وداعا أيّها الصديق الصادق والأصيل: رحيل المناضل والحقوقيّ، الدكتور أحمد المناعي
غادرنا صباح سوم السبت 13جانفي 2024 ، الصديق والمناضل الحقوقيّ والكاتب ومدير معهد تونس للعلاقات الدوليّة، الدكتور أحمد المناعي عن سنّ يناهز 82 سنة إثر متاعب مع القلب خلال الصائفة الفارطة. وبهذه المناسبة الأليمة ونظرا للعلاقة التي تربطني به وبأفراد عائلته وبالمعهد الذي يديره ووفاء لروحه الطاهرة، أرى من واجبي التعريف بالفقيد واستعراض خصاله ومآثره ومسيرته النضالية والبحثيّة.
النشأة والدراسة الابتدائية والثانوية:
ولد المرحوم أحمد بن الطاهر المناعي بمدينة الوردانين سنة 1942 وسط أسرة متعلمة ووطنية. فجده للأم عدل غشهاد وخاليه هما محمّد فرحات (القاضي والوكيل العام السابق للجمهويرية ورئيس محكمة أمن الدولة…) وعبد الله فرحات (النقابي والمناضل الوطني ورجل الدولة زمن بورقيبة…). في سنة 1948 التحق بالمدرسة الفرنسية- العربية بالوردانين (أحدثت سنة 1910) ولم يكن التحاقه بها من محض الصدفة، بل بإشارة من الزعيم النقابي ومؤسّس الاتحاد العام التونسي للشغل، فرحات حشّاد الذي في زيارة لبيت جده في صائفة 1948 وفي دردشة له مع هذا الطفل في سنّ السادسة وهو يستعد للالتحاق بالمدرسة، حدثه مطولا عن مزايا التعليم العربي- الفرنسي ونصحه بالترسيم بمدرسة عصرية عوضا عن مدرسة تقليدية قرآنية بالمكان. وهو ما حصل فعلا وظل حسب ما اسرّ لي به مدينا لحشاد في هذا الخيار المنعرج.
وفي سنة 1954 وبعد حصوله على شهادة ختم التعليم الابتدائي، التحق كجلّ أبناء الوسط والساحل بالمعهد الثانوي للذكور بسوسة حيث درس مع عديد التلاميذ ممّن سيكون لهم شانا في عديد المحالات لاحقا نذكر من بينهم، الطيّب البكّوش وعامر الحرشاني… كما تتلمذ على خيرة أساتذته وازداد شعوره الوطني تمتنا بحكم الأحداث التي مرّت بها الجهة والبلاد عامة: أحداث 22 جانفي 1952 التي سقط بها 04 شهداء من الوردانين ومفاوضات الاستقلال الداخلي ثمّ التام وانتخابات المجلس القومي التاسي ومعركة السيادة وفي مقدمتها معركة بنزرت (بين 19 و 22 جويلية 1961) التي تطوّع للمشاركة فيها فور حصوله على شهادة البكالوريا بمعهد سوسة.
الدراسة العليا بفرنسا:
في خريف 1962 واثر استقلال الجزائر الشقيقة، تحوّل إلى الجزائر العاصمة حيث درّس الرياضيات بإحدى المعاهد الثانوية. وفي خريف 1964 شد الرحال في نفس اليوم ونفس الطائرة نحو فرنسا لمواصلة تعليمه العالي مع عامر الحرشاني إلى غرينوبل (المرحلة التحضيرية). ومن غرينوبل تحول إلى باريس لدراسة الاقتصاد حيث حصل على الاجازة في الاقتصاد وناقش رسالة دكتوراه في الاقتصاد الفلاحي ليصبح خبيرا في التنمية الفلاحية لدى منظمة الأمم المتحدة.
