إستبدل الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قائد الجيش الأوكراني، بقائد القوات البرية، الخميس.
وأعلن وزير الدفاع الأوكراني، رستم عمروف، إعفاء قائد الجيش الجنرال، فاليري زالوغني، من منصبه، قبل أن يعين زيلينسكي الجنرال، أولكسندر سيرسكي، قائدا جديدا للجيش الأوكراني.
ويتخوف تحليل نشرته صحيفة واشنطن بوست من أن التغيير في قيادة القوات الأوكرانية قد يكون “محفوفا بالمخاطر” وينطوي على نوع من المجازفة الكبيرة، بعد نحو عامين من بدء الحرب.
الرئيس الأوكراني لم يقدم تفسيرات واضحة لقراره، واكتفى بالقول “إن هناك حاجة إلى التغيير”.
وكان زيلنسكي قد اعتبر أن خطط قائد الجيش السابق “طموحة للغاية بالنظر إلى موارد أوكرانيا المحدودة” بحسب ما تحدث مصدران للصحيفة.
القائد الجديد للجيش الأوكراني عمل خلال العامين الماضيين باعتباره الرجل الثاني في قيادة القوات المسلحة.
سيرسكي، القائد الجديد، يحسب له تمكنه من الدفاع عن كييف في الشهر الأول من الحرب، وتنسيقه لهجوم مضاد ناجح في منطقة خاركيف في خريف 2022، وفقا للصحيفة.
وقال زيلنسكي إن “سيرسكي يتمتع بخبرة دفاعية ناجحة، خاصة في الدفاع عن كييف.. ويتمتع بخبرة هجومية ناجحة خاصة في عملية تحرير خاركيف.. لا يمكن أن يصبح عام 2024 ناجحا لأوكرانيا إلا من خلال تغييرات فعالة في أساس دفاعنا، وهو القوات المسلحة الأوكرانية”.
ويشير تحليل الصحيفة إلى أن تعيين سيرسكي “قد ينتج عنه رد فعل عنيف بين القوات في الميدان والجنود، حيث يعتبر مكروها بشكل خاص، إذ يعتبره كثيرون قائدا على الطراز السوفيتي الذي أبقى القوات تحت النار لفترة طويلة في مدينة باخموت، والتي سقطت في النهاية تحت السيطرة الروسية”.
سيرسكي.. الجنرال “الجزار”
ويصف جنود أوكرانيون سيرسكي (58 عاما) على أنه “جزار”، وقال مسؤول عسكري رفيع المستوى لواشنطن بوست “ما سمعته عنه أن الكثيرين لا يحترمونه لأنهم يعتقدون أنه لا تهمه حياة الجنود”.
وأضاف أنه مقارنة مع سابقه “فهو يحصل على دعم أقل بكثير”.
وقال مسؤولون أميركيون وأوكرانيون إن زيلنسكي نظر إلى قائد الجيش السابق زالوغني كـ”منافس سياسي محتمل وتهديد بسبب شعبيته العالية”، ناهيك عن توتر العلاقة بينهما لعدة أشهر، بسبب فشل الهجوم المضاد، وخلافات حول عدد الجنود الذين يجب تعبئتهم للجيش الأوكراني.
ويؤكد أحد الجنود للصحيفة أن طرد زالوغني الذي يحظى بشعبية واسعة في أوكرانيا من قبل العسكريين والمدنيين “سيثني الناس عن التطوع للقتال”.
ولد سيرسكي عام 1965 في عهد الاتحاد السوفيتي، والتحق بمدرسة القيادة العسكرية العليا في موسكو، وخدم في سلاح المدفعية السوفيتي، بحسب وكالة أسوشيتد برس.
وتعادل مدرسة القيادة العسكرية العليا في موسكو كلية ساندهيرست العسكرية، بحسب تقرير لصحيفة فايننشال تايمز.
ويقول مراقبون للوكالة إن أسلوب سيرسكي يمزج بين “الطبيعة الهرمية المتأصلة في الاستراتيجية العسكرية السوفيتية، ومبادئ الناتو الخاصة بالمرونة التشغيلية”.
ووصف أنه “مخطط مهووس بانضباط صارم” كان قائدا للعمليات في شرق أوكرنيا ولعب دورا هاما في حرب 2014 عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم.
وتشير فايننشال تايمز إلى أن سيرسكي انتقل إلى أوكرانيا في الثمانينيات، وبعد استقلال البلاد تدرج في صفوف الجيش الأوكراني، وبسبب مجهوده في معارك أوكرانيا ضد روسيا منح وسام بوهدان خميلنيتسكي الأوكراني، الذي يمنح للأفراد العسكريين لقيامهم بواجب استثنائي في الدفاع عن سيادة الدولة، وفي 2019 تسلم قيادة القوات البرية.
ويقول مسؤولون غربيون وجنود أوكرانيون للصحيفة إن “تعيين سيرسكي كقائد أعلى لا يبشر بالخير بالنسبة للحرب”، فيما استخدم الجنود نفس الوصف الذي تحدث به زملاءهم لواشنطن بوست بأنه “جزار”.
زالوغني.. الجنرال “الحديدي”
وقدرت استطلاعات الرأي ثقة الجمهور في زالوغني بأكثر من 90 في المئة، أي أعلى بكثير من زيلينسكي الذي قدرت شعبيته بنحو 77 في المئة أواخر العام الماضي.
ورغم أنه تجنب أن يكون تحت الأضواء السياسية، يُنسب إليه الفضل في قيادة بعض الحملات العسكرية الأكثر نجاحا في أوكرانيا، بما في ذلك تحرير مدينة خيرسون في نوفمبر 2022.
لكن التصريحات التي أدلى بها لوسائل إعلام وخصوصا الغربية كانت مصدر قلق مستمر لزيلينسكي الذي يكافح من أجل المحافظة على الوحدة في موضوع التعبئة العسكرية.
وفي نوفمبر 2023، قال زالوغني لمجلة “ذا إيكونوميست” إن النزاع مع روسيا وصل إلى “طريق مسدود” وأنه “على الأرجح لن يكون هناك اختراق عميق”، وهو اعتراف نفاه زيلينسكي بشكل قاطع.
ثم في مقال رأي لشبكة “سي أن أن” بعد ثلاثة أشهر، قال الرجل البالغ 50 عاما إن الجيش متعثر بسبب “إطار العمل التنظيمي”، داعيا إلى التحديث العاجل.
واعتبر زالوغني أن أوكرانيا لن تكون قادرة على تعزيز القوة البشرية لجيشها ما لم يتخذ النواب إجراءات “لا تحظى بشعبية” لتعبئة مزيد من الرجال.
لكن الدعوات لتعبئة نصف مليون شخص إضافي لتبديل الجنود المنهكين على الجبهة الذين خدموا لفترة طويلة، كانت قضية مثيرة للانقسام إلى حد كبير في دولة استنزفها القتال.