بعد تداول الكثير من المعلومات والشائعات عن فيروس كورونا المستجد الذي يجتاح دول العالم، والذي أسفر عن إصابة 300 ألف حالة، وأكثر من 13 ألف حالة وفاة، تعمل منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع العديد من الوكالات للإجابة على الأسئلة الأكثر شيوعا بشأن هذا الوباء، وقد خصصت لهذه الغاية حيزا على موقعها الالكتروني اضافة الى طرح خط ساخن عبر واتساب.
وحددت المنظمة مجموعة أسئلة باعتبارها متكررة وأجابت عليها بطريقة علمية، بهدف طمأنة الناس والحد موجة من الأخبار المغلوطة على مواقع التواصل الاجتماعي في كل أنحاء العالم، وأبرز هذه الأسئلة التي تجيب عنها المنظمة على الموقع وعبر الخط الساخن:
ما هو فيروس كورونا؟
فيروسات كورونا هي فصيلة كبيرة من الفيروسات التي قد تسبب المرض للحيوان والإنسان، فهي تسبب لدى البشر حالات عدوى الجهاز التنفسي التي تتراوح حدتها من نزلات البرد الشائعة إلى الأمراض الأشد وخامة مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (السارس).
ما هو مرض كوفيد-19؟
مرض كوفيد-19 هو مرض معد يسببه فيروس كورونا المُكتشف مؤخراً، وظهر هذا المرض في الصين لأول مرة في أواخر شهر ديسمبر الماضي.
ما هي أعراض المرض؟
تتمثل الأعراض الأكثر شيوعاً لمرض كوفيد-19 في الحمى والإرهاق والسعال الجاف، وقد يعاني بعض المرضى من الآلام والأوجاع، أو احتقان الأنف، أو الرشح، أو ألم الحلق، أو الإسهال.
وعادة ما تكون هذه الأعراض خفيفة وتبدأ تدريجياً، ويصاب بعض الناس بالعدوى دون أن تظهر عليهم أي أعراض ودون أن يشعروا بالمرض، ويتعافى معظم الأشخاص (نحو 80%) من المرض دون الحاجة إلى علاج خاص.
وتشتد حدة المرض لدى شخص واحد تقريباً من كل 6 أشخاص يصابون بالعدوى، وتزداد احتمالات إصابة المسنين والأشخاص المصابين بمشكلات طبية أساسية مثل ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب أو داء السكري.
كيف ينتشر المرض؟
يمكن أن يصاب الأشخاص بالعدوى عن طريق الأشخاص الآخرين المصابين بالفيروس، ويمكن للمرض أن ينتقل من شخص إلى شخص عن طريق القُطيرات الصغيرة التي تتناثر من الأنف أو الفم عندما يسعل الشخص المصاب بمرض كوفيد-19 أو يعطس.
وتتساقط هذه القُطيرات على الأشياء والأسطح المحيطة بالشخص، ويمكن حينها أن يصاب الأشخاص الآخرون بالمرض عند ملامستهم لهذه الأشياء أو الأسطح ثم لمس عينيهم أو أنفهم أو فمهم كما يمكن أن يصاب الأشخاص بمرض كوفيد-19 إذا تنفسوا القُطيرات التي تخرج من الشخص المصاب بالمرض مع سعاله أو زفيره، ولذا فمن الأهمية بمكان الابتعاد عن الشخص المريض بمسافة تزيد على متر واحد.
هل يمكن للفيروس أن ينتقل عبر الهواء؟
تشير الدراسات التي أُجريت حتى يومنا هذا إلى أن الفيروس الذي يسبب مرض كوفيد-19 ينتقل في المقام الأول عن طريق ملامسة القُطيرات التنفسية لا عن طريق الهواء.
تتمثل الطريقة الرئيسية لانتقال المرض في القُطيرات التنفسية التي يفرزها الشخص عند السعال، وتتضاءل احتمالات الإصابة بالمرض عن طريق شخص عديم الأعراض بالمرة. ولكن العديد من الأشخاص المصابين بالمرض لا يعانون إلا من أعراض طفيفة.
