التحقت تونس بالجزائر في مربع الامم الافريقية الذهبي اثرسهرة لم يكن منصوح بها لاصحاب القلوب الضعيفة خصوصا لجماهير” الاخت الكبرى” الجزائر الذين ارعبتهم (كما ارعبتنا) موقعة ملعب ىالسويس امام منتخب الفيلة الايفواريين.
وصلنا السلام ..من استاد السلام بقاهرة المعز. تونسيا ,هو تجاوز ل” عقدة دورالثمانية..” جاء بعد النجاح في فك ” العقدة الغانية ” قبل ذلك بقليل (دور16). كيف لا وقد انسحب ” نسور قرطاج ” في 6 مناسبات على ابواب نصف النهائي في اخر11 نسخة للبطولة.
تاهل اسعد البلاد و العباد..لمنتخب يتطور تدريجيا بتقدم سيرالدورة.لكني لا اجد نفسي مرتاحا اليوم, ولا انتمي لغمرة المهللين..و زمرة المحتفلين بالنصر العظيم. سعيد ( لبلدي) و ليس مقتنعا (باداء منتخبي)
عبور.. لكن مراجعات ضرورية ..
بعيدا عن الانفعالات العاطفية والتكابر بالترشح, لا اعتقد بان الربع ساعة الاولى من الفترة الثانية, الحاسمة في صنع الفارق امام الملغاش (ضغط هجومي..هدف ملغى ,ثم هدفان في 8 دقائئق بين ال52-60).. لا اعتقد ان هذا كاف للحديث عن “منتخب متوهج او مرشح ” لمزيد من الانجازات..
كما لا اعتقد بان ما قدم,خصوصا في اول 45 دقيقة, #مدغشقرهو مطمئن للمستقبل..فهذا المنتخب,”نسخة جيراس”, لا يزال فاقد لنمط لعب واضح.. ولمتعة الفرجة.. مع تراجع محير لاداء خط الوسط, لا يمكن ان تخفيه البداية الموفقة (تهديفيا) في الشوط الثاني..
و يبقى موضوع يسمى” المساكني” : فرغم تاثيره المباشر في اهداف الامس (سجل و صنع اخرا ) وفي اهداف الفريق عامة (صنع 3.. من اهدافنا ال 6 في الكان), فرغم كل ذلك ليس هذا يوسف الذي” اعرفه.. و يعرفه التونسيون ” و شوطه الاول دليل. وصعوبات الفتى الذهبي للخضراء هي في الحقيقة من صميم صعوبات التنشيط الهجومي للفريق.. في رحلته المصرية..
ما سجلناه في 45 دقيقة / شوط واحد من ربع النهائي..يعادل اهدافنا (3) في جميع مبارياتنا السابقة (اربعة قبل مدغشقر)
الانتصار يجلب الانتصار..
وصحيح كذلك بان” الانتصار يجلب الانتصار..في كرة القدم “, لكنني ارفض الهروب الى الامام.. والتهليل بلا تقييم في هذه اللحظة بالذات.. لحظة ما قبل الاختبارالقادم..
واذكر التونسيين, بدئا من المشرفين على المنتخب ولاعبيه, بان القادم ليس” انغولا او موريطانيا او مدغشقر”, بل ضد السينغال بتقاليده العريقة في المستديرة..و نجومه “الاوروبية “المرعبة : ساديو (ليفربول), و بالدي (انتر ميلانو), والقائد كوياتي ( كريستال بالاس) وو..
ان نهزم مدغشقر (الجديدة كليا..في عالم المستديرة ), فهذا امرمنطقي , وليس بالانجاز الخارق للعادة, حتى و لو فازت على “نيجيريا منقوصة من 6 لاعبين ” او اخرجت الكونغو (بركلات الترجيح) ..و حتى ولو يرافقها في مقصورة الملاعب باستمرار, رئيس للكنفدرالية القارية من ابناء البلد الواحد (احمد احمد المثير للجدل) , وحتى لو كان بجانب هذا الاخير.. رئيس للجمهورية شاب, ومن صميم حداثة فريق البلاد ( اندري راجولينا )
نعم , سيحتفط التاريخ بان هذا المنتخب مكن تونس من الرجوع الى مربع اقوياء القارة (نصف نهائي كاس افريقيا للامم), لاول مرة في 15 عاما, وهو ما تحقق اساسا عبرمنظومة دفاعية تزداد تجانسا بين افرادها و صلابة من جولة الى اخرى, و عبر تدرج نحو الافضل في الانتعاشة البدنية واللياقية..من معسكر العين السخنة (السيئة في السويس) وصولا الى الاسماعيلية ثم القاهرة
لقد رجعت الثقة في النسور, ونحن في انتظار رجوع الاداء بديمومة و ليس على فترات متقطعة من مجريات المباريات.. و معلوم بان الاصلاح في كرة القدم..هو افضل واسهل بكثيرفي زمن الانتصارات
فرجاء قليل من الفرحة, و كثير من العمل.. مبارك علبناز
تحيا تونس..