كشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم السبت، عن رفضه في الآونة الأخيرة، لمرات الحديث هاتفيا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أو استلام خطة “صفقة القرن” المزعومة منه، قبل الإعلان عنها.
جاء ذلك في كلمته أمام الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، المنعقد في مقر الجامعة العربية بالقاهرة، بطلب من فلسطين، لبحث “صفقة القرن” الأمريكية للسلام في الشرق الوسط.
وقال عباس: “قالوا لي أن الرئيس ترامب يريد أن يرسل لي الصفقة لأقرأها، فقلت لن أستلمها، ثم طلب ترامب أن أتحدث معه عبر الهاتف، فقلت لن أتكلم، وبعد ذلك قال (ترامب) إنه يريد إرسال رسالة لي، فرفضت استقبالها”.
وأضاف: “رفضت استلام الصفقة والتحدث مع ترامب وتسلم أي رسالة منه لأنه كان سيبني على ذلك للإدعاء بأنه تشاور معنا”.
وأعلن الرئيس الفلسطيني أنه أبلغ الولايات المتحدة والاحتلال بإلغاء الاتفاقيات كافة معهما، بما في ذلك الاتفاقيات الأمنية.
وذكر أنه أورد في رسالته التي وجهها إلى نتنياهو والمخابرات الأمريكية: “أن خطة القرن سيكون لها تداعيات علينا وعليكم، ومن حقنا مواصلة نضالنا السلمي المشروع والعمل الشعبي السلمي لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة بناء على الشرعية الدولية”.
وتابع: “الصفقة مرفوضة جملة وتفصيلا، ولكننا لا زلنا نؤمن بالسلام وبثقافة السلام، على أن يتم إنشاء آلية دولية متعددة الأطراف لتنفيذ القرارات الدولية (المتعلقة بالقضية الفلسطينية)، لكن دون وجود للصفقة بكل بنودها على الطاولة”.
وشدد الرئيس الفلسطيني على أنه لن يقبل أن يسجل في تاريخه أنه تنازل عن مدينة القدس المحتلة.
وتابع: “بمجرد أن قالوا إن القدس تُضم للكيان الصهيوني لم أقبل بهذا الحل إطلاقا، ولن أسجل على تاريخي ووطني أني بعت القدس أو تنازلت عنها، فالقدس ليست لي وحدي إنما لنا جميعا”، في إشارة للدول العربية والإسلامية.
وأضاف: “سبق أن قبلنا بإقامة دولة فلسطينية على 22 بالمائة من فلسطين التاريخية والآن يطالبون بـ 30 بالمائة من هذه المساحة المتبقية”.
وذكر أن الأمريكيين يريدون أن تكون عاصمة فلسطين “أبو ديس”، وهي قرية صغيرة بمدينة القدس، مضيفا “الأمريكيون يريدون مني القبول بضمّ القدس وتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً، وإلغاء حق العودة ونزع سلاح غزة”.
وشدد على أن العالم لن يقبل بالظلم الوارد في “صفقة القرن” المزعومة وسيقف إلى جانب الشعب الفلسطيني.
وخاطب عباس وزراء الخارجية العرب بالقول: “سنتحرك إلى جانب العديد من المنظمات الدولية، لتوضيح وجهة النظر الفلسطينية، ولا نريد منكم الوقوف في وجه أمريكا، وإنما تبني الموقف الفلسطيني”.
في سياق متصل شارك كاتب الدولة للخارجية التونسية صبري باش طبجي في الاجتماع ، وفي كلمته في الجلسة الافتتاحية للاجتماع، شدد كاتب الدولة للشؤون الخارجية على أن الرؤية الأمريكية تنحرف بالقضية الفلسطينية عن الشرعية والمرجعيات التي كرستها المجموعة الدولية على مدى العقود الماضية. كما جدد تأكيد تونس على أن العدالة والحقوق الفلسطينية ليست للمساومة. وأن دعم تونس للشعب الفلسطيني على عهده في مساندة حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف ولا تسقط بالتقادم في تقرير مصيره وإقامة دولته الحرة المستلقة على أرضه على حدود جوان 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.