كيف يمكنني حماية نفسي ومنع انتشار المرض؟
يمكنك الحد من احتمال إصابتك بمرض كوفيد-19 أو من انتشاره باتخاذ بعض الاحتياطات البسيطة:
نظف يديك جيداً بانتظام بفركهما مطهر كحولي لليدين أو بغسلهما بالماء والصابون
احتفظ بمسافة لا تقل عن متر واحد بينك وبين أي شخص يسعل أو يعطس.
تجنب لمس عينيك وأنفك وفمك
تأكد من اتّباعك أنت والمحيطين بك لممارسات النظافة التنفسية الجيدة.
إلزم المنزل إذا شعرت بالمرض.
لا تقضي المضادات الحيوية على الفيروسات، فهي لا تقضي إلا على العدوى الجرثومية، وبما أن مرض كوفيد-19 سببه فيروس، فإن المضادات الحيوية لا تقضي عليه
هل توجد أي أدوية أو علاجات يمكنها الوقاية من المرض أو علاجه؟
في حين قد تريح بعض الأدوية الغربية أو التقليدية أو المنزلية من بعض أعراض كوفيد-19 أو تخففها، فليست هناك بيّنة على وجود أدوية حالياً من شأنها الوقاية من هذا المرض أو علاجه.
هل هناك لقاح أو دواء أو علاج المرض؟
ليس بعد، لا يوجد حتى يومنا هذا لقاح ولا دواء محدد مضاد للفيروسات للوقاية من مرض أو علاجه، ومع ذلك، فينبغي أن يتلقى المصابون به الرعاية لتخفيف الأعراض
توصلت دراسة لجامعة “إمبيريال كوليدج لندن” الإنكليزية، إحدى أهم جامعات العالم، إلى أن مكافحة فيروس كورونا الستجد ممكن أن تستمر لمدة 18 شهراً، وأكدت الدراسة أنه لتخفيف من حدة الكارثة، يجب اتخاذ إجراءات فورية وصارمة، تستمر لأشهر، مؤكدة أن الحياة بعد ظهور فيروس كورونا لن تكون هي نفسها أبداً قبل ظهور الفيروس.
ويبدو أن هذه الدراسة الصادمة هي من دفعت كل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لزيادة إجراءاتهم لمواجهة الفيروس، وفقا لصحيفة جيرواليزم الإسرائيلية.
وتؤكد الدراسة التي نشرتها الجامعة الأسبوع الماضي، على سياسة ما تسمى “مناعة القطيع” لمواجهة الفيروس، والتي تضمن إجراءات عزل المدن، وفرض حظر التجول، والحجر الصحي، وهو ما سخرت منها المملكة المتحدة.
ما هي “مناعة القطيع”؟ وهل تكفي لمواجهة فيروس كورونا؟
وأشارت الدراسة إلى أن الحكومات لا تحاول بالفعل كسب حرب ضد هذا العدو غير المرئي، وبدلاً من ذلك، فإنهم يحاولون احتواءه، مضيفة أن الحكومات تخاف من استمرار الأزمة لفترة طويلة مما يؤدي إلى حدوث غضب لدى شعوبها.
تبدو التوقعات المتفائلة بشأن عودة الحياة إلى طبيعتها وعودة الاقتصاد إلى المسار الصحيح لن يكون قبل 18 شهراً، بحسب الدراسة.
من جانبها، أكدت الصحيفة الإسرائيلية أن إغلاق المطارات لمدة عام والحد من السفر سيجعل حياتنا شبيهة بالقرن الثامن عشر.
وأشارت إلى أن الفيروس يشكل، في بعض النواحي، تهديدًا للدول المتقدمة أكثر من تلك التي لديها أنظمة طبية ضعيفة أو غير موجودة، وذلك لأن البلدان الأكثر ثراءً تكون أكثر عرضة للانهيار عندما تتغير الحياة ويطلب الناس مستوى معين من العلاج.
يذكر أن الفيروس تفشى بشكل كبير في الدول الغربية خاصة إيطاليا وأميركا، وبلغت عدد حالات الإصابة بالفيروس حول العالم أكثر من 300 ألف حالة، كما بلغت عدد حالات الوفاة أكثر من 13 ألف حالة.
تعليقات فيسبوك