مسيرة مهنية طويلة وثرية:
عمل المرحوم بعديد الدول في كل من إفريقا وآسيا وأمريكا اللاتينية في مجال الإصلاح الزراعي. وفور عودته إلى تونس مطلع الثمانينات تزوّج من المرأة الفاضلة مليكة (ابنة شقيقة أحد المجاهدين وقادة جبهة التحرير الجزائرية، العقيد عمروش) واستقرّ بمسقط رأسه بالوردانين.
تسيّس مبكّر:
بحكم انخراطه في الشعبة الدستورية بالوردانين منذ سنّ الرابعة عشر وملاصقته لخاله المرحوم عبد الله فرحات الذي غرس فيه السياسة، نشط وواكب عن قرب عديد المحطات السياسية من أهمها: مؤتمر المنستير للحزب الاشتراكي الدستوري الحاكم سنة 1974 ومؤتمر تونس العاصمة سنة 1979… لكن خلال هذين المؤتمرين وقف على حقيقة وهي غياب الديمقراطية صلب الحزب الحاكم فابتعد عنه ليصبح مستقلا أو يكاد. وفي أول انتخابات تشريعية بعد تحول السابع من نوفمبر سنة 1989 شارك بقائمة مستقلة عن دائرة المنستير ضمت مستقلين ومعارضين ونشطاء حقوقيّين. لكن بحكم انفراد حزب التجمّع الدستوري الحاكم بمجلس النواب وعدم إيمانه بالرأي المخالف والمعارضة ورغم حصوله على ثقة أبناء الوردانين والكثير من الناخبين في قرة ومدن الولاية، فإنّ قائمته لم تظفر بأيّ مقعد بالمجلس بسبب تدليس نتائج صناديق الاقتراع. ونتيجة مشاركته تلك سيدفع الثمن غاليا.
الحدثُ المنعرج وأحمد المناعي المعارض الشرس لنظام بن علي في المهجر:
في صائفة 1991 حصل تحوّل منعرج في تاريخ الرجل وعائلته تمثل في إيقاف ابنه “بلالّ بشاطئ الدخيلة بتهمة الانضمام لتنظيم غير مرخّص له، أي حركة الاتجاه الإسلامي. غير أنّ ابنه لا يزال حدثا ولا يعرف معنى تنظيم ديني أو سياسي، بل كان يخيّم كجل شباب قرى الساحل في البحر ولعب الكرة الشاطئية مع بعض المصطافين كان من بينهم اسلاميّون… ورغم صغر سنه (14 سنة) فقد تمّ اعتقاله ثمّ إحالته على القضاء وصدر في حقّه حكما وذاقت العائلة الأمرين خلال هذه المحنة
وفي المهجر اقترب من نواة المعارضة التونسية لنظام بن علي والتي كانت تضمّ عديد التيارات والحساسيات السياسية من بورقيبيّين نذكر من بينهم: احمد بن صالح ومحمّد مزالي والمازري الحداد وأحمد بنور وبعض القوميين العروبيين واليساريين والحقوقيين على غرار الدكتور المنصف المرزوقي وسليم بقة وسليم بن حديدان ومنذر صفر والإسلاميين وفي مقدمتهم الشيخ راشد الغنوشي وعامر العريّض وصالح كركر والمنصف بن سالم وعبدالوهاب الهاني… الخ.
وبحكم عدم قدرة قادة حركة النهضة عن التعبير والكتابة بالفرنسية فقد تطوّع لترجمة مقالاتهم ومنشوراتهم إلى الفرنسية ومرافقتهم في بعض البلاتوهات والاجتماعات التي كانوا يعقدونها بالعاصمة الفرنسية وأحوازها. وبمنفاه القسري بباريس تفرّغ أحمد المناعي رفقة ثلة من المناضلين التونسيين للتصدي لجميع ممارسات بن علي بالكشف عن أخطبوط فساد شقيق الرَّئيس بن علي، المنصف بن علي وقيادته لشبكة دوليَّة للاتِّجار في المخدِّرات المعروفة باسم “شبكة الكسكسي” (Couscous Connexion)..
