والية سوسة تغتال مهرجان سوسة الدولي؟
لم يرف لوالية سوسة جفن وهي تقرر ايقاف مهرجان سوسة الدولي اعرق مهرجان صيفي في البلاد من شمالها الى جنوبها ، السابق لمهرجان قرطاج الدولي، بتعلة انه لم يتم احترام البروتوكول الصحي الخاص بالتظاهرات الثقافية في عرض الزيارة
لم تكلف الوالية نفسها عناء الاستماع لهيئة المهرجان وهي جمعية مستقلة يمكنها مقاضاة الوالية نفسها بسبب هذا القرار المجحف،
فقد افتتح مهرجان سوسة الدولي يوم 3 اوت بعرض لفرقة الشام للموسيقى العربية بحضور جماهيري ضعيف فمثل هذه العروض لا تجذب المتخصصين في سهرات البلوشي وهم في كل مكان وفي كل مواقع القرار في تونس البية
ثم كان العرض سبب المشكل”الزيارة” في سهرة 4 اوت
وقد حددت طاقة استيعاب مسرح سيدي الظاهر ب710 متفرجا في المدارج و90كرسيا
وبالفعل التزمت هيئة المهرجان بطاقة الاستيعاب المقررة حسب تدابير البروتوكول الصحي ولم يتم بيع سوى 820تذكرة
وكما يحدث في كل المهرجانات الدولية دخل اشخاص دون تذاكر بالرغم عن انف ادارة المهرجان واب المهرجان وام المهرجان
فهل سالت السيدة الوالية من هؤلاء الذين “تبولوا” على اجراءات الحجر الصحي ودخلوا الى مسرح سيدي الظاهر؟ وهل كان على المنظمين استعمال القوة العامة لمنع هؤلاء من الدخول؟ ولو تم اعلامها بهويات المتبولين على الحجر الصحي ماذا كانت ستفعل؟
الم يكن حريا بها ان تستفسر وتعرف قبل ان تحبر قرار الغاء اب المهرجانات الصيفية في تونس؟
لو سالت لقالوا لها ان مهرجان سوسة كان قبلة العرب في تظاهرته الاستثنائية مهرحان الفكاهيين العرب في الثمانينات من القرن الماضي
ولقالوا لها ان مهرجان المبدعات العربيات ابن شرعي لمهرجان سوسة
لو سالت لحدثوها عن الحاج عبد الحفيظ بوراوي وعبد العزيز بلعيد والدكتور هشام بن سعيد وما الذي قدموه لسوسة ومهرجانها حتى لا يضمحل بسبب اهمال السلطة السياسية لكل ما هو ثقافي في جوهرة الساحل فسوسة لا تتسع في نظرهم سوى للسياحة والشيخات والنجم الساحلي
هل تعلم السيدة الوالية التي قررت بجرة قلم ايقاف مهرجان سوسة الدولي ان مسرح سيدي الظاهر صعد على ركحه علي الرياحي وكاظم الساهر في اول ظهور له في بلادنا وصباح فحري والطاهر وزياد غرسة وامينة فاخت ونعمة ولطفي بوشناق والطاهر القيزاني وصوفية صادق…..
لا احد يناقش ضرورة احترام تدابير الحجر الصحي ولكن تطبيق القانون شيء والتسرع والمبالغة شيئان اخران مختلفان
فرئيس الحكومة نفسه حضر افتتاح سهرات مهرجان الحمامات ولم يكن يرتدي الكمامة وجلس الى جانب وزيرة الثقافة ولم يكن هناك التزام بالتباعد الجسدي فهل تم الغاء التظاهرة بعد افتتاحها بسبب هذه الاخلالات؟
الغريب ان لا احد اعترض على قرار الوالية لا رئيس بلدية سوسة ولا مندوب الثقافة فهل هما راضيان مطمئنان لهذا القرار؟ ان السكوت الجماعي يؤكد مكانة الثقافة والفاعلين الثقافيين في هذه البلاد فهم بلا شك في “ظهر الصفحة” مهما تفنن السياسيون في الكلام في خطبهم الجوفاء وبان الثقافة حق دستوري كما كانت قبل 14 سندا للتغيير …