واصلت أسعار القمح العالمية ارتفاعها في تعاملات في ظل تزايد التهديدات التي تحيط بتجارة الحبوب العالمية، بعد أن حذرت كل من أوكرانيا وروسيا السفن المتجهة إلى موانئ كل دولة منهما من احتمال التعامل معها كأهداف حربية.
قال تجار ومحللون إن المطاحن الآسيوية التي اشترت أكثر من مليون طن متري من القمح من منطقة البحر الأسود للشحن خلال الشهور المقبلة ستبحث عن بدائل بعد هجمات وقعت على موانئ أوكرانية.
وجاءت الهجمات في أعقاب انهيار اتفاق كان يسمح بالنقل الآمن لصادرات الحبوب عبر البحر الأسود من الموانئ الأوكرانية مما أثار مخاوف بشأن الإمدادات على المدى الأبعد. وأضافت قيود الإمدادات من منطقة البحر الأسود المهمة في هذا المجال المزيد من الضبابية وسط توقعات بأن تهدد ظاهرة النينو المناخية المحاصيل في أنحاء آسيا، الأمر الذي يفاقم المخاوف من تضخم أسعار الغذاء.
وقفزت العقود الآجلة للقمح في بورصة شيكاغو بأكثر من اثنين بالمئة لتبلغ أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع، اليوم الخميس (20 جويلية 2023)، إذ تلقت الأسعار دعما في أعقاب هجمات روسية على موانئ أوكرانية تسببت في أضرار للبنية التحتية.
وقالت سلطات محلية أوكرانية إن الضربات الروسية استمرت لمناطق الموانئ الأوكرانية الخميس بعد أن أصدرت موسكو تحذيرا مفاده أن السفن المتجهة إلى موانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود قد تعتبر أهدافا عسكرية.
وهاجمت روسيا منطقة أوديسا لليلة الثالثة على التوالي. وتسبب الهجوم على ميناء تشورنومورسك في جنوب أوكرانيا في تضرر البنية التحتية لتصدير الحبوب، فضلا عن تدمير آلاف الأطنان من الحبوب المخزنة.
وأصدرت وزارة الدفاع الأوكرانية عبر قناتها على تطبيق تليغرام تحذيرا للسفن التي تتحرك عبر البحر الأسود متجهة إلى موانئ في روسيا والأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا من 21 جويلية لأنها قد تكون أهدافا.
وقالت الوزارة إن تلك السفن قد تُعتبر أنها تحمل شحنات عسكرية “مع الأخذ في الاعتبار كل التهديدات المرتبطة بهذا الشأن”، وذلك ردا على تحذير مماثل صدر عن روسيا في وقت سابق بشأن السفن المتجهة إلى الموانئ الأوكرانية، بحسب ما نقلته وكالة بلومبرغ للأنباء.
وفي الوقت نفسه، حذرت الولايات المتحدة من أن روسيا وضعت ألغاما في موانئ الحبوب الأوكرانية، وجاء التحذير الأمريكي بناء على معلومات استخبارية، بعد أن قالت روسيا الأربعاء إن جميع السفن المبحرة إلى تلك الموانئ ستعتبر سفنا عسكرية.
وأدت التهديدات إلى تبديد الآمال في أن تتمكن أوكرانيا من الاستمرار في تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، الذي يعد تاريخيا طريق الشحن الأكثر أهمية، مما أدى إلى نقل الإمدادات المتجهة إلى الأسواق العالمية من خلال طرق أضيق وأكثر تعقيدا.
وتشير التحركات الأخيرة إلى أن روسيا تكثف جهودها من أجل استخدام تجارة المواد الغذائية كسلاح، بينما لا تزال أوكرانيا من بين الموردين الرئيسيين للحبوب في العالم، على الرغم من الحرب.