في منتدى طنجة الدولي “عالم جديد يتشكل”: الحويج يدعو إلى شطب ديون دول العالم الثالث
قال الدكتور عبد الهادي الحويح وزير الخارجية الليبي في حكومة اسامة حماد المنتخبة من مجلس نواب الشعب ان ” ما نريده اليوم ليس عالما جديدا يتشكل فقط، وليس عالما متعدد الأقطاب فقط، بل ما نريده، وما يجب أن نعمل عليه هو عالم كله أقطاب، تتساوى فيه الدول صغيرها وكبيرها على قدم المساواة، وتكون العدالة بديلا عن الهيمنة. والتعاون بديلا عن الإملاءات والاستغلال، والشراكة بديلا عن الاستعمار. ويكون العمل المشترك على أساس سياسات رابح–رابح، وليس قوي وضعيف، وليس فاعلا ومفعولا به، وليس عالم أول وعالم ثالث“
جاء هذا الموقف خلال كلمة الوزير الحويج رئيس حركة المستقبل الليبية ضمن فعاليات الدورة الرابعة لمنتدى طنجة الدولي للشباب والديموقراطية الذي افتتح يوم امس الجمعة 24 نوفمبر 2023 وتنظمه منظمة الشبيبة الاشتراكية بحضور قيادة حزب التقدم والاشتراكية ونائب رئيس مجلس النواب المغربي واعضاء البرلمان واعضاء مجلس المستشارين-الغرفة الثانية- ورؤساء احزاب سياسية وقيادات جمعياتية وممثلي عدد من الاحزاب الاشتراكية من اكثر من ثلاثين دولة من مختلف انحاء العالم (من بينها الصين وايطاليا…)
وقال الدكتور الحويج بكلمات لا تقبل المناورة والمداورة وبعيدا عن ديبلوماسية” تبويس اللحى” انه يتعين على الدول العربية والافريقية وتلك التي توصف بانها دول عالم ثالث ان لا تبتلع شعار اعادة تشكيل العالم دون وعي بلمضامين الشعار و إدراك لاهدافه ، وقال ” عالم جديد يتشكل ،لنوَدع الأحادية القطبية وهيمنة القطب الواحد على سيرورة العالم، عالم جديد يتشكل في ظل إعادة تشكل الجغرافيا الجيوسياسية وتفكك مشروع الهيمنة الاستعماري، والذي يتدخل تارة باسم حقوق الإنسان، وباسم الإصلاحات الاقتصادية، وتارة ثالثة باسم حماية وصيانة السلم والأمن الدوليين. وليس هذا فحسب بل يستخدم المؤسسات الدولية لفرض هيمنته ومشروعه الاستعماري الجديد وتطويع الدول الصغيرة والمستضعفة.”
واضاف الدكتور الحويج انه يرحب باعادة تشكيل العالم ولكن هذه العملية تقتضي مسارا اجباريا يمر بّإصلاح المؤسسات الدولية، وأولها الأمم المتحدة والمنظومة الأممية بشكل عام، وإصلاح مجلس الأمن، وذلك بتحويل صلاحيات مجلس الأمن إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكي نضمن العدالة والمساواة والتوازن في اتخاذ القرارات الدولية، أو بضمان وجود مقعد دائم لإفريقيا في مجلس الأمن لإعادة نوع من التوازن، وإعادة تشكل حقيقي للعالم.”
وقال الوزير الليبي احد ابرز الوجوه السياسية في ليبيا ما بعد القذافي في كلمته التي لقيت تجاوبا واسعا بين المشاركين في فعاليات المنتدى ” عالم جديد يتشكل لكنه لن يكون جديدا مالم نكن نحن العالم الثالث وإفريقيا وقضاياها أولوية قصوى في حل مشكلاته، وأولها الحل العادل للقضية الفلسطينية بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وإيقاف مسلسل الإبادة الجماعية الذي يمارس على شعبنا الفلسطيني اليوم أمام مرأى ومسمع من العالم أجمع، وضرورة إنهاء الأزمات المفتعلة والغير واجبة التي فرضتها قوى الهيمنة بغرض تعزيز بيع السلاح وترويجه في دولنا وشعوبنا.”
ودعا الحويج الى شطب ديون دول العالم الثالث الذي احتلت اراضيه ونهبت ثرواته طيلة عقود
” وعرج الحويج على الازمة المستدامة في بلده ليبيا قائلا ” عالم جديد يتشكل، بأن لا تفرض على دولنا وشعوبنا حلولا من الخارج وكأننا حقل تجارب. ولعل الأزمة الليبية التي لاتزال تعيشها اليوم خير دليل على ذلك وتدخل القوى الكبرى فيها الذي يعطل ويؤجل حلا مستداما وعادلا وشاملا ونهائيا للأزمة، ويؤجل حلا ليبيا-ليبيا بدليل أن الحكومة الليبية المنتخبة من البرلمان -وهو وزير خارجيتها- تتم محاولات عزلها عن العالم وبين حكومة أخرى –برئاسة عبد الحميد الدبيبة -فرضها مايسمى بالمجتمع الدولي دون حد أدنى لمراعاة إرادة الشعب الليبي وحقوقه المشروعة في اختيار حكامه، ويتم التعامل معها وكأنها حكومة منتخبة أو ممثلة للشعب الليبي والحال ان نفوذها لا يتجاوز طرابلس واطرافها ”
وفي سياق متصل ابرز الأمين لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بن عبدالله خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى الدولي، المنتاظم الى غاية يوم الغد الأحد تحت شعار “عالم جديد يتشكل”، أن المنتدى ينعقد في ظروف سياسية عالمية وإقليمية معقدة ومتوترة بسبب التحولات السياسية والاقتصادية التي يعرفها العالم، إلى جانب الأوضاع بغزة بفلسطين.
وأكد بن عبدالله أن الوضع بغزة يقوض عملية السلام في المنطقة، ويفرض على الأسرة الدولية أن توحد جهودها لوضع حد للاعتداءات في حق الأطفال والنساء والشيوخ، واستنكار انتهاك القوانين الدولية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وتعرف نسخة هذه السنة من المنتدى، التي تجرى بمشاركة شباب من تنظيمات سياسية يسارية، وفاعلين دوليين من 32 دولة ينتمون لمختلف القارات، مناقشة مواضيع تتعلق بالنزاعات الدولية والإقليمية، ومستقبل العالم في ظل التحولات الراهنة، ودور التكتلات الاقتصادية في تعزيز التعاون بين الدول.
كما تتميز هذه الدورة بتنظيم سلسلة من الأنشطة الموازية الهادفة إلى تعريف المشاركات والمشاركين بمكونات الحضارة والهوية المغربية