وكان رحمه الله خير مدافع وسندٍ للمضطهدين من طلّاب وعمّال وحقوقيّين ومعارضين وفي مقدمتهم الإسلاميون. ومن الأدلة على ذلك تحوّله مع زوجته السيّدة مليكة إلى اسطنبول لمساندة شيخ مدينة اسطنبول و عضو “حزب الرّفاه الاسلامي”، رجب طيّب أوردوغان إثر إيقافه في 06 ديسمبر 1997 نتيجة تصريحه الشهير: “أنا إمام اسطنبول” ومحاكمته من قبل العلمانيين الذي نجحوا يوم 21 أفريل 1998 في إصدار حكم قضائي يقضي بسجنه لمدة عشر سنوات.
وبمنفاه بفرنسا كان بوليس بن علي بالمرصاد له بين 1991 و 1994. في مرة أولى وأثناء عودته لتفقّد عائلته بتونس تمّ اقتياده من المطار إلى قبو وزارة الداخلية حيث تعرّض للتنكيل والضرب والتعذيب ولم يغادره إلا في حالة سيئة للغاية وعلى وجهه وجسده كدمات وآثار عنف لم تزل إلا بعد أشهر. لكن أمام عدم صدور حكم ضده عاد من جديد إلى باريس وواصل نضاله ضد جهاز بن علي بالكلمة والموقف والتجمّع… فما كان من أعوان البوليس إلا أن هدّدوه بحياة زوجته وأبناءه المقيمين بتونس لو لم يتوقف عن معارضة للرئيس بن علي. لكنه لم يلنْ وتمكَّن بمساعدة البعض من أصدقائه من إخراجهم من تونس عبر الحدود الجزائرية ليلتحقوا به في باريس. ثمَّ حاولوا قتله ثانية بالاعتداء عليه ليلا بعصى لعبة البازبول بضواحي باريس لكن أغمي عليه ونقل إلى المستشفى حيث تمّ إنقاذه من موت محقّق… كما قام البعض من المتعاونين مع جهاز بن علي بمسقط رأسه بالسَّطو على ممتلكاته بغابة الوردانين من زياتين وأشجار مثمرة. وفي لحظة وعي أرسل له بن علي في سنة 2009 مع أحد مقربيه من جهة الساحل رسالة شفوية يعتذر بموجبها عما لقيه من أعوانه من مضايقات وتتبعات قائلا له “قل له غلطوني ولم أكن أعرف أنك ابن شقيقة سي عبد اله فرحات وانا لا أنسى فضائل خالك عليّ” !!!
مساندا للقضايا العادلة:
كان المرحوم صديقا وفيًّا لفلسطين فكرس جانبا من نشاطاته ونشاط المعهد لتنظيم تظاهرات ثقافية وسياسية للتعريف بالقضيّة الفلسطينية في أوساط السياسيّين وعامة الشعب الفرنسي، سواء بباريس وكبرى المدن الفرنسية أو بتونس بعد 2011.
وقد دفعه نشاطه هذا إلى بعث “معهد تونس للعلاقات الدولية” (Institut des Relations Internationales) سنة 1996 الذي خصصه لنشر وتحليل مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولبة وأخبار المعارضة التونسية لبن علي واهم المحطات النضالية لها، داخل وخارج تونس باللغات الثلاث العربية والفرنسية والانجليزية. كما ربط علاقات بعديد الشخصيات الحقوقية، الفرنسية والعربية والدولية المقيمة بفرنسا أو خارجها نذكر من بينهم: السفير الفرنسي “ميشال رمبو “Michel Raimbaud” و “ميشال” François Belliot ” و “شرف الدين قلجك” (من تركيا) وأحمد طالب الإبراهيمي وسيد أحمد غزالي (من الجزائر) وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة كولونيا، الدكتور “فرنار روف “Werner RUFF” (من ألمانيا) و الدكتور نزار بوش وأستاذة الكيمياء بالجامعة، والدكتور إلياس لحّام (من لبنان).. واستاذة الكيمياء بالجامعة، الدكتورة ايسر مداني”.. الخ.
