استقبل الدكتور عبد الهادي الحويج وزير الخارجية والتعاون الدولي المفوض بالحكومة الليبية بمقر رئاسة الحكومة الليبية المنتخبة من مجلس النواب في مدينة بنغازي، صباح يوم الأربعاء 20 مارس 2024 المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا السيد عبدالله باتيلي، وانتقل رفقته إلى لقاء معالي رئيس الوزراء د.أسامة حماد.
وقد سلط الجانبان الضوء على الجوانب السياسية والخدمية وإعادة الإعمار وأيضًا التعاون مع المنظمات الدولية العاملة في مجال العمل الإنساني، كما تم مناقشة آخر تطورات العملية السياسية، مع التشديد على أهمية ان يكون حل الازمة الليبية ليبيا خالصا ، وأن يشجع المبعوث الأممي الحوار الليبي – الليبي لأن السلام يصنعه الشجعان.
هذا وقد أكد الوزير الحويج أنه “من جانبنا مع وحدة ليبيا ولسنا دعاة انقسام ونحن دعاة سلام وأننا طرف أساسي من الأطراف السياسية الفاعلة وبالتالي فأية عملية يراد أن يكتب لها النجاح يجب إشراك الحكومة الليبية خاصةً وأن الحكومة تتواجد على أكثر من 80% من الأراضي الليبية وهي حكومة شرعية و قانونية ومنتخبة من البرلمان”.
كما تم التأكيد على أهمية أن يكون الحل في الإطار الليبي والإفريقي، خاصةً وأن المبعوث الأممي هو إفريقي و”نريد له النجاح في مهمته ولكي ينجح في هذه المهمة يجب أن يشرك كافة الأطراف ويجب أن يستمع إلى كافة الأطراف السياسية الأساسية لحل الأزمة الليبية”.
هذا وأعرب الوزير عبدالهادي الحويج عن الاستعداد للتعاون الكامل مع المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني سواءً في مدينة درنة أو المدن المتضررة وفي ملف اللاجئين القادمين من دول الجوار خاصةً من السودان والنيجر، مبرزاً الجهود الحثيثة للحكومة الليبية من أجل معالجة أوضاعهم الإنسانية والصحية.
ويذكر ان وزير الخارجية عبد الهادي الحويج لا يخفي موقف حكومته من المبعوث الاممي، فمنذ تعيينه عام 2022 كان الحويج دعا بصفته رئيسا لحركة الامل ( حزب سياسي) المبعوث الاممي الى انتهاج طريقة مختلفة عن سابقيه للحل في ليبيا قائلا ” ادعو المبعوث الاممي الى قلب الطاولة على ما انتج سابقا من محاولات حل في ليبيا وصنع مقاربة جديدة للازمة الليبية وذلك من خلال الرؤية والتشخيص الصحيح للازمة ، اذ هي ليست ازمة سياسية وليست ازمة اقتصادية ولا ازمة عسكرية، بل هي ازمة امنية بامتياز ، وهي ازمة فوضى سلاح و مجموعات مسلحة خارجة عن القانون، واكثر من 21 مليون قطعة سلاح ، وأن الوضع الصحيح هو أن الدولة تحتكر الدولة السلاح دون غيرها ، لذا يجب ان يصار الى اليات لجمع وتنظيم ونزع السلاح من المجوعات المسلحة ولانقول ان ندخل الشباب الذين رفعو السلاح في المليشيات الى السجون ولكن علينا ان نشجعهم اولا على تسليم السلاح وان تكون هناك معسكرات تحت اشراف افريقي يتم جمع السلاح فيها باعتبار ان ثمة هوة وعدم ثقة بين الاطراف المتنازعة الليبية ، أو ان ينزع السلاح اذا فشلت الطرق السلمية لانه اذا جمعنا السلاح حتى لو حدث خلاف يتم تسويته على طاولة الحوار، وعندها سنتفاوض ونصل الى حلول والى سلام الشجعان ونخرج بذلك من المنطق الغالب اليوم وهو قانون القوة وننتقل الي منطق قوة القانون فلا لجوء الى فوهة البندقية ، بل الى طاولة الحوار، وعندها ننهي عشرية سوداء عاش فيها الليبيون اثار اقتصادية كارثية وانقسام مؤسساتي ومجتمعي ورجعت البلاد الى اكثر من خمس عقود.”
وواصل الحويج قائلا ” نحن محتاجون اليوم الى لملمة الجراح والذهاب الى مصالحة وطنية شاملة وان لاغالب ولا مغلوب ولا منتصر ولا مهزوم نحن نعول على افريقيا وعلى المبعوث الاممي الافريقي للقيام بهذا الدور ونقول إن إفريقيا الجديدة قادرة على الاضطلاع بهذا الدور وأن الامة الافريقية التى استطاعت ان تصنع تجربة الكجاجا بعد حرب دامية في رواندا، واخرجت نيلسون مانديلا في جنوب افريقيا ، و تجربة الوئام المدني في الجزائر، و تجربة الإنصاف والمصالحة التي أرساها الملك محمد السادس في المغرب، كل هذه التجارب نحن في حاجة الى البناء عليها والاستفادة منها في مسارنا التصالحي الليبي الليبي دون أن نستنسخها بل ان نأخذ منها ما يوافق خصوصيتنا الثقافية والاجتماعية والسياسية وأن نخرج بنموذج ليبي للمصالحة الوطنية “.
وكانت الحكومة الليبية المنتخبة من البرلمان والمدعومة من قوات المشير حفتر نجخت في ارساء الامن بمدينة بنغازي بشكل خاص ووضغت حدا لفوضى السلاح، واستتب الامن في المناطق التي تخضع لسيطرتها على كامل التراب الليبي،
وتتهم حكومة اسامة حماد المبعوث الاممي بالانحياز الى حكومة طرابلس برئاسة عبد الحميد الدبيبة وتعتبرها فاقدة للشرعية