الرئيسيةتونس اليوم

لامبيدوزا تحيي ذكرى 368 مهاجراً غرقوا قبالة سواحلها قبل 10 سنوات

شهدت جزيرة لامبيدوزا الإيطالية مراسم إحياء ذكرى حادث غرق السفينة، الذي أدى إلى وفاة 368 مهاجرا قبل 10 سنوات، وذلك في وقت لا يزال وصول المهاجرين إلى الجزيرة مستمرا.

“عشر سنوات من اللامبالاة فقدنا بسببها حوالي 28 ألف شخص”، هذا ما قاله رئيس لجنة “3  أكتوبر” طارق بهران في إطار الفعاليات التي جرت في جزيرة لامبيدوزا، لإحياء ذكرى حادث غرق سفينة أودى بحياة 368 مهاجرا قبل عقد من الزمن.

ميلوني تدعو إلى وضع نهاية للوفيات في البحر

وبدأت فعاليات إحياء ذكرى مئات المهاجرين الغرقى في ساحة بيافي في الساعة 3:15 صباحا، وهو وقت وقوع حادث الغرق قبل 10أعوام. وتليت أسماء الضحايا أمام نصب تذكاري أقيم تخليدا لذكراهم، بحضور ناجين من حوادث غرق سفن، وأقارب الضحايا. بينما غاب ممثلو الحكومة عن الفعاليات، بحسب المنظمين.

ووصفت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني، الحادث بأنه “حادث غرق مأساوي”، وقالت إنه “منذ ذلك الحين، تكررت الكثير من المآسي (في محاولة) للوصول إلى سواحل أوروبا، وواجبنا المحدد هو أن نضع نهاية لهذه المذبحة المستمرة، بما في ذلك من خلال منع مغادرة القوارب”، حسبما نقلت “أنسا”، وكالة الأنباء الإيطالية.

وخلال الفعاليات في لامبيدوزا، رفع المشاركون في مسيرة متجهة نحو بوابة أوروبا، التي وضع أمامها باقات من الزهور، لافتة كتب عليها “لا مزيد من الوفيات غير المرئية”.

وحمل بعض الناجين من غرق السفينة لافتة، كما يفعلون كل عام، ودعوا مرة أخرى إلى إنشاء “قنوات للدخول القانوني”.

وقالت نائبة رئيس مجلس الشيوخ ماريا دومينيكا كاستيلوني، من حركة “خمس نجوم”، في كلمة ألقتها خلال الفاعلية، إنه “يجب أن تكون هناك سياسة أوروبية للهجرة القانونية، وبهذه الطريقة فقط يمكن مكافحة الأعمال المخالفة وأنشطة تجار البشر”.

في حين تحدث وزير الداخلية، ماتيو بيانتيدوسي، من روما عن جهود مكافحة المهربين، قائلا إن “إدارة الظاهرة اتخذت بعدا غير مسبوق يتطلب حلولا مستقرة ودائمة، مع مسؤوليات جسيمة على المجتمع الدولي بأكمله أن يتحملها”.

وأضاف أنه “من أجل تجنب الوفيات في البحر، ينبغي علينا وقف عمليات المغادرة، وتقديم بديل، كما تفعل حكومتنا، من خلال إنشاء قنوات دخول تمكن (المهاجرين الوافدين) من الاندماج الفعال في نسيجنا الاقتصادي”.

كيارا كاردوليتي ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى إيطاليا والكرسي الرسولي وسان مارينو، قالت “10 سنوات مرت على مأساة لامبيدوزا. وفي هذه الأثناء، مات أكثر من 27 ألف شخص في البحر الأبيض المتوسط، منهم 5000 منذ عام ونصف فقط”.

ووصفت المسؤولة الأممية ذلك بقولها “غير مقبول ولكنه ليس حتميا. والحلول موجودة، وعلينا أن نسعى إليها بشجاعة وتصميم”.

رئيس لجنة “3  أكتوبر” محبَط

وخلال إلقاء أكليل الزهور في البحر في موقع المأساة، تحول الأمر إلى مشهد عاطفي. وقال رئيس لجنة “3  أكتوبر” طارق بهران إن “كل سلطة وطنية ودولية جاءت إلى هنا (موقع الحادث) قالت: لا مزيد من الوفيات، ومع ذلك ها نحن أمام نفس الوضع”.

وأردف بهران أن “هناك حاجة إلى العمل في دول المنشأ والعبور، وأود أن أشكر جميع الناجين الذين يعودون كل عام إلى لامبيدوزا كمواطنين أوروبيين، وبعضهم أصبحوا نرويجيين وسويديين وهولنديين”.

كما شارك مئات الطلاب الأوروبيين في المسيرة الصامتة، وتحدث إليهم محافظ أغريجنتو، فيليبو رومانو، قائلا إن “ما حدث قبل 10 أعوام قبالة لامبيدوزا ليس مجرد حادث، لقد كان غيضاً من فيض، ولا توجد حلول سهلة، والنهج الأيديولوجي غير ناجح”.

وتابع رومانو، أن “القرارات متروكة للبرلمان، لكن ينبغي علينا أن نتعلم أن نكون أخوة بيننا، وإلا لن نتمكن أن نكون كذلك مع أولئك الذين ليسوا مثلنا”. ولم يشارك سوى عدد قليل من سكان لامبيدوزا في الفاعلية. وقال أحد المشاركين من سكان الجزيرة “إننا نحيي ذكرى تلك المأساة كل يوم باستقبالنا المهاجرين”.

ANSA / وفود الاتحاد الأوروبي في مطار لامبيدوزا أمام صفوف أكفان ضحايا حادث تحطم سفينة، أودى بحياة أكثر من 300 مهاجر، في تشرين الأول / أكتوبر 2013. المصدر: إي بي إيه/ روبرتو سالوموني. صورة من الأرشيف.
ANSA / وفود الاتحاد الأوروبي في مطار لامبيدوزا أمام صفوف أكفان ضحايا حادث تحطم سفينة، أودى بحياة أكثر من 300 مهاجر، في تشرين الأول / أكتوبر 2013. المصدر: إي بي إيه/ روبرتو سالوموني. صورة من الأرشيف.

أما عمدة الجزر البلاجية فيليبو مانينو، فقد دعا إلى “وضع الأيديولوجيات والميول السياسية جانبا من أجل العمل على حل مشترك في أقرب وقت ممكن”، وأضاف “يجب أن يكون التحدي الحقيقي أمام إيطاليا وأوروبا هو ضمان أن هذه الرحلات تتم بمحض الاختيار، وليس بسبب القوة أو الالتزام”.

وأشار إلى أنه “على مدى السنوات الثلاثين الماضية، واصلت لامبيدوزا إعطاء دروس في الإنسانية لإيطاليا وأوروبا والعالم بأكمله، في حين تواصل المؤسسات مشاهدتنا دون أن يحدث أي شيء فعلي، ودون التدخل بسياسة هجرة حقيقية”.

وفي هذه الأثناء، استمرت رحلات الأمل باتجاه أوروبا، مع وصول تونسيين إلى لامبيدوزا، وكذلك إلى فيلاسيميوس بجزيرة سردينيا، وروتشيلا إيونيكا بمنطقة كالابريا جنوب البلاد، حيث وصلت مجموعات من العراقيين والإيرانيين، بالإضافة إلى أكراد من جنسيات مختلفة، على متن مركبين شراعيين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.