وبعد 14 جانفي 2011 عاد الدكتور أحمد المناعي نهائيا إلى أرض الوطن مع زوجته ليستقر بمدينة سوسة ويتفرّغ لإقامة منابر وندوات عن الديمقراطية والانتقال الديمقراطي وعن الماء والوحدة المغاربية وفلسطين… حضرت وشاركت في الكثير منها. هذا إلى جانب تلبيته لدعوات منتجي البرامج الحوارية في جميع الإذاعات والقنوات العمومية والخاصة دون استثناء للإدلاء بدلوه في كل ما يهمّ الشأنين الوطني والإقليمي وكذلك الدولي.
وفي ماي 2012 تم تعيينه من قبل الجامعة العربية للتحقيق في وضع الحريات بسوريا اثر اندلاع الأحداث الدامية بريف دِرْعَة وتقديم تقرير في الغرض. لكنه حسب ما أسرّه لي وقف عن قرب على المغالطات ورغبة رئيس البعثة ومساعديه – بإيعاز من الغرب – في تحميل نظام بشار الأسد المسؤولية فانسحب من البعثة بعد أن احتجّ على طريقة عمل رئيسها وانحيازه الواضح والمفضوح إلى شقّ المعارضة السورية.
ظل يكتب عن الإسلاميين ويكشف مخططات حركة النهضة في تونس لأسلَمَة المجتمع وأخوَنَتِه وتطبيق الأجندات الإقليمية والدولية وفي مقدمتها الحرب على سوريا واليمن والعراق ويحضر المنابر الإعلامية المخصصة للشأن الوطني ولا يتردد في انتقاد حركة النهضة وحلفائها زمن حكم الترويكا (2011-2014) والتحذير من خطورتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية… إلى درجة أنّ الصحفيّ محمّد بوغلاب الذي حاوره ببيته في كرنيش سوسة وصفه بـ “الباحث مختصّ في تاريخ حركة النهضة” و “المعارض اللدود لها”…
كما كان حاضرا في تونس العاصمة للتظاهر بشارع بورقيبة ثمّ أمام إحدى النزل بقمرت الذي احتضن “مؤتمر أصدقاء سوريا” يوم 23 فيفري 2012 رافعا الرايتين الوطنية والسورية وشعارات تندد بالتآمر الدولي على سوريا برعاية صديق الأمس بالمهجر، الرئيس التونسي ، الدكتور محمّد المنصف المرزوقي ووزراءه ومستشاريه
وبين 2016 و 2017 كان كثيرا ما يلبي دعوتي للتدخل معي ومع الزميل شمس الدين هلال في برنامج “حاضر التاريخ” بإذاعة المنستير، سواء بالحضور في الاستوديو أو بالهاتف لتحليل مستجدات الحرب في سوريا أو العراق واليمن وليبيا… الخ.
كما نظم عديد المنابر كانت آخرها ندوة عن الانتخابات التشريعية سنة 2019 بمناسبة افتتاح مقرّ المعهد ببيته بالوردانين وهو حلم راوده منذ التسعينات ووفر له ككل ما يملك كي يصبح مركز دراسات حيث وضع مئات الكتب والدوريات والدراسات التي جلبها معه من فرنسا على ذمة التلاميذ والطلبة والباحثين من مسقط رأسه وخارجها.
وبمناسبة الذكرى الخامسة والستين لزيارة فريق جبهة التحرير الجزائرية لتونس وإجرائه لمباريات ودية مع بعض الفرق التونسية، صاحبني على سيارتي يوم 23 أفريل 2021 لحضور ندوة نظمها مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسيات بتونس، الزميل والصديق الدكتور المهدي مبروك بنزل “الماجستيك” بالعاصمة (وهو نفس النزل الذي احتضن فريق جبهة التحرير في ربيع سنة 1958) وتناول الكلمة بحضور سعادة سفير الجزائر بتونس والبعض ممّن تبقى من لاعبي الفرق التونسية.
