جريمة الكراهية” ضد نجم ريال مدريد تتفاعل
فتحت النيابة العامة في فالنسيا، الاثنين، تحقيقا في “جريمة كراهية” بشأن إهانات عنصرية تعرض لها مهاجم ريال مدريد البرازيلي الدولي فينيسيوس جونيور، فيما أقر رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم أن بلاده لديها “مشكلة” مع “العنصرية”.
وأكد رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيس، مساء الاثنين، على تويتر أن “الكراهية وكراهية الأجانب يجب ألا يكون لها مكان في كرة القدم أو في مجتمعنا”، مكررا سياسة “عدم التسامح مطلقا مع العنصرية في كرة القدم”.
من جهتها، اتصلت الحكومة البرازيلية بالسفيرة الإسبانية للتعبير عن “استيائها” من العنصرية ضد فينيسيوس جونيور.
واوضح مصدر بوزارة الخارجية لوكالة فرانس برس “كان هناك اتصال هاتفي” مع المندوبة الإسبانية ماريا دل مار فرنانديس بالاسيوس “للتعبير عن استياء الحكومة البرازيلية من الهجمات العنصرية المتكررة ضد لاعب كرة القدم”.
وعبرت برازيليا للدبلوماسية عن “أملها في أن يتم اتخاذ إجراء في هذا الشأن” من جانب الحكومة الإسبانية والسلطات الرياضية.
وتعرض فينيسيوس خلال المباراة التي خسرها فريقه ضد فالنسيا 1-0 في المرحلة 35 من الليغا، الأحد، للإهانات من جميع أنواعها، ولا سيما العنصرية وإيماءات “القرد”، من جانب كبير من الجماهير في ملعب ميستايا، ما ولد ردود فعل شاجبة من كل أنحاء العالم.
وباشرت النيابة العامة في فالنسيا بتحقيق حول “جريمة كراهية”، بحسب ما علمت وكالة فرانس برس من مصدر قضائي.
وأتى هذا القرار بعد أن لجأ الفريق الملكي إلى القضاء في ما خص هذه الحادثة.
وفي بيان على موقعه الرسمي قال الفريق “يعتقد ريال مدريد إن مثل هذه الهجمات تشكل أيضًا جريمة كراهية، وبالتالي قُدم التقرير المناسب إلى مكتب المدعي العام، وتحديدًا إلى مكتب المدعي العام بشأن جرائم الكراهية والتمييز، من أجل التحقيق في الوقائع وملاحقة المسؤولين”.
وتابع “تُحدد المادة 124 من الدستور الإسباني وظائف مكتب المدعي العام لتعزيز عمل العدالة في الدفاع عن الشرعية وحقوق المواطنين والمصلحة العامة”.
وأصدر النادي الملكي بيانا جديدا لاحقا بدأه بتوجيه الشكر للعديد من “رسائل الدعم والتضامن والمودة التي تلقاها من جميع أنحاء العالم” لفينيسيوس، لكنه شدد على أن “الأحداث المؤسفة التي اندلعت الأحد قد مرت حول العالم. وأصابت كرتنا بالعار”.
وحث ريال مدريد الاتحاد الإسباني على التصرف “بطريقة حاسمة وفورية”، مطالبا رئيسه لويس روبياليس “برد حازم” مطالبا بأن “لا تطول الإجراءات بطريقة غير مبررة”.
وقال “تصريحات رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم لويس روبياليس تفاجئنا، لأنه المسؤول الأعلى لكرة القدم الإسبانية والتسلسل الهرمي للتحكيم، سمح بعدم التصرف بطريقة حاسمة، باتباع بروتوكولات الفيفا، لتجنب الدخول في الموقف الذي عشناه”.
وأضاف “إن الحكام، بدلاً من التصرف بحزم وتطبيق البروتوكولات القانونية، قرروا في معظم الحالات عدم اتخاذ القرارات التي يتعين عليهم فرضها”.
وكان روبياليس أقر في مؤتمر صحفي في مقر الاتحاد بالقرب من مدريد “في البدء، يجب الاعتراف بأنه لدينا مشكلة سلوك، تربية وعنصرية في بلدنا”.
