركراكي الذي أصبح أول مدرب أفريقي في التاريخ يصل إلى ربع نهائي المونديال، زميله سيسيه الذي قاد بلاده إلى الدور الثاني للمرة الثانية في تاريخها قبل الخروج على يد إنكلترا، وقال: “واجه (سيسيه) انتقادات كثيرة قبل المونديال لكنه نجح في إسكاتها بإنجازه الذي فتح لنا الطريق، إنها مسألة كفاءات، وإذا كان هناك مدرب محلي كفء فهو أحسن بالنسبة لي من المدرب الأجنبي”.
وتابع “لا يهمني أن أكون أول مدرب أفريقي يبلغ ربع نهائي كأس العالم، لا أحب أن أشخصن الأشياء، إذا امتلكت المهارات ستقدم أشياء جيدة، عملت جاهدا للوصول إلى هنا، لدي طموحات لا حدود لها، وأحاول نقل ذلك للاعبين”.
ثم استدرك “عندما أكون رجلا مسنا ربما أتذكر هذه اللحظات وأفرح، لكن حاليا أنا سعيد بما حققه المنتخب مع مدرب مغربي فقط، عليكم أن تثقوا بهم لأن المدربين المغاربة قادرون على تحقيق الإعجاز”.
وختم “نقطة أخيرة لا يجب أن ننساها، لولا الجمهور لما حققنا هذا الإنجاز، لقد أتوا وحصلوا على التأشيرات وحجزوا الفنادق ليدعمونا، كما حظينا بدعم مشجعي منتخبات أخرى أيضا”.