بسبب صفقة القرن:رأس منصف البعتي مقابل الدعم الامريكي
فوجئ الراي العام بقرار اعفاء المندوب الدائم لتونس في الامم المتحدة منصف البعتي اياما قليلة قبل عرض مشروع القرار العربي بخصوص صفقة القرن بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الرواية الرسمية قالت ان السفير لا ينسق في مواقفه مع الخارجية ومع الرئاسة
اما الكواليس فكان لها حديث آخر
للتذكير فأن منصف البعتي عينه الرئيس السابق محمد الناصر في شهر سبتمبر بعد شهور من شغور المنصب بعد انتهاء مهام خالد الخياري، ويتردد ان الناصر يعرف البعتي منذ كانا معا في بعثة تونس لدى المنظمات الاممية بجينيف،
ما رشح لنا من معلومات يفيد بان المنصف البعتي ومجاراة منه للمواقف المعلنة من الرئيس قيس سعيد في رفضه التطبيع واعتباره خيانة عظمى، اعد مشروع قرار باسم المجموعة العربية وصف بشديد اللهجة، ويضيف مصدرنا ان السفير الامريكي تحدث في الموضوع مع راشد الغنوشي رئيس مجلس النواب حين التقاه قبل ايام وكان بلاغ المجلس اشار باقتضاب الى رفض تونس لصفقة القرن وان الغنوشي بلغ السفير هذا الموقف
كما ان يوسف الشاهد رئيس الحكومة التقى السفير الامريكي في افتتاح تظاهرة ازدهار افريقيا، ومعلوم ان وزير المالية سيتحول قريبا الى واشنطن لحث صندوق النقد الدولي على صرف قسط شهر نوفمبر من القرض وهو قسط تلكا الصندوق في صرفه لتونس
وللتسريع بصرف هذا القسط فضلا عن الامال المعقودة على اجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة المنعقدة في بلادنا بحضور وزير التجارة التونسي ووكيل وزارة التجارة الأمريكية للتباحث حول مستوى التعاون الاقتصادي،
كل هذه المعطيات ترجح تسليط الولايات المتحدة لضغوط على بلادنا لتخفف من حدة مشروع القرار الذي سيعرض بداية الاسبوع القادم على مجلس الامن ومعلوم ان تونس تمثل المجموعة العربية كما انها بمعية النيجر تمثل البلدان الافريقية
ويرجح ان راس منصف البعتي كانت هي ثمن المقايضة بدعم امريكي اقتصاديا مقابل موقف سياسي
جدير بالذكر ان رئيس الجمهورية تلقى مساء هذا اليوم مكالمة هاتفية من أخيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي جدد اكباره و تقديره للموقف التونسي الداعم للحق الفلسطيني الثابت وتم التطرق خلال هذه المحادثة لمشروع القرار الذي ستقدمه تونس إلى مجلس الأمن و الاتفاق على أن يتم التشاور مع الدول العربية وكل الدول الداعمة لحق الشعب الفلسطيني قبل تقديمه بصفة رسمية إلى مجلس الأمن.
و جدد الرئيس التونسي بالمناسبة دعوته للرئيس الفلسطيني لزيارة تونس في أقرب الآجال.