الرئيسيةشؤون عربية

ارتفاع عدد ضحايا زلزال تركيا إلى 5894 قتيلاً وأكثر من ثلاثين ألف مصاب..

الزلزال في تركيا وسوريا أودى بحياة مئات الأشخاص- رويترز

أعلن نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء 7 ففري  2023 أن عدد الوفيات جراء الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا فجر الإثنين 6 فيفري  2023 ارتفع إلى 5894 والمصابين إلى 34 ألفاً و810 وذلك بعد ساعات قليلة من تصريحات وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة الذي أشار إلى أن عدد الضحايا قد ارتفع إلى 5434 قتيلاً و31 ألفاً و777 مصاباً حتى الآن.

فخر الدين قوجة أوضح في مؤتمر صحفي عقده برفقة وزير الدفاع خلوصي أكار، في ولاية هطاي، الثلاثاء 7  فيفري  2023، أن عدد من تم إنقاذهم من تحت الأنقاض في ولاية هطاي وحدها، بلغ حتى الآن 1846 شخصاً. وأشار إلى انهيار 2749 مبنى في ولاية هطاي، حسب الإحصاء الأولي، مبيناً أن تعزيزات من كوادر البحث والإنقاذ في طريقها إلى الولاية ليتضاعف عدد الطواقم العاملة، اعتباراً من الأربعاء.

استمرار جهود الإنقاذ للمصابين بسبب زلزال تركيا

في سياق متصل، قال قوجة إنه تم تعيين 6 آلاف و30 عنصراً من الأطقم الطبية الطارئة، في مناطق الزلزال. وتم نقل أصحاب الإصابات الحرجة، عبر مروحيات إسعاف إلى المدن الطبية في إسطنبول والعاصمة أنقرة، بحسب قوجة.

آثار الزلزال المدمر في سوريا / رويترز

أفاد الوزير التركي بأنه تم نقل 300 مصاب حتى الآن، عبر مروحيات الإسعاف إلى إسطنبول وأنقرة. وأكد استنفار الدولة التركية لكافة إمكاناتها وتسخيرها لصالح المتضررين من الزلزال.

في سياق متصل، يواصل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، استقبال التعازي من رؤساء حكومات دول مختلفة، في ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي البلاد، فجر الإثنين.

ذكر بيان لدائرة الاتصال في الرئاسة التركية، أن رؤساء وزراء بريطانيا ريشي سوناك، وهولندا مارك روته، وأرمينيا نيكول باشينيان، والمستشار الألماني أولاف شولتز، أجروا اتصالات هاتفية مع الرئيس أردوغان. وأضاف البيان أن مسؤولي هذه الدول، أعربوا لأردوغان عن تعازيهم في ضحايا الزلزال، متمنين الشفاء العاجل للمصابين.

جدير بالذكر أنه وفي يوم الإثنين، ضرب زلزال جنوبي تركيا وشمالي سوريا بلغت قوته 7.7 درجة، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة وعشرات الهزات الارتدادية، مخلفة خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات في البلدين.

مساعدات من عشرات الدول لدعم تركيا بسبب الزلزال

من جانبه، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن أنقرة تلقت عروض مساعدة من 76 دولة و14 منظمة دولية، عقب الزلزال الذي ضرب تركيا فجر الإثنين. جاء ذلك الثلاثاء في تصريحات للصحفيين من المطار في ولاية أنطاليا جنوبي البلاد.

لفت إلى أن 3 آلاف و319 عنصر إنقاذ قادمين من 36 دولة وصلوا تركيا، وأنه من المزمع قدوم فرق أخرى من 7 دول. وأكد أنه يتم اتخاذ الخطوات اللازمة لضمان وصولهم بأسرع وقت.

منظر عام لآثار الزلزال المدمر في جنوب تركيا- رويترز

من ناحية أخرى، أشار الوزير التركي إلى اتخاذ خطوات لإيواء المواطنين المتضررين من الزلزال في فنادق بولايات أنطاليا وموغلا ومرسين، وأن وزير الثقافة والسياحة محمد نوري أرصوي يتولى تنسيق الموضوع. ولفت تشاووش أوغلو، إلى أنه بدوره زار أنطاليا وعقد 3 اجتماعات اليوم مع ممثلي القطاع السياحي في الولاية.

كما ذكر أنه تم الاتفاق على تخصيص فنادق لاستقبال المواطنين القادمين من المناطق المنكوبة، وأن عدد الأسِرَّة المخصصة تجاوز 50 ألف سرير. وأشار إلى تخصيص دور ضيافة تابعة لمؤسسات حكومية، بسعة 4 آلاف و380 سريراً لإيواء المتضررين من الزلزال.

