بدأت يوم امس الثلاثاء محاكمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مجلس الشيوخ في استخدام نادر لآلية دستورية لعزل الرئيس عمقت الانقسام بين الناخبين قبيل الانتخابات الرئاسية. وترامب يصف المحاكمة بأنها “زائفة” و”مطاردة شعواء” و”مشينة”.
بدأت يوم الثلاثاء (21 جانفي 2020)، في مجلس الشيوخ وقائع المحاكمة التاريخية التي يمكن أن تؤدي إلى عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وسط خلافات حول القواعد التي تحكم هذه المحاكمة، حسبما أفادت وكالة أنباء بلومبرغ. وألقى رئيس فريق الادعاء آدم شيف كلمة في مستهل الجلسة طالب فيها مجلس الشيوخ باستدعاء الشهود وطلب الوثائق وأداء دوره الدستوري.
ويتواجه في هذه المحاكمة التاريخية لدونالد ترامب معسكران كل منهما متصلب في موقفه: المعارضة الديموقراطية المطالبة بإقالة الرئيس والغالبية الجمهورية المصممة على تبرئته وبأسرع ما أمكن.
ويأتي ذلك بعد أربعة أشهر على انكشاف ما بات يعرف بـ”فضيحة أوكرانيا” التي تلقي بظلالها على نهاية الولاية الأولى للرئيس الجمهوري، وقبل أقل من عشرة أشهر من انتخابات رئاسية يخوضها ترامب للفوز بولاية ثانية.
وفي قلب الفضيحة اتصال هاتفي أجراه ترامب مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في جوان وطلب منه خلاله فتح تحقيق بحق جو بايدن، خصمه الديموقراطي الذي قد يواجهه في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر.
ويجتمع أعضاء مجلس الشيوخ المائة برئاسة رئيس المحكمة العليا جون روبرتس. وتقضي مهمة أعضاء مجلس الشيوخ الذين أقسموا اليمين لدى افتتاح المحاكمة رسميا الخميس ليكونوا محلفين فيها، بتحديد ما إذا كان ترامب أقدم فعلا على استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس كما ورد في البيان الاتهامي الذي صوت عليه مجلس النواب في كانون الأول/ديسمبر. وأوكلت مهام الادعاء على ترامب إلى سبعة نواب ديموقراطيين هم ثلاث نساء وأربعة رجال، وجميعهم ذوي خبرة قضائية.
ويقتصر حق الكلام في المحاكمة على فريقي الاتهام والدفاع والقاضي المكلف الإشراف على المداولات، على أن يوجه أعضاء المجلس المئة أسئلتهم خطيا. وسيغيب ترامب عن جلسات مجلس الشيوخ حيث سيمثله فريق محاميه، وسيكون في منتدى دافوس.
وطالب الديمقراطيون مجلس الشيوخ بعزل الرئيس الجمهوري واصفين إياه بأنه خطر على الديمقراطية والأمن القومي في الولايات المتحدة. والديموقراطيون بحاجة إلى 51 صوتا لفرض استدعاء شهود، ما يحتم عليهم إقناع أربعة جمهوريين بالانضمام إليهم، وهو ما يبدو مستبعدا في ظل الانقسام السياسي الحاد والتوتر السائد بين المعسكرين.
وأبلغت السناتورة الجمهورية سوزان كولينز أنها ستؤيد “على الأرجح” طلب شهود، لكن فقط بعد الاستماع إلى حجج الطرفين. كما يبدي جمهوريون آخرون استعدادا لذلك بشرط استدعاء نجل جو بايدن أيضا، وهو ما يعتبره الديموقراطيون خارجا تماما عن إطار آلية العزل.
وتبدو تبرئة ترامب شبه مؤكدة على ضوء الغالبية الجمهورية الموحدة في دعمها له في مجلس الشيوخ، فيما يبقى السؤال مطروحا حول مدة المداولات.
من جانبه ندد ترامب ومحاموه بهذه المحاكمة وقالوا إنه لم يرتكب أي خطأ، وإن الديمقراطيين يحاولون فقط منع إعادة انتخابه. وفي رده على سؤال للصحافيين في دافوس وصف ترامب المحاكمة بأنها “مجرّد (إجراء) زائف. إنها مطاردة شعواء مستمرة منذ سنوات وبصراحة، إنها مشينة”.
يذكر أنه لم تشهد الولايات المتحدة في تاريخها من قبل سوى آليتي عزل بحق الرئيسين أندرو جونسون عام 1868 وبيل كلينتون الذي جرت محاكمته عام 1999 لإدلائه بإفادة كاذبة حول علاقة أقامها مع متدربة شابة في البيت الأبيض هي مونيكا لوينسكي.
( أ ف ب، رويترز)