وأضاف “طالما أن هناك مشجعًا واحدًا أو مجموعة من المشجعين الذين يهينون شخصًا ما بسبب ميوله الجنسية ولون بشرته، فسوف نواجه مشكلة خطيرة والتي تشوه صورة فريق بأكمله، كل المشجعين والبلد ككل”.
بعد المباراة، كتب “فيني” في حسابه على موقع انستغرام “هذه ليست كرة قدم. العنصرية أمر طبيعي في الليغا. لم تكن المرة الأولى، ولا الثانية أو الثالثة. (…) أنا حقًا حزين. البطولة التي كانت مِلكًا لرونالدينيو، رونالدو، كريستيانو (رونالدو) وميسي، باتت ملكًا اليوم للعنصريين”.
وتابع المهاجم المميز “بلد جميل رحب بي وأحبه، لكنه وافق على تصدير صورة دولة عنصرية إلى العالم. أنا متأسف للإسبان الذين لا يتفقون مع هذا الرأي، لكن اليوم، في البرازيل، تُعد إسبانيا دولة عنصرية”.
واستغل روبياليس الحادثة للرد على رئيس الرابطة الإسبانية خافيير تيباس الذي لم يتقبل اتهامات اللاعب البرازيلي، فتبادل معه الهجمات على مواقع التواصل الاجتماعي.
أكثر حزما
وبعد أن طالب فينيسيوس تيباس بـ”تصرفات وعقوبات”، قال تيباس في رد جديد “لا إسبانيا ولا رابطة الليغا عنصرية، من غير العادل قول ذلك”، مذكرا “تم الإبلاغ عن 9 إهانات عنصرية هذا الموسم (8 منها كانت ضد فيني) ودائما ما تعرفنا على الجناة وتقدمنا بشكوى إلى الجهات المعينة، بغض النظر عن قلة عددهم، لم نظهر الشفقة تجاه أحد”.
ورد روبياليس على تيباس – علما أن العلاقة ليست جيدة بين الاتحاد والرابطة- داعيا رئيس الاتحاد البرازيلي للحضور إلى إسبانيا “أريد أن أطلب من رئيس الاتحاد البرازيلي أن يأتي أو أن أذهب حتى يتمكن من رؤية ما يفعله الاتحاد لمحاربة هذه الآفة، أطلب منكم أيضًا ألا تعيروا اهتمامًا لسلوك رئيس رابطة الدوري الإسباني وهو يدخل في نزاع مع لاعب تعرض لهجوم قاس”.
من جهتها، استنكرت الحكومة الإسبانية على لسان وزير شؤون المستهلك ألبرتو غارسون ما حصل قائلا في مقابلة مع إذاعة راديو كابلي “المؤسسات التي يجب أن تضمن السير السليم لكرة القدم (…) يجب أن تكون أكثر حزمًا مع هذا النوع من القضايا”.
وتابع “عندما يكون لديك جزء من المشجعين يطلقون إهانات عنصرية تجاه لاعب، فمن الواضح أن ما عليك فعله هو الرد بطريقة قاطعة”.
وبعد أن استنكر ما حصل الأحد، أصدر فالنسيا بيانًا الاثنين أعلن فيه “حظر دخول الملعب مدى الحياة للمشجعين” المتورطين بعد فتح تحقيقات مع الشرطة، مضيفًا أن الأخيرة “تعرفت على هوية مشجع قام بإيماءات عنصرية” ضد فينيسيوس.
كما أعلنت الحركة ضد التعصب ورابطة لاعبي كرة القدم الإسبان من خلال بيان صحفي أنهما تقدمتا بشكوى.
وجاء في البيان “المنظمتان تعارضان تمامًا السلوك غير المقبول لبعض المشجعين، وتعتقدان أن الوقت قد حان للعمل وبطريقة قاطعة، في مواجهة مثل هذه الحقائق الخطيرة التي، للأسف، ليست فردية”.
ومن جهته، قال تشافي هرنانديس مدرب الغريم التقليدي برشلونة “لا يوجد شعار أو خصوم أو أندية. يجب القضاء على العنصرية بشكل نهائي. لا دروع هنا، الأمر يتعلق بالبشر ونحن ندين أي عمل عنصري”.