ميلوني تعلن عن تمويلات سخية لتونس ومؤتمر لمعالجة قضية الهجرة
والمانيا تعد ميلوني بالمساعدة
اعلنت رئيسة الحكومة الإيطالية خلال زيارة إلى تونس عن تمويلات ايطالية سخية وسعي لمساعدة تونس في الحصول على قرض من صندوق النقد بقيمة نحو ملياري دولار. وأكدت أن روما ستنظم مؤتمرا دوليا لبحث قضية الهجرة غير القانونية.
بدعوة من الرئيس سعيد، التقت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني الثلاثاء (6 جوان 2023) الرئيس التونسي قيس سعيّد في قصر قرطاج الرئاسي بالعاصمة التونسية وأجرت معه محادثات لنحو ساعتين، في زيارة تقوم بها إلى تونس. وتحفظت الرئاسة التونسية عن السماح لوسائل الإعلام المحلية بتغطيتها على الفور.
واحتج نشطاء حقوقيون اليوم الثلاثاء في العاصمة تونس ضد زيارة ميلوني في وقفة احتجاجية دعا إليها المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية الذي يهتم بقضايا الهجرة، للتنديد بعمليات الترحيل “القسرية” للمهاجرين التونسيين. وقال المنتدى في شعار رفعه في الوقفة الاحتجاجية إن جورجيا ميلوني “شخص غير مرغوب فيه” في تونس.
ملف الهجرة ـ “نهج ملموس لزيادة الدعم لتونس”
ونقلت وكالة “آكي” الإيطالية للأنباء عن ميلوني القول “إن العمل مع تونس كان ممتازا حتى الآن وقد انخفضت عمليات رسو قوارب الهجرة بشكل كبير في ماي مقارنة بما حدث في شهري مارس وافريل “، السابقين. وأضافت “نحن نواجه أصعب موسم من وجهة النظر هذه، ولا يسعنا إلا أن نقلق من ناحية الأشهر القليلة المقبلة”.
وتخشى عدة أوروبية ازدياد وتيرة الهجرة غير النظامية من سواحل جنوب المتوسط مع استقرار المناخ في أشهر الصيف.
وقالت ميلوني “نعتقد أننا بحاجة إلى تكثيف عملنا المشترك من خلال تعزيز التعاون مع السلطات التونسية في مجال الأنشطة الوقائية، وبشكل خاص في منطقة صفاقس، التي يصل منها غالبية المهاجرين غير النظاميين”.
وتقول الحكومة الإيطالية إن على الاتحاد الأوروبي تفادي انهيار اقتصادي محتمل في تونس قد يدفع بالمزيد من تدفقات الهجرة غير النظامية عبر سواحلها والتي بلغت مستويات قياسية هذا العام. وتابعت ميلوني اليوم الثلاثاء أن روما ستنظم مؤتمرا دوليا لبحث هذه الأزمة، وهو ما كان دعا إليه الرئيس قيس سعيد، الذي يطالب بحل يشمل دول المنطقة.2:01 min
وناقشت رئيسة الحكومة الايطالية مع الرئيس التونسي فكرة عقد مؤتمر في روما حول الهجرة والتنمية ليكون “فرصة للجمع بين دول الضفاف الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط ومجلس التعاون الخليجي للاستماع إلى الاحتياجات والتخطيط لمشاريع تجذب الاستثمارات”. وقالت إن النهج “لا يمكن أن يكون أمنيًا حصريًا ويجب أن يأخذ في الاعتبار حق الأشخاص في عدم الهجرة، وعدم الفرار من منازلهم وعائلاتهم وأراضيهم”.
مساعدة الاقتصاد التونسي
وأعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية في زياتها إلى تونس الثلاثاء عن رصد بلادها لتمويلات بقيمة 700 مليون يورو لمساعدة القطاعات الحيوية في تونس التي تواجه صعوبات اقتصادية ومالية. وستشمل تلك التمويلات وفق ما أفادت به ميلوني في تصريح بثته الرئاسة التونسية عقب لقائها الرئيس قيس سعيد، قطاعات الصحة والخدمات أساسا.