منحة مالية لدعم تركيا وسوريا

في حين أعلنت الأمم المتحدة، الثلاثاء، تخصيص منحة عاجلة بقيمة 25 مليون دولار لتعزيز الاستجابة الإنسانية الطارئة للزلازل التي ضربت جنوبي تركيا وشمالي سوريا.

ذكر مكتب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيثس، في بيان، أن الأمم المتحدة خصَّصت منحة عاجلة بقيمة 25 مليون دولار لتعزيز الاستجابة الإنسانية الطارئة للزلازل في تركيا وسوريا. وأوضح البيان أن “التمويل المقدم من صندوق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة سيساعد في توفير المساعدات العاجلة المنقذة للحياة في المنطقة”.

كما قال غريفيثس إن الأمم المتحدة من خلال هذه المساعدات “تريد أن تقول لسكان المنطقة الذين يتعاملون مع العواقب المدمرة لهذه المأساة، إنهم ليسوا وحدهم”، وفق البيان. وأضاف: “مجتمع العمل الإنساني سيدعمهم في كل خطوة على الطريق للخروج من هذه الأزمة”.

زلزال تركيا
الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا خلّف آلاف الوفيات – رويترز

فتح مقار الجيش التركي للنازحين بسبب الزلزال

من جهته، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار فتح كافة المقرات والثكنات العسكرية الواقعة في مناطق الزلزال أمام المنكوبين.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الصحة فخر الدين قوجة، بولاية هطاي جنوبي تركيا التي تأثرت بفعل الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا.

قال أكار إنّ “نحو 7 آلاف و500 من أفراد القوات المسلحة يواصلون العمل في منطقة الزلزال وسينضم إليهم 1500 عنصر آخر اعتباراً من الأربعاء”. وأشار إلى أنه سيتم نقل 9 كتائب كوماندوز من غرب تركيا و4 من قبرص إلى مناطق الزلزال.

زلزال تركيا وسوريا: لماذا تعد حلب من أكثر المناطق تضرراً من الكارثة؟

منزل منهار

صدر الصورة، AFP

كانت مدينة حلب، التي مزقتها الحرب في سوريا، من أكثر المدن التي تلقت الضربة الأكثر إيلاماً من الزلزال الدموي الذي دمر أجزاء من تركيا أيضاً.

وتجاوز عدد ضحايا الزلزال العنيف أكثر من 1600 قتيل في المدينة الواقعة شمالي سوريا.

وأكدت فرق الطوارئ أن العديد من المنازل تضررت من الزلزال أو انهارت تماماً، ولا يزال الكثير من السكان عالقين تحت أنقاض البنايات.

ويقيم في حلب ملايين اللاجئين الذين تشردوا بعدما أفقدتهم الحرب الأهلية منازلهم.

وتقتسم قوى عدة السيطرة على المدينة، أبرزها القوات الحكومية، وقوات يقودها الأكراد علاوة على جماعات من المعارضة. ولا تزال تلك الأطراف منخرطة في الصراع في المنطقة.

طفلة سورية تم انقاذها من تحت الأنقاض في بلدة بمنطقة عفرين

دمّر جزء كبير من حلب في الحرب الأهلية التي اندلعت عام 2011 عندما تحولت انتفاضة سلمية ضد الرئيس بشار الأسد إلى أعمال عنف.

بينما كانت هناك جهود لإعادة بناء المدينة – المركز التجاري لسوريا قبل الحرب – هناك بنية تحتية متداعية ، بالإضافة إلى المباني المدمرة ، كما أن انقطاع التيار الكهربائي أمر شائع.

ووفقاً لمصادر منفصلة عن الحكومة السورية وجماعة الخوذ البيضاء للإنقاذ – التي تعمل في المناطق الخاضعة المعارضة السورية في حلب – توفي حوالي 1600 شخص في المنطقة حتى الآن بعد الزلزال.

وأظهر فيديو نُشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي – – مبنى في حلب وهو ينهار بينما يهرع المحيطون به إلى مكان آمن بعيدا عن موقع الانهيار.

وضرب الزلزال، الذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر للزلازل، المنطقة في 04:17 صباحا بالتوقيت المحلي، بينما تحدد مركزه على عمق 17.9 كيلو مترا تحت سطح الأرض في مدينة غازي عنتاب التركية. وبعد حوالي 12 ساعة، ضرب زلزال آخر – بنفس القوة تقريبا – المنطقة على بعد 130 كيلو متر في اتجاه الشمال.

وقال سكان من مدينة حلب لوكالة أنباء رويترز إنهم ليس لديهم مأوى سواء لأن منازلهم انهارت أو لأنهم خائفين من المزيد من الزلازل.

ووصف متحدث باسم جماعة الخوذ البيضاء لأعمال الإنقاذ مدينة حلب بأنها “منطقة منكوبة”، مؤكدا أن هناك أسر لا تزال عالقة تحت الأنقاض.

وقال أحد سكان مدينة جنديرس في حلب لوكالة الأنباء الفرنسية إنه فقد 12 من أفراد عائلته جراء الزلزال بينما قال آخر إن أقاربه لا يزالون عالقين تحت الأنقاض.

وأضاف: “نسمع أصواتهم، فهم لا يزالون على قيد الحياة، لكن ليس لدينا طريقة ولا منقذين ولا معدات لإخراجهم”.

وفي المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، تم الدفع بجميع خدمات الطوارئ إلى المنطقة، بما في ذلك قوات الجيش وطلاب متطوعين. وقال هشام شاويش، من قسم المتابعة الإعلامية في بي بي سي والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط، إن هذا لا يكفي للتعامل مع حجم الدمار.

وقالت لجنة الإغاثة الدولية، وهي مؤسسة خيرية يصل طاقم العمل الخاص بها على الأرض في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية إلى ألف عضو، إنها بدأت بالفعل إجراءات مكافحة أول انتشار للكوليرا في عشر سنوات وأنها كانت تستعد في الوقت الحالي لهبوب عاصفة ثلجية عندما ضرب الزلزال المنطقة.

أنقاض

صدر الصورة، Getty Images

وتسببت ظروف الطقس السيء ودرجات الحرارة التي تصل إلى حد التجمد والأمطار الغزيرة في إعاقة جهود الإنقاذ.

ووصف مارك كاي، مدير الرعاية في الشرق الأوسط في المنظمة، الموقف بأنه “أزمة داخل أزمة”، مؤكدا أن مساحات شاسعة من المنطقة لا يمكن الوصول إليها بسبب الأضرار التي لحقت بشبكات الاتصالات بعد الزلزال.

وقد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تصل المساعدات الدولية، إذ أصبح شمال غرب سوريا من أكثر المناطق التي يصعب الوصول إليها نظرا لوجود معبر صغير واحد على الحدود التركية يستخدم لنقل الموارد إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.

وقال شجول إسلام، الذي يعمل في وحدة العناية الفائقة في مستشفى الشفاء في إدلب منذ سبع سنوات، لبرنامج “ذي وورلد تونايت” الذي يُبث عبر أثير إذاعة بي بي سي4، إن الموقف في المستشفى هو الأسوأ على الإطلاق الذي تمر به المستشفى منذ أن عمل بها.

وأضاف أن هناك سريرا واحدا لكل مصابيْن أو ثلاثة وأن الناس يتناوبون على استخدام أجهزة التنفس حتى تزداد فرص بقائهم على قيد الحياة.

وأشارت تقارير إلى أن بعض الناس في المنطقة أصبحوا بلا منزل عشرين مرة بسبب الحرب الأهلية التي اندلعت في 2011 عندما تحولت انتفاضة سلمية ضد الرئيس السوري بشار الأسد إلى العنف.

وراح مئات الآلاف من المدنيين والمقاتلين السوريين ضحايا لهذا الصراع، كما تفاقمت الأزمة الإنسانية التي ترتبت عليه في السنوات القليلة الماضية بسبب الانكماش غير المسبوق للاقتصاد السوري.

وتحولت أحياء كاملة، بينها مستشفيات، في جميع أنحاء سوريا إلى حطام نتيجة للقتال قبل أن يضرب الزلزال المنطقة.

وطالبت الحكومة السورية بمساعدات دولية، مناشدة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر وجماعات إنسانية أخرى.

القوى المؤثرة على المناطق المتضررة

وقالت تقارير إن حكومة بشار الأسد نفت ما تردد عن طلبها مساعدات من إسرائيل. ولا يزال الطرفان فنيا في حالة حرب وليس بينهما أي علاقات دبلوماسية.

ووعدت عشرات الدول بإرسال مساعدات إلى سوريا، من بينها الإمارات والكويت وقطر. وقالت الأمم المتحدة إن لديها فرق عمل على الأرض تعمل على تقييم الموقف وتقدم المساعدة.

وقالت ليز دوسيت، كبيرة المراسلين الدوليين لدى بي بي سي، إن الرئيس السوري بشار الأسد قد يجد نفسه مجبرا على قبول المساعدة من الغرب ودول الجوار التي تتهمها دمشق بأنها تدعم أعداء سوريا.

كما تعهدت روسيا، التي لديها وجود عسكري في سوريا بسبب مشاركتها في الحرب الأهلية في صف الحكومة السورية، بتقديم الدعم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.