واشنطن تدعو الإسرائيليين والفلسطينيين لخفض التصعيد
حثت الولايات المتحدة على خفض التصعيد بعد مقتل فلسطينيين خلال “عملية لمكافحة الإرهاب” أكد الجيش الإسرائيلي تنفيذها في الضفة الغربية. واشنطن طالبت بالتعاون بين الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل تحسين الوضع الأمني.
قال نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية اليوم الجمعة (27 جانفي 2023) إن الولايات المتحدة حثت على خفض التصعيد بعد مقتل مسلحين فلسطينيين ومدني واحد على الأقل خلال “عملية لمكافحة الإرهاب” أكد الجيش الإسرائيلي تنفيذها في الضفة الغربية.
وأعرب برايس عن قلق بلاده العميق إزاء دوامة العنف في الضفة الغربية، وأضاف “نشدد على الحاجة الملحة لخفض التصعيد من كافة الأطراف والحيلولة دون خسارة المزيد من أرواح المدنيين والتعاون من أجل تحسين الوضع الأمني في الضفة الغربية”.
وتابع المسؤول الأمريكي: “نحن ندرك التحديات الأمنية بالغة الأهمية التي تواجه إسرائيل والسلطة الفلسطينية وندين قيام المجموعات الإرهابية بالتخطيط لهجمات ضد مدنيين وتنفيذها. وأضاف” نحن نشعر بحزن بالغ لسقوط وإصابة مدنيين”.
وشدد المتحدث، على الحاجة الملحة إلى قيام الطرفين بالتخفيف من حدة التوترات وتجنب “المزيد من الخسائر في أرواح المدنيين والعمل معا لتحسين الوضع الأمني في الضفة الغربية، إذ يستحق الفلسطينيون والإسرائيليون على حد سواء العيش بأمن وأمان”.
إطلاق صواريخ على جنوب إسرائيل
وأطلق مسلحون فلسطينيون اليوم الجمعة صاروخين من قطاع غزة باتجاه جنوب إسرائيل اعترضتهما أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية، وردت إسرائيل بشن ضربات على غزة.
يأتي تبادل إطلاق النار عبر الحدود بعد اقتحام إسرائيلي لمدينة جنين في الضفة الغربية أمس الخميس أسفر عن سقوط أكبر عدد من القتلى الفلسطينيين خلال يوم واحد منذ أعوام.
وتسبب الصاروخان، اللذان أطلقا خلال الليل، في انطلاق صفارات الإنذار في المناطق الإسرائيلية القريبة من الحدود مع غزة، منذرة السكان باللجوء إلى المخابئ. ولم ترد أنباء عن إصابات.
وبثت القناة 12 الإسرائيلية مقطعا مصوراً لصواريخ اعتراضية إسرائيلية تنطلق في السماء فوق مدينة عسقلان على بعد نحو 12 كيلومترا شمالي قطاع غزة، الذي تسيطر عليه حركة “حماس”. وبعد بضع ساعات، قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ ضربات في غزة.
وذكر شهود فلسطينيون أن طائرات إسرائيلية استهدفت معسكر تدريب لحماس. ولم ترد أنباء عن إصابات.
وبحسب بيان الخارجية الأمريكية” قُتل أمس الخميس، في جنين ما لا يقل عن تسعة فلسطينيين، بمن فيهم مقاتلون ومدني واحد على الأقل، وأصيب أكثر من عشرين آخرين خلال عملية لمكافحة الإرهاب قادتها قوات الدفاع الإسرائيلية ضد خلية تابعة لحركة ‘الجهاد الإسلامي’ “.
وضع مشتعل بالضفة الغربية
وتشهد الضفة الغربية توترات على خلفية المداهمات التي تشنها القوات الإسرائيلية للقبض على ما تصفهم بـ”المطلوبين”. وحسب تقرير لرويترز ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين منذ بداية العام الجاري إلى 30 برصاص الجيش الإسرائيلي.
وتعهدت حركتا “حماس” و”الجهاد” بالرد على اقتحام جنين، لكن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخين حتى الآن.
وحركة “حماس” هي مجموعة مسلحة إسلاموية فلسطينية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبعض الدول العربية على أنها منظمة إرهابية. كما تصنف حركة “الجهاد الإسلامي” على أنها منظمة إرهابية أيضا، وهناك دلالات على تبعيتها لإيران.
وبعد أحداث جنين، أعلنت السلطة الفلسطينية إنهاء التنسيق الأمني مع إسرائيلفي الضفة الغربية، وهو ترتيب ينص عليه اتفاق أوسلو (1993) من أجل الحفاظ على النظام في الضفة الغربية ومنع حدوث هجمات على إسرائيل. وسبق أن جمدت السلطة الفلسطينية التعاون مع إسرائيل عدة مرات تعبيرا عن الاحتجاج.
وتعد جنين معقلا للمسلحين الفلسطينيين وهي من مناطق شمال الضفة التي كثفت فيها إسرائيل مداهماتها على مدى العام المنصرم، بعدما شن مسلحون هجمات شوارع في مدن إسرائيلية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل لا تتطلع إلى تصعيد الوضع، على الرغم من أنه أصدر أوامر لقوات الأمن بالبقاء في حالة تأهب.
وتواصل مسؤولون من الولايات المتحدة والأمم المتحدة ودول عربية مع المسؤولين الإسرائيليين والفصائل الفلسطينية للحيلولة دون تحول الاشتباكات في جنين بالضفة الغربية، إلى مواجهة أوسع نطاقا.
وتصاعد العنف منذ سلسلة من هجمات الشوارع التي نفذها فلسطينيون في إسرائيل في مارس وافريل . وساهم الجمود الدبلوماسي الراهن في التوتر بالمنطقة مع تولي حكومة جديدة بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السلطة إذ يعارض بعض أعضائها قيام دولة فلسطينية.