اليابان تطالب بتسليم متهمين بتهريب غصن
كشفت السلطات القضائية اليابانية أنها تأمل في أن تتسلم رجلين ألقي القبض عليهما في الولايات المتحدة ومطلوبين لديها في تهم تتعلق بهروب كارلوس غصن رئيس شركة نيسان السابق من البلاد.
أعلنت نيابة طوكيو الخميس (21 ماي 2020) أنها تعد طلباً رسمياً لتسليمها رجلين أُوقفا الأربعاء في الولايات المتحدة بشبهة مساعدة قطب صناعة السيارات السابق اللبناني كارلوس غصن على الهرب من القضاء الياباني في نهاية 2019. وقالت نيابة طوكيو في بيان مقتضب “نقوم بالاستعدادات لطلب تسليمهما بسرعة”.
وكان مايكل تايلور (59 عاماً) وابنه بيتر تايلور (27 عاماً) قد أُوقفا الأربعاء في الولايات المتحدة بطلب من اليابان ومثلا أمام قاض فدرالي في بوسطن أبلغهما بالمراحل التالية للإجراءات وقرر إبقائهما موقوفين. من جانبها أعلنت وزارة العدل الأمريكية لوكالة فرانس برس توقيف الرجلين فجر الأربعاء في مدينة هارفرد في ولاية ماساتشوسيتس، بشبهة مساعدة غصن على الهرب عبر إخفائه بصندوق أداة موسيقية.
وكان مايكل تايلور يعمل في القوات الخاصة الأمريكية في الماضي وانتقل للعمل في الشركات الأمنية الخاصة. وقد مثل برفقة ابنه أمام قاض فدرالي في بوسطن عبر الفيديو، ويرتدي كل منهما البزة البرتقالية الخاصة بالمعتقلين وقناعاً صحياً واقياً بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد.
“مجازفة كبيرة”
ولدى اليابان مهلة 45 يوماً لتوجيه طلب تسليمهما رسمياً إلى الولايات المتحدة عبر القنوات الدبلوماسية، وعندها يمكن للمشتبه بهما الطعن في الطلب قضائياً. وأوضح القاضي دونالد كابيل أنهما يستطيعان طلب الإفراج عنهما بكفالة حتى ذلك الحين. وبانتظار ذلك “يبقيان موقوفين”. فيما قال المدعون العامون إن الإفراج عن الرجلين هو “مجازفة كبيرة” لأنهما قد يهربان.
وأُوقف بيتر تايلور بينما كان يستعد للسفر إلى لبنان حيث يقيم الرئيس السابق لتحالف “رينو نيسان ميتسوبيشي موتورز”. ولا تربط اتفاقية لاسترداد المطلوبين بين لبنان واليابان. ورداً على سؤال، اكتفى محاميهما بول كيلي بالقول إن “ملفهما أكثر تعقيداً مما يبدو”.
وتتهم طوكيو الرجلين ومعهما اللبناني جورج أنطوان الزايك بمساعدة كارلوس غصن على الهرب من القضاء الياباني في عملية جرت في 29 ديسمبر الماضي.
وردا على أسئلة مرات عدة عن ظروف فراره، رفض غصن كشف أي معلومات. لكن الوثائق القضائية الأمريكية تتضمن تفاصيل هذه العملية.
هرب دراماتيكي
وتفيد هذه الوثائق أن بيتر تايلور زار اليابان ثلاث مرات في الأشهر التي سبقت العملية والتقى كارلوس غصن سبع مرات. وفي 28 ديسمبر، استأجر غرفة في فندق غراند هيات في طوكيو حيث التقاه غصن. وتناقش الرجلان لساعة كما كشفت كاميرات مراقبة المبنى.
وفي اليوم التالي وصل مايكل تايلور وجورج أنطوان الزايك إلى مطار كانساي بالقرب من أوساكا في غرب طوكيو، على متن طائرة خاصة قادمة من دبي. وكانا يحملان صناديق سوداء تشبه تلك المخصصة للأدوات الموسيقية وقالا لموظفي المطار إنهما موسيقيان.
وسافر بيتر تايلور بمفرده بالطائرة إلى الصين، بينما عاد الثلاثة الآخرون إلى فندق مطار كانساي حيث وضعت الصناديق. وتكشف كاميرات المراقبة أن مايكل تايلور وجورج أنطوان الزايك فقط غادرا الفندق ومعهما الصناديق الثقيلة.
وأفادت وثائق القضاء أنه “لا لقطات لكارلوس غصن وهو يغادر الغرفة. في الواقع كان مختبئاً في الصناديق”.
في المطار، تمكن الرجلان من إخراج أمتعتهما بدون مراقبة أمنية كما هي القواعد المطبقة للطائرات الخاصة. وقد توجهوا إلى تركيا ومنها إلى لبنان.
وكان القضاء الياباني قد أصدر في 30جانفي مذكرات توقيف بحق غصن وشركائه المفترضين الثلاثة.
وعاد بيتر تايلور إلى بوسطن في 22 مارس وطلبت اليابان من الولايات المتحدة توقيفه بموجب اتفاقية تتعلق بتسليم المطلوبين بين البلدين.