الرئيس الروسي بوتين والرئيس التركي أردوغان/الأناضول
كذلك فقد قال بوتين إنهم “اضطروا” إلى الانسحاب من اتفاقية ممر الحبوب في البحر الأسود، معرباً عن استعدادهم لإحيائها من جديد بشرط إزالة القيود المفروضة على منتجات بلاده الزراعية وكذلك الأسمدة، كما كشف أيضاً عن رغبتهم في إرسال قرابة مليون طن من الحبوب إلى تركيا بـ”أسعار مميزة” على أن تتم معالجتها هناك بتمويل قطري قبل شحنها إلى الدول المحتاجة، بحسب وصفه.بوتين يهاجم الغرب بسبب اتفاق الحبوباتهم بوتين الغرب بـ”عرقلة” صادرات روسيا من المنتجات الزراعية والأسمدة، فيما اتهم أوكرانيا باستغلال الممرات الإنسانية لتنفيذ “هجمات إرهابية” على المنشآت العسكرية والمدنية.الرئيس الروسي كشف أيضاً عن رغبتهم في إرسال قرابة مليون طن من الحبوب إلى تركيا بـ”أسعار مميزة” على أن تتم معالجتها هناك بتمويل قطري قبل شحنها إلى الدول المحتاجة، بحسب وصفه.وصرّح بوتين بتوجّه 70% من الحبوب الأوكرانية إلى البلدان المتطورة، مؤكداً عدم وجود مشكلة في إنتاج المواد الغذائية بل في توزيعها حول العالم.وعلى صعيد آخر، قال بوتين إن روسيا تثمّن التعاون القائم بينها وبين تركيا في سوريا، مبيناً أنهم متفقون مع أنقرة حول المبادئ الأساسية المتعلقة بحل الأزمة القائمة في هذا البلد.بوتين أضاف أن روسيا تعرضت “لخداع شركائنا الغربيين”، مؤكداً استعدادهم “لبذل الجهود لمواصلة اتفاقية ممر الحبوب في حال الإيفاء بالوعود في غضون أيام”.أردوغان وبوتين في سوتشي / رويترزوتابع: “نريد إحياء اتفاقية ممر الحبوب، وسنفعل ذلك بشرط واحد هو السماح بتصدير منتجاتنا الزراعية عبر البحر (الأسود) دون عوائق”.كما قال بوتين: “نحن مستعدون مع تركيا وقطر لتقديم الحبوب لدول أفريقية فقيرة”.رفض تمديد اتفاق تصدير الحبوبيذكر أنه في 17 جويلية 2023 رفضت موسكو تمديد اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية، وقالت إنها “ستمدد حال تنفيذ الجزء الروسي منها”. واشتكت روسيا من أن القيود والعقوبات المفروضة عليها على خلفية الحرب الدائرة مع أوكرانيا أعاقت صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة، وهي منتجات تعتبرها موسكو مهمة أيضا لسلسلة الغذاء العالمية.في سياق متصل أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ضرورة مواصلة العمل باتفاقية شحن الحبوب عبر البحر الأسود ومعالجة ما يشوبها من نواقص. جاء ذلك في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الإثنين، في مدينة سوتشي الروسية، عقب لقاء على مستوى الوفود ومأدبة عمل ثنائية.وأشار أردوغان إلى أن المقترحات البديلة المطروحة لمبادرة الحبوب لم تقدم نموذجاً مستداماً وآمناً، مبيناً أن تركيا أعدت مع الأمم المتحدة حزمة مقترحات جديدة من شأنها إحراز تقدم كبير في ما يخص مبادرة الحبوب. وأعرب عن قناعته بإمكانية الحصول على نتائج منها.وأكد ضرورة قيام أوكرانيا بتخفيف حدة نهجها ليصبح بالإمكان اتخاذ خطوات مشتركة مع روسيا بشأن المبادرة، وذكر أن تركيا استضافت مفاوضات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا وأنها مستعدة مجدداً للقيام بما يقع على عاتقها.أضاف: “بوتين قال إنهم قاموا بالإجراءات اللوجستية من أجل إرسال مليون طن من الحبوب للبلدان الفقيرة، وتركيا مستعدة للقيام بما يقع على عاتقها في هذا الصدد”.الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان – الأناضولمبادرة روسية قطرية تركية أعرب عن أمله في أن تقف تركيا وروسيا وقطر إلى جانب الدول الأفريقية عبر اتخاذ خطوات لإرسال الحبوب إليها على شكل دقيق. وأكد أن تركيا عازمة على مواصلة مساعيها من أجل إحلال السلام الدائم والاستقرار والازدهار في المنطقة.وأكد أنه وبوتين في حوار دائم من خلال اتصالات هاتفية وثيقة منذ لقائهما العام الماضي، بمدينة أستانا الكازاخية على هامش مؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا.وأوضح أردوغان أن الجانبين بحثا القضايا المدرجة على جدول الأعمال في الاجتماع الثنائي والآخر على مستوى الوفود، وقال: “قمنا بتقييم الخطوات التي يمكن اتخاذها لزيادة تعزيز التعاون متعدد الأبعاد، خاصة في التجارة والزراعة والسياحة والاقتصاد والتمويل”.ولفت إلى أن حجم التجارة الثنائية بين البلدين وصل إلى قرابة 69 مليار دولارٍ العام الماضي، مؤكداً السير بخطوات ثابتة نحو الوصول إلى الهدف المحدد بـ100 مليار دولار.كما قال أردوغان: “دولة قطر بالفعل تقدم المساعي والمساعدات المالية والتمويل بشكل خاص لنقل السفن للدول الأفريقية”.
