تصعيد إسرائيلي ضد جنوب أفريقيا لدعمها فلسطين.. الاحتلال يستدعي سفيره هناك للتشاور
استدعت إسرائيل، مساء الإثنين 20 نوفمبر 2023، سفيرها لدى جنوب أفريقيا إلياف بيلوتسركوفسكي، للتشاور احتجاجاً على التصريحات الأخيرة لكبار مسؤولي البلد الأفريقي بشأن دعم حركة “حماس”. وذلك بعد أيام من إعلان المحكمة الجنائية الدولية تقدم جنوب أفريقيا وبوليفيا وبنغلاديش وجزر القمر وجيبوتي بطلب للتحقيق في الهجمات الإسرائيلية على غزة.
وفي بيان مقتضب على حسابه بمنصة “إكس”، قال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلي، ليؤور حيات: “على خلفية التصريحات الأخيرة لجنوب أفريقيا، تم استدعاء سفير إسرائيل هناك للتشاور”. ولم تتطرق الخارجية الإسرائيلية إلى التصريحات المقصودة، لكن صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية قالت إن الحديث يدور عن تصريحات “تدعم حماس وتدين إسرائيل”، دون مزيد من التفاصيل.
تحرك لإغلاق سفارة إسرائيل في جنوب أفريقيا
في سياق متصل، قال حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم بجنوب إفريقيا، في وقت سابق، إنه سيدعم تحركاً برلمانياً يدعو إلى إغلاق السفارة الإسرائيلية في البلاد.
وفي العاشر من نوفمبر 2023، أعلنت جنوب أفريقيا استدعاء السفير الإسرائيلي في العاصمة بريتوريا؛ احتجاجاً على الهجمات الإسرائيلية على غزة، كما استدعت قبلها بأيامٍ كافة دبلوماسييها من إسرائيل للتشاور.
حيث أعلنت وزارة العلاقات الدولية والتعاون (ديركو) بجمهورية جنوب أفريقيا استدعاء السفير الإسرائيلي إلياف بيلوتسركوفسكي، في العاصمة بريتوريا. وذكر بيان وزارة العلاقات الدولية أن استدعاء السفير بيلوتسركوفسكي يأتي على خلفية تصرفاته الأخيرة تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأكد البيان وقتها أن جنوب أفريقيا “تشعر بقلق عميق إزاء مقتل أكثر من 10 آلاف و500 مدني، بينهم أكثر من 4300 طفل، في الهجمات الجوية والبرية الإسرائيلية على غزة”.
ووصف البيان الأفعال الإسرائيلية تجاه غزة بأنها “غير قانونية”، وطلبت من المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة اعتقال بحق كبار المسؤولين التنفيذيين الإسرائيليين؛ لارتكابهم جرائم حرب.
وجاء في البيان: “يُطلب من السفير بيلوتسركوفسكي التصرف بما يتماشى مع اتفاقيات فيينا التي تمنح امتيازات ومسؤوليات معينة لرؤساء البعثات الدبلوماسية، وضمن ذلك الاعتراف بالقرارات السيادية للدولة المضيفة”.
استدعاء دبلوماسيي جنوب أفريقيا من إسرائيل
كانت جنوب أفريقيا قد استدعت كافة دبلوماسييها من إسرائيل؛ على خلفية الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
وأكدت الوزيرة في رئاسة جنوب أفريقيا، خومبودزو نتشافيني، هذه الخطوة الدبلوماسية، خلال مؤتمر صحفي، وفقاً لإذاعة “جاكاراندا إف إم” المحلية. وأعربت حكومة جنوب إفريقيا عن تضامنها ودعمها للشعب الفلسطيني، بينما أدانت أيضاً قتل المدنيين من الجانبين.
وقالت نتشافيني إن “حكومة جنوب إفريقيا قررت سحب جميع دبلوماسييها من إسرائيل للتشاور”. وأضافت: “يشعر مجلس الوزراء في البلاد بخيبة أمل إزاء رفض الحكومة الإسرائيلية احترام القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة دون عقاب، ولا تزال الممرات الإنسانية مغلقة بسبب الهجمات المستمرة على قطاع غزة من قبل الحكومة الإسرائيلية”. وتابعت قائلة: “كما أشرنا سابقاً، لا يمكن التسامح مع الإبادة الجماعية تحت مراقبة المجتمع الدولي”.
الذهاب إلى “الجنائية الدولية”
في الوقت نفسه أعلنت المحكمة الجنائية الدولية تقدم جنوب أفريقيا وبوليفيا وبنغلاديش وجزر القمر وجيبوتي بطلب للتحقيق في الهجمات الإسرائيلية على غزة.
وذكر بيان نشر على الموقع الإلكتروني للمحكمة، الجمعة، أن الطلبات المقدمة من الدول الخمس وصلت إلى مكتب المدعي العام اليوم.
وأضاف أنه وفقاً لنظام روما الأساسي لـ”الجنائية الدولية”، يجوز لدولة عضو بالمحكمة أن تتقدم بطلب إلى مكتب المدعي العام للتحقيق في الجرائم المرتكبة على أراضي دولة عضو أخرى. وأشار البيان إلى أن النيابة العامة تجري حالياً تحقيقاً بشأن الأوضاع في دولة فلسطين.
وأوضح أن التحقيق المذكور بدأ بتاريخ 3 مارس/2021، ويغطي الأعمال المرتكبة في غزة والقدس الشرقية والضفة الغربية منذ 13 جوان 2014 والتي قد تدخل في نطاق الجرائم المنصوص عليها في نظام روما.
وذكر أنه بعد تولي المدعي العام كريم خان منصبه، شكّل فريقاً خاصاً للمضي قدماً بالتحقيق في الأوضاع بدولة فلسطين، وأن الفريق مفوض بجمع وحفظ وتحليل المعلومات، وإجراء اتصالات من أصحاب المصلحة الرئيسيين فيما يتعلق بالجرائم المرتكبة ضد فلسطين.
ولفت البيان إلى أنه تم إرسال كمية كبيرة من المعلومات والأدلة إلى النيابة العامة حتى الآن. وأردف أن موظفي النيابة العامة سيواصلون جهودهم لزيارة دولة فلسطين وإسرائيل للقاء الناجين، والاستماع إلى المنظمات غير الحكومية، والاتصال بالمحاورين الوطنيين المعنيين.
ومنذ 45 يوماً يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 13 ألفاً و300 قتيل فلسطيني، بينهم أكثر من 5 آلاف و600 طفل و3 آلاف و550 امرأة، فضلاً عن أكثر من 31 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.