الكاتب والباحث الدؤوب في القضايا العادلة:
إلى جانب مئات المقالات والشهادات عن شخصيات عمومية تونسية ودولية عرفها وعمل معها: “… كما عرفته” والرسائل التي وجهها إلى شخصيات فاعلة في الحكم بتونس ما بعد 2011: “رسالة إلى …”، ألّف الدكتور أحمد المناعي وعرّب عديد المؤلفات التي درت عن معهد تونس للعلاقات الدولية وهي تباعا حسب تاريخ صدورها:
- Supplice tunisien: Le jardin secret du général Ben Ali, préface de Gilles Perrault, Paris 1995.
– البورقيبية والسياسة الخارجية لتونس المستقلة، ترجمة عن الألمانية لأطروحة دكتوراه الأستاذ فرنار روف من طرف الأستاذ الصحبي ثابت، منشورات المعهد التونسي للعلاقات الدولية، تونس 2014، 730 صفحة.
- Michel Raimbaud, Syrie : une guerre globale sans frontières, Editions ITRI, Tunis, 2021.
- François Belliot, Guerre en Syrie, Quand médias et politiques instrumentalisent les massacres, Préface de Ahmed Mannai, Editions ITRI, Tunis 2017, 02 tomes.
خلال السنة الجامعية 2016-201 أمّنت مسألة “الإسلام السياسي بتونس (1956-1989)” لفائدة طلبة السنة الثانية ماجستير (تاريخ حديث ومعاصر) بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة فنزل ضيفا عليهم في الحصة الأخيرة من السداسي الأول ليقدّم لهم شهادة عن المعارضة الإسلامية لنظام الحكم بتونس في فرنسا، تفاعل معها الطلبة ايجابيا. وقبل مغادرته الكلية طلب مني ان كان هناك من يرغب في انجاز بيوغرافيا عن خاله، المناضل ورجل الدولة، الأستاذ عبد الله فرحات. وفعلا رتبت الأمور وتولى أحد الطلبة المتفوقين الأمر وناقش رسالة ماجستير بعنوان « جدلية العمل النقابي والسياسي في تونس: بيوغرافيا عبد الله فرحات نموذجا ( 1914- 1985) » في 263 صفحة، وناقشها في شهر جوان 2018 أمام لجنة علمية تألفت من الزميل والصديق، الأستاذ عبد الواحد المكني، أستاذ التاريخ المعاصر والأنتربولوجيا التاريخية ورئيس جامعة صفاقس (رئيسا) والزميل والصديق محمّد الجربي، أستاذ التاريخ المعاصر بكليّة الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس (مقرّرا) وعبدكم (مشرفا) نالها بملاحظة “حسن جدا” مع توصية بالنشر. وهي حاليا تحت الطبع بعد إثرائها بالصور والوثائق والشهادات… وقد تفضّل المناضل والوالي السابق زمن بورقيبة، الأستاذ عبد السلام القلاّل تصديرها.
كانت آخر مرة شاهدته فيها عشية الاثنين الفارط (الساعة الخامسة تحديدا) حين اتصل بي يسأل عن بيت جاري الأستاذ الناصر حكيمة وكنتُ حينها في انتظار ابني لؤي أمام معهد حمام سوسة 2 فقلت له انتظرني قليلا امام مقهى “جورنال “Café Journal”. وجدته على سيارته رفقة ابن شقيقته في انتظاري طرقنا معا باب بيت سي الناصر الذي خرج ورحّب به… اخرج من جيب بدلة نومه فلاش وطلب منه أن يضع فيه كل المقالات التي أرسلها له منذ سنوات كي يعيد نشرها على موقع معهد تونس للعلاقات الدولية الذي تعرض مؤخرا لعملية قرصنة… وكأني به قدم خصيصا ليودّعنا الوداع الأخير.
د. عادل بن يوسف (جامعة سوسة).