أمير قطر يتلقى اتصالاً هاتفياً من بايدن..
وعباس يكشف 3 شروط لـ”السلطة” للعودة لحكم غزة
تلقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اتصالاً هاتفياً يوم الثلاثاء 26 ديسمبر2023، من الرئيس الأمريكي جو بايدن لبحث أحدث التطورات في غزة وجهود الوساطة المشتركة الحالية لتهدئة الأوضاع في القطاع المحاصر والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وقال الديوان الأميري القطري في بيانه، يوم الثلاثاء: “تلقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، اليوم، اتصالاً هاتفياً من الرئيس جو بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة”.
أضاف البيان أنه جرى خلال الاتصال استعراض آخر تطورات الأوضاع في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، لا سيما جهود الوساطة المشتركة للتهدئة وصولاً إلى وقف دائم لإطلاق النار، وبحث العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين وسبل دعمها وتطويرها، بالإضافة إلى أبرز الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
اجتماعات في قطر لبحث هدنة جديدة في غزة
في سياق متصل، فقد سبق أن قال مصدر إن الاجتماع بين رئيس وزراء قطر ومديري جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) في وارسو قبل أيام لمناقشة الإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كان إيجابياً لكن لا توقعات بالتوصل إلى حل وشيك.
واجتمع المسؤولون في العاصمة البولندية لمناقشة اتفاق جديد محتمل لتأمين إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس في غزة مقابل إطلاق سراح محتمل لمحتجزين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية وهدنة لأسباب إنسانية.
وقال المصدر المطلع على الجهود الدبلوماسية إن “المحادثات كانت إيجابية واستكشف المفاوضون وناقشوا مقترحات مختلفة في محاولة لإحراز تقدم في المفاوضات.. لكن من غير المتوقع التوصل إلى اتفاق وشيك” ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق.
ولم يتسنَّ الحصول على تعليق على الفور من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
مساعٍ قطرية لإنجاز صفقة جديدة بين حماس وإسرائيل
جاءت المحادثات بين رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي يشغل أيضاً منصب وزير الخارجية، ومدير الموساد ديفيد بارنيا ومدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، بعد اجتماع بين الثلاثة في أوروبا.
وقالت قطر إنها تعمل على إصلاح اتفاق هدنة لأسباب إنسانية انتهى وتضغط من أجل إنهاء شامل للحرب الدائرة منذ أكثر من شهرين.
ولعبت قطر ومصر دور الوسيط بين إسرائيل وحماس في اتفاق أدى إلى هدنة لمدة أسبوع في نهاية نوفمبر أطلقت خلالها حماس سراح أكثر من 100 امرأة وطفل وأجنبي كانت تحتجزهم مقابل إطلاق سراح 240 امرأة وفتيان فلسطينيين من غزة من السجون الإسرائيلية.
وزير إسرائيلي يزور أمريكا لبحث حرب غزة
في الوقت نفسه يزور وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، الولايات المتحدة، الثلاثاء، لعقد لقاءات مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان.
وفي تصريح خطي للأناضول، ذكرت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، أدريان واتسون، أن ديرمر سيجتمع مع بلينكن وسوليفان في واشنطن.
ولفتت واتسون إلى أن ديرمر سيجري مشاورات مع كل من بلينكن وسوليفان، حيث سيناقشون الوضع الراهن في غزة و”الإفراج عن الأسرى الذين تحتجزهم حماس”.
ورداً على “اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى”، شنت حركة “حماس” في 7 أكتوبر 2023 هجوم “طوفان الأقصى” ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في محيط غزة.
وقتلت “حماس” في الهجوم نحو 1200 إسرائيلي وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مع إسرائيل، التي تحتجز في سجونها أكثر من 7800 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعاً حتى 1 ديسمبر 2023 بوساطة قطرية مصرية أمريكية.
يذكر أن الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ 2023 ضد قطاع غزة، خلفت، وحتى الثلاثاء، 20 ألفاً و915 قتيلاً و54 ألفاً و918 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
عباس يكشف 3 شروط لـ”السلطة” للعودة لحكم غزة.. ومصر تعد “مقترحاً أولياً” لوقف إطلاق النار في القطاع
أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الثلاثاء 26 ديسمبر/ 2023، ثلاثة شروط لتتولى السلطة الفلسطينية المسؤولية في غزة، التي تتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ 7 أكتوبر الماضي، معتبراً في الوقت نفسه أن السلطة “لم تغادر القطاع حتى تعود إليه”، في وقت كشفت فيه مصر عن “مقترح أولي” لوقف إطلاق النار.
خلال مقابلة مع قناة “on” المصرية بثها تلفزيون فلسطين (حكومي)، مساء الثلاثاء، قال عباس: “نريد وقف القتال وقفاً شاملاً، وفتح الأبواب للمساعدات الإنسانية، ومنع هجرة الفلسطيني خارج وطنه”.
“نحن موجودون في غزة”
الرئيس الفلسطيني تابع في المناسبة نفسها قائلاً: “هذه النقاط الثلاث طلبناها، بعد ذلك إذا صار خروج (إسرائيلي من غزة)، نحن جاهزون لتحمل مسؤولياتنا التي نتحملها الآن، نكمل تحمل مسؤوليات السلطة الفلسطينية في كل من غزة والضفة والقدس كدولة فلسطينية واحدة”.
