في خطاب بعد إعلان فوزه بالرئاسة التركية، قال الرئيس أردوغان إن الديمقراطية التركية هي الفائز اليوم وأكد أنه سيتم تنحية الخلافات جانباً وأن الأتراك سيتحدون على القيم والأحلام الوطنية داعياً الأتراك إلى “الوحدة والتضامن”.
دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى “الوحدة والتضامن” بعد فوزه بفارق ضئيل في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية التي مددت حكمه المستمر منذ عقدين حتى عام 2028.
وخاطب أردوغان مؤيديه الذين احتشدوا أمام القصر الرئاسي قائلاً: “سنترك الخلافات السياسية جانباً وندعو إلى الوحدة والتضامن”، مؤكداً “ندعو إلى ذلك من كل قلبنا”.
وشكر أردوغان الشعب على مشاركته بالتصويت وقال إن الناخبين منحوه مسؤولية الحكم للسنوات الخمس المقبلة وأضاف: “الفائز الوحيد هو تركيا”. وأكد أن التضخم سينخفض مثلما انخفضت أسعار الفائدة.
وتابع في خطاب النصر إن إطلاق سراح صلاح الدين دمرداش، الزعيم السابق لحزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد غير ممكن في ظل حكمه.
ودمرداش مسجون منذ 2016 في انتظار محاكمته بتهم مرتبطة بالإرهاب ينفي ارتكابها.
“عودة طوعية للسوريين بشكل آمن”
وأكد أردوغان أن بلاده ستقوم بتأمين عودة مليون لاجئ سوري إضافي إلى بلادهم. ونقل موقع قناة “الجزيرة” القطرية تأكيد أردوغان في خطابه أن “العودة الطوعية إلى بلادهم بشكل آمن جزء مهم من سياستنا”، مشيرا إلى أن هناك تعاونا مع دولة قطر عبر مشروع سكني جديد سيؤمن العودة لمليون لاجئ سوري، بحسب ما ذكرت الجزيرة.
وتركيا هي أكبر دولة مضيفة للاجئين في العالم، حيث يوجد بها حوالي خمسة ملايين مهاجر، منهم 3.3 مليون سوري، وفقا لبيانات وزارة الداخلية.
ومدد أردوغان بقاءه في سدة الحكم في تركيا المستمر منذ عقدين بعد فوزه في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية الأحد (28 ماي 2023)، ليحصل على تفويض لمواصلة حكمه الذي أخذ منحى استبدادياً على نحو متزايد وأحدث استقطابا داخل البلاد لكنه عزز مكانتها كقوة عسكرية في المنطقة.
المعارضة تقر بالهزيمة
ووصف منافسه كمال كليجدار أوغلو الانتخابات بأنها “أكثر انتخابات غير عادلة منذ سنوات” لكنه لم يشكك في النتيجة. وعلى الرغم من خسارته، فقد أظهرت النتائج الرسمية أن كليجدار أوغلو فاز بنحو 47.9 بالمئة من الأصوات ، مما يشير إلى الانقسام الشديد داخل البلاد.
وقال كليتشدار أوغلو إنه سيواصل قيادة النضال وإنه خسر ما قال إنها “أكثر انتخابات غير عادلة منذ سنوات” في مواجهة الرئيس الحالي. وأضاف في تصريحات من أنقرة أن النتائج أظهرت رغبة الناس في تغيير الحكومة الاستبدادية. وعبر عن حزنه بسبب “المشكلات” التي ستواجهها تركيا.
كما هنأت ميرال أكشينار زعيمة الحزب الصالح التركي المعارض الرئيس على فوزه اليوم لكنها قالت إنها ستواصل مسيرتها كمعارضة.
وأضافت أكشينار في تصريحات من أنقرة أن النتائج أظهرت أن هناك درساً كبيراً يحتاج أردوغان إلى تعلمه، مشيرة إلى أنها تأمل في أن يكون أردوغان رئيساً لجميع الأتراك.
الانتخابات الأهم
كان يُنظر إلى الانتخابات على أنها واحدة من أهم الانتخابات في البلاد، إذ كانت المعارضة تعتقد بأن لديها فرصة قوية للإطاحة بأردوغان بعد أن تضررت شعبيته جراء أزمة تكاليف المعيشة.
ويمثل فوز أردوغان بخمس سنوات أخرى في الحكم ضربة قوية لخصومه الأتراك الذين يتهمونه بتقويض ديمقراطيتهم بشكل مطرد مع اكتسابه المزيد من السلطة، وهي تهمة ينفيها.
لكن فوزه يعزز صورته كزعيم لا يقهر بعد أن أعاد بالفعل رسم السياسة الداخلية والاقتصادية والأمنية والخارجية في الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي التي يبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة ورسخ وضعها كقوة في المنطقة.
ولا يبدو أن فوز أردوغان يدق ناقوس الخطر في أنحاء الشرق الأوسط بعد أن كان توصل إلى تسويات مع عدد من الحكومات التي كان على خلاف معها.
احتفالات بالفوز
وتجمع المؤيدون عند مقر إقامته في إسطنبول انتظارا لفوزه بعد أن أشارت بيانات وكالتي الأناضول الرسمية وأنكا المعارضة للأنباء إلى فوزه مع فرز ما يقرب من 99 بالمئة من صناديق الاقتراع.
وجذب أردوغان، زعيم حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية، الناخبين بخطاب قومي ومحافظ خلال حملة شهدت خلافات وصرفت الانتباه عن المشكلات الاقتصادية العميقة. وردد أنصار أردوغان الذين تجمعوا أمام مقر إقامته في إسطنبول هتاف “الله أكبر”.