كما أثار الرئيس سعيد خلال هذا اللقاء، موضوع “إلغاء الديون التي تثقل كاهل الدولة التونسية وتحويلها إلى مشاريع تنموية خاصة”.
وقالت ميلوني إن إيطاليا تعمل أيضا على الدفع نحو اتفاق بين الحكومة التونسية وصندوق النقد الدولي بشأن برنامج القرض المعلق بقيمة 9ر1 مليار دولار أمريكي بسبب الخلاف حول إصلاح نظام الدعم. وتعتبر دول الاتحاد الأوروبي أن الاتفاق بشأن القرض مهم لفتح الباب أمام تمويلات إضافية للشريك التونسي. وأضافت ميلوني أن الاتحاد بصدد الإعداد لهذه التمويلات بالفعل.
ووصفت ميلوني الاتفاق بين صندوق النقد الدولي وتونس بأنه “أساسي لتقوية البلاد وتعافيها التام”. واعتبرت أن “استقرار الوضع السياسي والأمني وتقدم الديموقراطية في تونس أمر لا غنى عنه”.
شولتس يتعهد لإيطاليا بالدعم في مواجهة تزايد أعداد اللاجئين
في أول زيارة له إلى إيطاليا منذ انتخاب جورجا ميلوني رئاسة الحكومة توجه المستشار الألماني أولاف شولتس إلى روما لبحث تطورات الحرب في أوكرانيا وإصلاح سياسة اللجوء الأوروبية ودعم إيطاليا لمواجهة أعداد اللاجئين المتزايدة.
توجه المستشار الألماني أولاف شولتس إلى العاصمة الإيطالية روما اليوم الخميس (الثامن من جوان 2023) من أجل الالتقاء برئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني. وستكون هذه الزيارة الأولى من نوعها للمستشار الألماني للعاصمة الإيطالية منذ تولي زعيمة حزب “فراتيلي ديتاليا” اليميني المتطرف رئاسة الحكومة في إيطاليا في أكتوبر الماضي. يذكر أن ميلوني قامت بأول زيارة رسمية لها إلى برلين في فيفري الماضي.
وأوضح شولتس آنذاك أنه يعتزم التعاون بشكل وثيق مع الحكومة الجديدة. ومن جانبها أبدت ميلوني، التي كانت قد هاجمت ألمانيا من قبل بشدة بصفتها سياسية معارضة، ميولا للتصالح. ومن المحتمل أن تتناول المباحثات اليوم الحرب الروسية ضد أوكرانيا وكذلك موضوعات تتعلق بالاتحاد الأوروبي مثل سياسة اللجوء الأوروبية.
وتعهد شولتس لإيطاليا بالتضامن في استقبال اللاجئين، وقال شولتس لصحيفة ” كورييري ديلا سيرا” في تصريحات تم نشرها اليوم إن إيطاليا واليونان وغيرها من دول الاتحاد الأوروبي المطلة على البحر المتوسط تواجه تحديا كبيرا لأن أعداد اللاجئين والمهاجرين القادمين هناك آخذة في التزايد.
وأكد المستشار الألماني أنه يجب ألا يتم ترك إيطاليا والدول الأخرى بمفردها في مواجهة ذلك، ولكن يجب إتباع نهج التضامن وتحمل المسؤولية.
ودعا شولتس في الوقت ذاته للتوصل لاتفاق لإصلاح أساسي لنظام اللجوء الأوروبي، وقال: “نحن بحاجة لتوزيع متضامن للمسؤولية والاختصاص بين دول الاتحاد الأوروبي وكذلك الامتثال للمعايير لأجل طالبي اللجوء فيما يتعلق بإجراءات اللجوء وبالاندماج في دول الاتحاد الأوروبي”.
وبالتوازي مع زيارة شولتس لإيطاليا، يحاول وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ تمهيد الطريق لإدخال إصلاح كبير على نظام اللجوء والهجرة في أوروبا.