تونس: مقتل مهاجر طعناً وإصابة خمسة آخرين على يد تونسيين
هاجم سبعة رجال تونسيين مسلحين بالسكاكين والسيوف، منزلاً يسكنه 19 مهاجراً في مدينة صفاقس، ما أسفر عن مقتل مهاجر وإصابة خمسة آخرين، فيما فتحت السلطات تحقيقاً في الحادثة واعتقلت ثلاثة متهم بهم.
صرح المدعي العام والمتحدث باسم محكمة صفاقس، فوزي المصمودي، بأن مهاجراً من أفريقيا جنوب الصحراء لقى حتفه في المدينة إثر هجوم عنيف شنه عدد من التونسيين مسلحين بالسكاكين والسيوف، ليلة 20 إلى 21ماي وقاموا بالاعتداء على منزل يسكنه 19 مهاجرا في منطقة الحفارة الشعبية.ووفقاً للمصدر ذاته، يتحدر القتيل من بنين ويبلغ 30 عاماً، كما تم نقل خمسة أشخاص آخرين من أفريقيا جنوب الصحراء إلى المستشفى، لكنهم “لم يصابوا بجروح خطيرة”.وتم فتح تحقيق قضائي أدى بالفعل إلى اعتقال ثلاثة تونسيين، بيلغون 17 و23 و36 سنة.وأضاف المصمودي أن تسجيلات الفيديو تظهر سبعة رجال يهاجمون المهاجرين، مشيرا إلى أن التحقيق ما زال مستمرا، لا سيما لمعرفة دوافع المهاجمين.“تحديد التحريض على الكراهية والعنصرية”وقد شجبت عدة منظمات حقوقية هذه الجريمة “التي تدخل في سياق خطابات التحريض على الكراهية والعنصرية ضد المهاجرين القادمين من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى” كما جاء في بيان صحفي صادر عن المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، ووقعت عليه نحو 20 منظمة غير حكومية.واستنكرت المنظمات “خطاب الكراهية والترهيب ضد المهاجرين (من أفريقيا جنوب الصحراء)، الذي يتم نشره على الشبكات الاجتماعية والذي يساهم في التعبئة ضد الفئات الأكثر ضعفاً ويؤجج السلوك العنيف ضدهم”.كما انتقدت هذه المنظمات، بما فيها الرابطة التونسية لحقوق الإنسان والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب، “مناخ الإفلات من العقاب وتطبيع العنف” منذ خطاب الرئيس التونسي قيس سعيد “المعادي للأجانب” في 21 شباط/فبراير. وكان الرئيس قد قال إن وجود “جحافل” من المهاجرين غير الشرعيين من أفريقيا جنوب الصحراء مصدر “عنف وجرائم”.منذ هذا الخطاب، وجد المهاجرون أنفسهم في مواجهة موجة من الهجمات والاعتداءات، وترتب على ذلك خسارة نسبة كبيرة من مواطني دول أفريقيا جنوب الصحراء المسجلين رسمياً في تونس (21 ألفاً) وظائفهم ومنازلهم بين عشية وضحاها.ساهم هذا الوضع في دفع أعداد متزايدة من المهاجرين إلى البحر، حيث ازدادت عمليات مغادرة المهاجرين الأفارقة من تونس عبر المتوسط، كما ازداد عدد الوافدين إلى إيطاليا.من جانبها، سجلت وكالة حرس الحدود الأوروبية “فرونتكس”، زيادة بنسبة 1100% في عدد عمليات العبور من تونس، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي