خلال اليومين الأخيرين، قدمت سفينة “نادر” الدعم لـ341 مهاجراً في منطقة البحث والإنقاذ قبالة ليبيا، بينما أغاثت سفينة “ماري غو” نحو 400 مهاجر في المنطقة ذاتها.
تستمر سفن الإنقاذ بنشاطها قبالة السواحل الليبية، بحثاً عن قوارب المهاجرين التي غالباً ما تكون في محنة.
وفي اليومين الأخيرين، تمكنت سفينتا “نادر” و”ماري غو” من تقديم المساعدة لأكثر من 730 مهاجراً. وبالتنسيق مع خفر السواحل الإيطالي، وصل المهاجرون إلى بر الأمان.
سفينة “نادر” تقدم المساعدة لثمانية قوارب
أعلنت منظمة “ريسك شيب” الألمانية صباح أمس الأربعاء، أن طواقمها العاملة على سفينة “نادر” للإنقاذ، عثرت على ثمانية قوارب في محنة خلال 14 ساعة، وعلى متنها ما مجموعه 341 شخصا. وجاء في تغريدة نشرتها المنظمة على تويتر “قام طاقمنا بتوزيع سترات النجاة وتقديم الإسعافات الأولية. بالتعاون مع حرس السواحل الإيطالي والطيارين المتطوعين”.
وأضافت المنظمة “مرارا وتكرارا رأينا مزيدا من القوارب غير الصالحة للإبحار في الأفق. وبسبب تدهور الأحوال الجوية وظروف القوارب، صعد ما يصل إلى 138 شخصا الليلة الماضية على ظهر سفينة نادر، بينما تجمعت أربعة قوارب أخرى وعلى متنها 140 شخصا، حول السفينة”.
لتعود بعد ذلك وتوضح أنه وفي الساعة 10 مساء، أنقذ خفر السواحل الإيطالي جميع الأشخاص الذين كانوا في القوارب الأربعة، وأخذ 19 مهاجراً أيضأ ممن كانوا على ظهر “نادر”.
ووصلت السفينة إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية ليلة أمس، حيث تمكن 119 شخصا من النزول في ميناء آمن.
400 مهاجر يصلون إيطاليا بعد تلقيهم دعماً من سفينة “ماري غو”
من جانبها، نشرت سفينة “ماري غو” للإنقاذ تغريدة صباح اليوم، جاء فيها “بالأمس، قدمت السفينة مساعدة لتسع حالات استغاثة، نحو 400 شخص. ساعدت طواقمنا في إجلاء ثمانية من أصل تسعة قوارب إلى زوارق خفر السواحل الإيطالي. كما تم إجلاء قارب واحد إلى سفينتنا، وتم تعيين ميناء تراباني لإنزال المهاجرين، ونحن في طريقنا”.
وشرحت تغريدة أخرى لطاقم السفينة أن خفر السواحل الإيطالي وصل إلى مكان الحادث بعد أكثر من خمس ساعات من الطلب العاجل الذي قُدّم إلى مركز الطوارئ البحرية في روما. وأردفت “تأخر وصول الدعم عرّض الناجين وطاقمنا لخطر العمل في الظلام، حيث تنجرف القوارب عن بعضها وتتعرض لخطر الغرق أو الضياع في البحر، مضيفة أن المهاجرين كانوا يعانون من الجفاف والخوف والإرهاق.
وفي سياق متصل، خصصت السلطات الإيطالية مطلع هذا الأسبوع، ثلاثة موانئ آمنة مختلفة لسفينة “جيو بارنتس” الإنسانية، لإنزال 462 مهاجراً على متنها. ويعتبر هذا القرار غير مسبوق، لأنه عادة ما يتم تخصيص ميناء واحد لإنزال المهاجرين.
وبسبب هذا القرار، اضطرت السفينة للإبحار لفترة أطول نحو الموانئ، مما يؤخر عودتها لمنطقة البحث والإنقاذ، ويزيد في تدهور حالة المهاجرين النفسية والجسدية.
ووفقاً لمنظمة أطباء بلا حدود المسؤولة عن السفينة، تم تحديد جزيرة لامبيدوزا وموانئ “مارينا دي كارارا” و”ليفورنو” في شمال إيطاليا، لاستقبال 462 مهاجرا أنقذتهم “جيو بارنتس” بين 15 و16 جويلية ي وسط البحر الأبيض المتوسط.
ووفقاً لأرقام المنظمة الدولية للهجرة، لقى807 مهاجرين حتفهم على طريق وسط البحر الأبيض المتوسط، منذ بداية العام الجاري حتى منتصف جويلية الجاري، بينما فُقد 954 مهاجراً آخرين في الفترة ذاتها.
ومنذ عام 2016، لقي ما يقرب من 15 ألف مهاجر حتفهم في وسط البحر الأبيض المتوسط أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا، حيث لا يزال طريق وسط المتوسط الأكثر دموية في العالم.
يود طاقم تحرير مهاجر نيوز أن يشير إلى أن السفن الإنسانية تغطي جزءا محدودا جدا من البحر الأبيض المتوسط. إن وجود هذه المنظمات غير الحكومية بعيد كل البعد عن أن يكون ضمانا لإغاثة المهاجرين الذين يحاولون العبور من الساحل الأفريقي. تمر العديد من القوارب دون أن يلاحظها أحد في عرض البحر، كما يغرق العديد منها دون أن يتم اكتشافها. لا يزال البحر الأبيض المتوسط اليوم أكثر الطرق البحرية خطورة في العالم.