الدكتور فوزي البدوي يكتب: في اصول الزيارات بين الدول
أود ان اذكر بهذه القصة التي جرت بين بورقيبة ووزير خارجيته محمود المستيري لتفهموا كيف أن الطين لا يسمو سمو النار كيما يقول بشار بن برد
انهمك محمود المستيري وهو راوي الحكاية – في تحضير زيارة الزعيم الي الاتحاد السوفياتي لمدة سنتين وبالحاح شديد من المستيري الذي قدم له مختلف الحجج من القوة العظمى الي التوازن الاستراتيجي الخ الخ ..
وتركه بورقيبة يحضر كيفما شاء الي ان جاء اسبوع الزيارة فساله بورقيبة السؤال الماكر التالي : من سيستقبلي في المطار ؟ فاجاب المستيري : انه السكرنير الثاني للحزب الشيوعي
فرد بورقيبة ولماذا لا يستقبلني بريجنيف!
فرد المستيري لان البروتوكول السوفياتي يقتضي الا يتنقل بريجنيف الا لاستقبال الرئيس الامريكي او من يريد هو مقابلته l فاوما اليه بورقيبة قائلا الغ الزيارةl فبهت المستيري واعاد تذكيره باهمية الاتحاد السوفياتي، ولكن بورقيبة وكما يشير المستيري نفسه وضع يده علي حنكه المنتفخ وضربه باصبعه في اشارة تونسية تهكمية معروفة قائلا الاتحاد السوفياتي متاعك حكاية فارغة ولن يعمر اكثر من 70 سنة . توفي المستبري ولم يعرف هل هي نبوءة من بورقيبة ام لحظة صفاء لزعيم ” جاءته الزعامة منــقادة تجرر أذيـــالهـا فلم تكُ تصلح إلا لــه ولم يكُ يصلح إلا لهــا.”
ولا فائدة من تذكيركم بما حصل بين بورقيبة وايزنهاور حينما رفض دعوة الرئيس الأمريكي ليلتقيه في المتوسط على ظهر بارجة أمريكية فاحاب بورقيبة لست المأمور الذي ياتيك الي الباخرة بل أنت الذي تنزل الي تونس واستقبلك في قصر قرطاج وكان له ذلك ونزل ايزنهاور ضيفا على تونس كما أراد بورقيبة.وأهداه جوادا عربيا اصيلا .. وانما المرء حديث بعده .
الدكتور فوزي البدوي
باحث تونسي، أستاذ الدّراسات اليهودية والعربية بالجامعة التونسية