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت توجد خطط أو كوادر لحكم غزة في اليوم التالي للحرب، أجاب: “لدينا كل شيء والكوادر موجودة هناك.. نحن لم نخرج من غزة كي نعود إليها”.
وفازت حركة “حماس” بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في عام 2006، وإثر انهيار حكومة وحدة وطنية، سيطرت الحركة على غزة في العام التالي؛ في ظل خلافات ما تزال قائمة مع حركة “فتح” بزعامة عباس.
عباس أوضح: “نحن موجودون في غزة ولنا مؤسساتنا وكوادرنا وشبابنا، ندفع لغزة، للشعب والمؤسسات 140 مليون دولار شهرياً.. نحن موجودون في غزة، اليوم عندنا من الوزراء 5 من غزة، 3 مقيمون فيها”.
ثم تابع أن الرؤية الفلسطينية هي أن “الفلسطينيين (السلطة) موجودون في غزة، ليس أن نرجع إليها، في أي لحظة (يمكن عقد) مؤتمر دولي، ونحن جاهزون لدراسة الوضع على أساس الشرعية الدولية وتطبيق الشرعية الدولية ودولة فلسطينية تشمل غزة والضفة والقدس”.
التخلص من الفلسطينيين
بينما ترغب إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في أن تتحمل السلطة الفلسطينية المسؤولية في غزة بعد الحرب، يرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الخيار، ويريد الاحتفاظ بسيطرة أمنية على القطاع.
قال عباس إن إسرائيل لا تريد السلطة الفلسطينية في غزة، بل “تريد أن تبقى وتستقطع أجزاء (أخرى من فلسطين)، لكن العالم لا يوافق، ونظرياً أمريكا لا توافقها”.
ثم مضى قائلاً إن الاتصالات مستمرة مع مصر والأردن ضمن جهود وقف العدوان، مضيفاً أن “اجتماعات قريبة ستعقد وتجمع دولاً أكثر مثل الإمارات وقطر للعمل على وقف العدوان، وللحديث عن ماذا بعد الحرب”.
كذلك، شدد عبا على أن “إسرائيل تريد تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة كما فعلت عام 1948″، وأردف أن “مخطط إسرائيل ونتنياهو وحكومته الحالية هو التخلص من الفلسطينيين والسلطة الفلسطينية”.
الدعم الأمريكي
وزاد عباس بأن “أمريكا هي التي تدعم إسرائيل.. وبإشارة واحدة (منها) يمكنها أن توقفها (الحرب)”.
وتابع أنه قال ذلك للأمريكيين، “لكنهم يجيبون بالنفي وبأن إسرائيل لا تستمع إليهم”، مضيفاً: “نحن لا نصدق الأمريكيين، يعطونهم (إسرائيل) تعليمات ونرى هل تسمع لهم أم لا”.
ومنذ اندلاع الحرب، قدمت الولايات المتحدة لإسرائيل أقوى دعم عسكري واستخباراتي ودبلوماسي ممكن، حتى بات منتقدون يعتبرون واشنطن “شريكة” في “جرائم الحرب” الإسرائيلية بغزة.
ووصف عباس ما يجري في غزة بأنه “لم يحصل في أي مكان في العالم، أكبر من نكبة 1948 وأفظع من 48″، مضيفاً أن غزة “تحتاج عشرات المليارات (من الدولارات) لتعود على الأقل تعيش حياة جديدة”.
وفي غزة يعيش نحو 2.4 مليون فلسطيني يعانون حتى من قبل هذه الحرب من أوضاع كارثية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت “حماس” بالانتخابات التشريعية في عام 2006.
وقال عباس إن إسرائيل تشن حرباً على الفلسطينيين، وتفرض حصاراً شديداً على السلطة، “وتحتجز حوالي مليار دولار، في وقت لا يوجد فيه دعم أو مساعدة (من الخارج)”.
وختم بأن “الأمل قادم، غزة ستعود كما كانت وأحسن، وستكون دولة فلسطينية، وعلى العالم أن يفهم أننا شعب نستحق الحياة والاستقلال، ولا يوجد مبرر لأن نبقى تحت الاحتلال”.
مقترح مصري
في سياق متصل، أعلن مصدر مصري مسؤول، الثلاثاء، عن إعداد “مقترح أولي” لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي يواجه حرباً إسرائيلية منذ 7 أكتوبر/ الماضي.
جاء ذلك وفق ما نقلته قناة القاهرة الإخبارية الخاصة المقربة من السلطات، عن مصدر مصري لم تسمه.
وقال المصدر إن “ما يتم تناوله بشأن مقترح مصري لوقف إطلاق النار بقطاع غزة هو مقترح أولي”، دون تفاصيل بشأنه.
كما أضاف المصدر أنه “ستتم بلورة موقف متكامل عقب حصول مصر على موافقة كافة الأطراف”.
يشار إلى أن مصر وقطر، إلى جانب الولايات المتحدة، تبذل جهوداً للتوصل إلى هدنة مؤقتة ثانية في قطاع غزة، بعد أن انتهت الأولى مطلع ديسمبر/الجاري، وأسفرت عن إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، مقابل الإفراج عن محتجزين إسرائيليين وأجانب لدى “حماس”، ودخول مساعدات محدودة وكميات وقود قليلة إلى القطاع.