واشنطن تمهل إسرائيل 3 أسابيع لإنهاء الحرب
شهداء وجرحى في قصف عنيف للاحتلال على مناطق متفرقة في غزة
استشهد وأصيب عشرات المواطنين، مساء السبت، 9 ديسمبر 2023 خلال قصف طائرات الاحتلال الحربية منازل المواطنين، في دير البلح، ومخيمات النصيرات والبريج والمغازي. في الوقت نفسه ذكرت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية أن واشنطن أمهلت تل أبيب حتى نهاية العام الحالي 2023 من أجل إنهاء هجماتها على قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن طائرات الاحتلال الحربية قصفت منزلاً مأهولاً بالسكان في دير البلح وسط قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد 4 مواطنين على الأقل وإصابة العشرات. وأضافت أن طائرات الاحتلال استهدفت أيضاً منزلاً في مخيم المغازي وسط القطاع، ما أدى لارتقاء ثلاثة شهداء، وإصابة العشرات.
طيران الاحتلال يقصف منازل في غزة
قال شهود عيان، إن طائرات الاحتلال قصفت منزلاً مأهولاً بالسكان في مخيم البريج، ما أدى لاستشهاد 7 مواطنين على الأقل، وإصابة العشرات بينهم أطفال ونساء، إضافة لوجود عدد من المواطنين تحت الركام.
كما استهدفت قوات الاحتلال عبر طائراتها الحربية منزلاً في مخيم النصيرات وسط القطاع، ما أدى لارتقاء ثلاثة شهداء وإصابة آخرين.
وجنوباً، أطلقت زوارق الاحتلال الحربية نيران رشاشاتها الثقيلة قبالة شاطئ مدينة رفح. وتواصل مدفعية الاحتلال قصفها المكثف على مدينة خان يونس والمنطقة الشرقية تحديداً مناطق عبسان، ومعن، وبني سهيلا، وكذلك على مدينة رفح.
مهلة أمريكية لإسرائيل لإنهاء الحرب
في سياق متصل، ذكرت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية أن واشنطن أمهلت تل أبيب حتى نهاية العام الحالي 2023 من أجل إنهاء هجماتها على قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة عن 3 مسؤولين إسرائيليين رفضوا الكشف عن هوياتهم، أن حكومة الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمهلت إسرائيل حتى نهاية العام من أجل إنهاء حربها على غزة.
وأضافت أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن شدد على هذه المهلة، خلال زيارته تل أبيب في 30 نوفمبر/ 2023.
وفي سياق متصل، ذكرت “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن بلينكن أكد خلال زيارته تل أبيب، ضرورة إنهاء الهجمات الإسرائيلية “خلال أسابيع لا شهور”.
في حين أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، السبت، مقتل 133 من موظفيها في غزة، معظمهم مع عائلاتهم، جراء القصف الإسرائيلي على القطاع.
وقالت الوكالة الأممية إن “موظفينا في غزة يأخذون أطفالهم إلى العمل حتى يعلموا أنهم بأمان، أو أنهم قد يموتون معاً”.
وأضافت عبر حسابها الرسمي على منصة “إكس”، أن “وضع المدنيين في غزة لا يمكن الدفاع عنه، لقد وصلنا إلى نقطة اللاعودة”. واختتمت “أونروا” بالقول: “تأكد مقتل 133 من زملائنا في عمليات القصف الإسرائيلي في غزة، ومعظمهم مع عائلاتهم”.
وفي تدوينة منفصلة، قال توماس وايت مدير شؤون “أونروا” في غزة، إن “الحرب ألحقت خسائر فادحة بغزة وأهلها، حيث فقد الناس ذويهم وممتلكاتهم ومنازلهم”. وأضاف وايت: “رغم الظروف الصعبة، يواصل موظفو “أونروا” العمل ساعات طويلة لخدمة مجتمعهم في ظل نقص المساعدات الإنسانية، واستمرار الحرب”.
100 شاحنة مساعدات تدخل غزة
في الوقت نفسه، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، السبت، دخول 100 شاحنة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، من معبر رفح الحدودي مع مصر. وقالت الجمعية إن طواقمها “تسلمت اليوم 100 شاحنة من الهلال الأحمر المصري عبر معبر رفح، محملة بالمساعدات الإنسانية”.
وذكرت في بيان مقتضب أن “الشاحنات تحتوي على طعام وماء ومساعدات إغاثية ومستلزمات طبية”. وبذلك يرتفع عدد الشاحنات المتسلمة منذ 21 أكتوبر الماضي إلى 3499 شاحنة، وفق البيان.
