في خطاب نادر للأمة استلهمت الملكة إليزابيث أجواء الحرب العالمية الثانية وقالت للشعب البريطاني الأحد 5 افريل2020، إن الشعب سينتصر على فيروس كورونا إذا صمد في وجه إجراءات العزل العام.
ففي خطابها التلفزيوني الخامس فحسب منذ جلوسها على العرش قبل 68 عاماً، دعت إليزابيث البريطانيين إلى التحلي بعزيمة أسلافهم وإثبات أنهم في قوة الأجيال السابقة.
الملكة إليزابيث، تدعو البريطانيين إلى الاتحاد
قالت الملكة البالغة من العمر 93 عاماً في كلمتها التي ألقتها من قصر ويندسور حيث تقيم مع زوجها الأمير فيليب (98 عاماً) “نواجه هذا المرض معاً وأود التأكيد لكم على أنه إذا ظللنا متحدين وصامدين فسنتغلب عليه”.
حيث تابعت “سنلتقي مرى أخرى.. والأيام الأفضل ستعود من جديد”، في إشارة مباشرة لأشهر أغنية بريطانية في سنوات الحرب في حقبة الأربعينيات عندما كانت الملكة في سن المراهقة.
الملكة إليزابيث أضافت “رغم التحديات التي واجهناها من قبل فإن هذا التحدي مختلف. إننا نتشارك هذه المرة مع جميع الأمم في جهد مشترك مستفيدين بإنجازات العلم الرائعة والحب الغريزي للتداوي. سننجح وسيُنسب هذا النجاح لكل واحد منا”.
ارتفاع الإصابات بكورونا في بريطانيا
خطاب الملكة إليزابيث أذيع بعد ساعات من إعلان المسؤولين ارتفاع عدد وفيات المرض في بريطانيا في الأربع والعشرين ساعة الماضية بواقع 621 حالة إلى 4934 في ظل توقعات باستمرار ارتفاع أعداد الوفيات هذا الأسبوع.
فيما وجهت الملكة الشكر لمن التزموا بيوتهم وساعدوا بذلك في تجنيب الآخرين مشاعر الحزن التي تعيشها بعض الأسر بالفعل.
حيث أثنت كذلك على العاملين في مجال الرعاية الصحية لتفانيهم في العمل وامتدحت القصص “المؤثرة” لمن يوصلون الغذاء والدواء للمحتاجين في مختلف دول الكومنولث.
تصوير الخطاب في غرفة كبيرة
من أجل حماية الملكة الطاعنة في السن من أي خطر، جرى تصوير الخطاب في غرفة كبيرة لضمان وجود مسافة كبيرة بينها وبين المصور الذي ارتدى قفازات وكمامة وكان الشخص الوحيد في الغرفة معها.
حيث قالت إليزابيث إن الوضع الحالي يذكرها بخطابها الأول للأمة الذي ألقته عام 1940 عندما تحدثت هي وشقيقتها الراحلة مارغريت من قصر ويندسور وتطرقتا إلى الأطفال الذين جرى إجلاؤهم من منازلهم لتفادي الغارات الجوية لألمانيا النازية.
كذلك، قالت إن الناس سيفخرون في المستقبل بطريقة تعاملهم مع مثل هذا التحدي ومواجهة ما جرى من تشويش على حياتهم.
إلى ذلك، قالت الملكة إليزابيث: “من سيأتون بعدنا سيقولون إن البريطانيين أبناء هذا الجيل كانوا في غاية القوة.. وإن صفات الانضباط والعزيمة الهادئة المرحة والشعور بالآخرين لا تزال تميز هذا البلد. إن الافتخار بما نحن عليه لا يتعلق بماضينا فحسب بل يحدد حاضرنا ومستقبلنا”.