كذلك قال أردوغان: “قطر تقول إننا يمكن أن نشارك في هذا الوضع كثلاثي روسيا وتركيا وقطر، خاصة إذا تم إرسال الحبوب عن طريق تحويلها إلى دقيق وباتخاذ مثل هذه الخطوة.. آمل أن نكون إلى جانب البلدان الأفريقية الأقل نمواً”.وأضاف: “نمر العام الحالي بموسم ناجح جداً في السياحة، وكنا قد استقبلنا 5 ملايين و230 ألف سائح روسي عام 2022، والعام الحالي قدم 3.5 مليون سائح روسي إلى بلدنا في الأشهر الـ7 الأولى من العام الجاري”.وشدد أردوغان على أن مبادرة نقل الحبوب عبر البحر الأسود لعبت دوراً رئيسياً في مكافحة أزمة الغذاء عالمياً، وأصبحت كأنبوب تنفس لأولئك الذين هم في أمس الحاجة إلى الحبوب، خاصة في أفريقيا.وأشار إلى أن تطلعات روسيا في ما يخص استئناف مبادرة الحبوب معروفة من قبل جميع الأطراف، مضيفاً: “عبّرنا أيضاً عن المسائل التي طرحها الأصدقاء الروس في مناسبات مختلفة، وما زلنا، ونعتقد أن المبادرة ينبغي أن تستمر من خلال معالجة ما يشوبها من نواقص، وشاركت بصدقٍ وجهات نظرنا حول هذه القضية مع صديقي العزيز خلال اجتماعنا الثنائي”. وأعرب عن تمنيات تركيا أن تنتهي الصراعات الدائرة في أقرب وقت ممكن بسلام دائم وعادل على أساس القانون الدولي.كما أكد أنه بحث مع بوتين قضايا إقليمية ودولية أخرى، مضيفاً: “وفي هذا السياق، تباحثنا حول آخر التطورات في سوريا وجنوب القوقاز وليبيا وأفريقيا”.
وأردف: “قمنا بتطوير علاقاتنا الثنائية بما يخدم مصالح بلدينا ومنطقتنا على أساس مبادئ حسن الجوار والصداقة والصدق، ورأينا وما زلنا نرى فوائد العلاقات التركية الروسية المبنية على هذا الأساس في مساحة واسعة جداً”.وشدد على أن الاتصالات الوثيقة مع روسيا ستستمر في المساهمة في حل القضايا الإقليمية والعالمية. وقال: “خاصةً محطة أق قويو للطاقة النووية، وكخطوة ثانية ناقشت مع صديقي العزيز اليوم مسألة محطة سينوب للطاقة النووية”.ولفت أردوغان إلى أن روسيا ترغب في إرسال الحبوب إلى البلدان الأفريقية، معرباً عن أمله أن يلبي بوتين بسرعةٍ الطلبات المقدمة من دول القارة السمراء. الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين/ رويترزوفي مراسم أقيمت بإسطنبول يوم 22 جويلية 2022، وقعت الأمم المتحدة وروسيا وتركيا وأوكرانيا اتفاقية ممر الحبوب في البحر الأسود بهدف الحد من تأثير الحرب الأوكرانية الروسية على أسعار المواد الغذائية العالمية.وقال متحدث الكرملين ديمتري بيسكوف، في 17 جويلية 2023: “لقد انتهى بالفعل اتفاق ممر الحبوب، وتم إيقافه. ستعود روسيا فوراً إلى الاتفاقية بمجرد تنفيذ شروطها، فلم يتم الوفاء بالقسم المتعلق بروسيا في الاتفاقية”.