السيسي بعث له برسالة مكتوبة، وسعيد اتصال به هاتفيا؟ هل هي مكالمة اذابة الجليد بين الرجلين؟
نشرت الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية التونسية بلاغا يتعلق بمكالمة هاتفية درت بين قيس سعيد والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
وجاء في البلاغ ” أجرى رئيس الجمهورية قيس سعيد اليوم الجمعة 27 مارس 2020 مكالمة هاتفية مع رئيس جمهورية مصر العربية السيد عبد الفتاح السيسي، تناولت العلاقات المتميزة بين الدولتين والشعبين وضرورة فتح آفاق جديدة لمزيد دعم أواصر الأخوة في كافة المجالات.
كما تناولت المحادثة التنسيق في المواقف المتعلقة بقضية توزيع مياه النيل، وقد أكد رئيس الجمهورية في هذا الإطار على أن أمن الشعب المصري من أمن الشعب التونسي.
وتعرض الرئيسان في هذه المكالمة أيضا إلى الوضع في ليبيا. وذكر الرئيس قيس سعيد بالمبادرة التي قام بها والتي تقوم على أن الحل لا يمكن أن يكون إلا ليبيا ليبيا وهو الموقف نفسه الذي ترحب به مصر.
وتم التطرق كذلك إلى جائحة كورونا العالمية والتأكيد على ضرورة أن تكون المقاربة المعتمدة لمقاومتها، مقاربة جديدة تقوم على تدخل الأمم المتحدة لتنسيق الجهود وتوحيدها، لأن الأمم يجب أن تكون بالفعل متحدة في مواجهة خطر يهدد الإنسانية جمعاء.
وقد أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أن مصر تضع كل إمكانياتها على ذمة شقيقتها تونس، كما أكد الرئيس قيس سعيد استعداد تونس بدورها لوضع كل ما يتوفر لديها من إمكانيات على ذمة الشعب المصري.
وتبادل الرئيسان توجيه الدعوة لزيارة البلدين.”
البلاغ كان مفاجئا، فالبرود كان طاغيا بين الرئيسين، فقد وجهت الرئاسة المصرية دعوة الى الرئيس التونسي لحضور منتدى افريقيا في نوفمبر2019
دعوة لم يتمكن السفير المصري في تونس من تبليغها اصلا الى الرئاسة التي لم تحدد له موعدا لاستقباله، ثم جاء استقبال وزير الخارجية نورالدين الري قبل ايام للمبعوث الخاص للرئيس المصري الذي حمل رسالة الى الرئيس التونسي حول العلاقات بين البلدين
برود اثر في نسق منح التاشيرات لمواطني البلدين، وباتت التاشيرة الى تونس او الى مصر اقرب الى التاشيرة الى الولايات المتجدة الامريكية، اما التنسيق الامني فقد تراجع الى الحد الادنى بعد ان بلغ مرحلة التنسيق المباشر بين مكتبي وزيري الداخلية
بلاغ الرئاسة سكت عمن بادر بالاتصال بالاخر،كانت الصيغة عامة توحي بالشيء وربما بنقيضه قصدا او دونه، جزئية لم يغفلها المتحدث باسم الرئاسة المصرية على صفحته الفيسبوكية اذ افاد ان الرئيس المصري هو من تلقى اتصالا من الرئيس التونسي قيس سعيد
بطبيعة الحال بعض التعليقات رات في ذلك نصرا ديبلوماسيا مصريا على الرئيس التونسي الذي لم يظهر منذ انتخابه ودا كبيرا نحو الرئيس المصري
وبعيدا عن المشاعر الجياشة الكاذبة حسنا فعل قيس سعيد بمبادرته بالاتصال بالسيسي بعد ان تلقى منه رسالة مكتوبة ليكسر الجليد بين البلدين لان تونس تحتاج مصر ومصر في حاجة الى تونس ولتعود العلاقات الى مستواها الطبيعي خدمة لمصالح البلدين في انتظار ان تطا اقدام احد الرئيسين ارض البلد الثاني ليتوج هذا التقارب بين الرئيسين
فلا مصلحة لعاقل في ان يخيم الفتور بين رئيسي البلدين خاصة وانه لا يوجد اي سبب لذلك، فحتى الاختلاف في تقدير المواقف السياسية لا يفسد للامر قضية