ويعيش سكان قطاع غزة “كارثة” إنسانية بسبب الحرب الإسرائيلية، فاقمها شح في الغذاء والدواء والماء الصالح للشرب، إضافة إلى الوقود الذي تحدد إسرائيل دخوله القطاع بكميات لا تسمح حتى بعمل المرافق الحيوية والمستشفيات.
ومساء الجمعة، اعتبر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان، أن “إدخال شاحنات قليلة تحمل مساعدات مثل القماش وفحص كورونا وبعض قوارير المياه؛ يعد أسلوباً رخيصاً”.
وأضاف أن هذا الأسلوب “يهدف إلى الضغط على الشعب الفلسطيني وعلى الأطفال والنساء، بحرمانهم من الغذاء والدواء وحرمانهم من مستلزمات الحياة المهمة والأساسية ومن أبسط حقوقهم، وهذا يعد حكماً بالإعدام على (2.4) مليون إنسان في قطاع غزة”.
ونهاية نوفمبر 2023 حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، من خطر حدوث “مجاعة” في قطاع غزة، مؤكداً أن الإمدادات غير كافية على الإطلاق للتعامل مع مستوى الجوع الذي رصده موظفو البرنامج في ملاجئ الأمم المتحدة وأماكن النزوح الأخرى.
وكان القطاع يستقبل يومياً نحو 600 شاحنة من الاحتياجات الصحية والإنسانية، قبل الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر ، تخللتها هدنة لـ7 أيام.
ارتفاع حصيلة الحرب في غزة لـ18 ألف شهيد
في حين أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، مساء السبت، ارتفاع حصيلة “العدوان الإسرائيلي” على القطاع إلى 17 ألفاً و700 شهيد، و48 ألفاً و780 مصاباً منذ 7 أكتوبر/ 2023.
وقال متحدث الوزارة أشرف القدرة، في بيان: “وصل للمستشفيات خلال الساعات الماضية 210 شهداء و2300 إصابة، وما زال عدد كبير من الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات”. وأشار القدرة إلى “ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 17700 شهيد و48780 إصابة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي”.
وأضاف: “خلال الساعات الماضية ارتكب الاحتلال (الإسرائيلي) 20 مجزرة مروعة وأباد عائلات بكاملها، ووصلتنا عشرات المناشدات من مواطنين في الأحياء السكنية والمدارس، بينها مدرسة خليفة، شمال غزة، التي ارتكب الاحتلال فيها مجزرة بشعة راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى”.
وأوضح القدرة أن “الإجرام الإسرائيلي والإبادة الجماعية لسكان قطاع غزة فاق الوصف وحدود العقل لإنهاء الوجود الفلسطيني بدعم أمريكي وأوروبي منافٍ للإنسانية”. وذكر أن القوات الإسرائيلية “ما زالت تستمر في حصار مستشفيي كمال عدوان، والعودة، شمال قطاع غزة”.
ولفت القدرة إلى أن “قناصة الاحتلال الذين يحاصرون مستشفى العودة، أقدموا خلال الساعات الماضية على قتل اثنين من الكوادر الصحية، وقتل وجرح العديد من النساء الحوامل عند وصولهن للمستشفى للولادة”. وتابع: “تم استهداف سيارة إسعاف خلال عملها في إخلاء الجرحى بمنطقة مستشفى غزة الأوروبي؛ مما أدى إلى إصابة مسعفين وإلحاق أضرار بسيارة الإسعاف؛ ليرتفع بذلك عدد السيارات الإسعاف المستهدفة إلى 57”.
وحول وضع مستشفيات جنوب القطاع، قال القدرة، إنها “فقدت قدراتها الاستيعابية وعاجزة أمام الأعداد الهائلة من الجرحى وعشرات الجرحى يفقدون حياتهم”.
وبشأن خروج المرضى للعلاج خارج القطاع، أوضح أن “الآلية المتبعة في خروج الجرحى ما زالت مقيدة وعقيمة وتساهم في قتل مئات الجرحى، ونطالب بإيجاد آلية فاعلة للعلاج بالخارج للحفاظ على حياة الجرحى”. وطالب بـ”بتوفير ممر إنساني آمن لدخول كميات كبيرة من المساعدات الطبية والوقود، ووصولها لكافة مستشفيات قطاع غزة”.
كما طالب بـ”العمل الفوري على توفير الاحتياجات الدوائية والوقود لتشغيل مجمع الشفاء الطبي، والذي يمثل الأمل الوحيد أمام حاجة الجرحى والمرضى شمال غزة”.
جدير بالذكر أنه ومنذ 7 أكتوبر/ 2023 يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى مساء السبت، 17 ألفاً و700 شهيد، و48 ألفاً و780 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.