استقبلت وزيرة الثقافة شسراز العتيري ظهر يوم الجمعة الفنان محمد علي بن جمعة صاحب فضاء المخزن الذي كان اعلن قبل شهر عن غلقه نهائيا ، والمخزن فضاء ثقافي خاص في باب سويفة انشأه بن جمعة قبل 15 سنة وقد كان بامكانه ان يجعله محلا تجاريا فهو جربي يتقن اصول التجارة ولكن الفنان غلب التاجر
أنشأ محمد علي بن جمعة الفضاء بامكانياته الخاصة تدريجيا وقد ساعده بعض الفاعلين الاقتصاديين المؤمنين بمحمد علي ومنجزه الثقافي( طارق بوشماوي عضو الفيفا والاتحاد الافريقي لكرة القدم وحمدي المدب رئيس الترجي)
واختار محمد علي بن جمعة ان يكون المخزن مفتوحا دون مقابل للاطفال من كل مكان وخاصة من الاحياء الشعبية القريبة: باب سويقة، الحفصية، باب الخضراء والحلفاوين، ولكل الجمعيات الراغبة في تنظيم نشاط ثقافي
كما تطوع بن جمعة لتقديم ماستر كلاس وادارة ورشات مجانا
اي ان المخزن الثقافي لا يوفر اي عائدات من التذاكر او غيرها وهو خيار لا نملك سوى ان نرفع له القبعة فالفضاءات الثقافية الخاصة التي تدعمها الدولة لا تنظم في ما نعلم اي شيء دون مقابل بل كثير منها تحول الى ما يشبه المدارس الخاصة فهي تنظم دروسا في المسرح وفي الوقوف خلف الكاميرا وامامها وربما تحتها وكل شيء بثمن واحيانا باثمان مرتفعة ولا يطلب منها احد ان تقدم ولو نشاطا شهريا يتيما مجانا نظير الدعم الذي تتحصل عليه من الدولة التي تتصرف في المال العام
وفي سنة 2016 تحصل محمد علي بن جمعة على منحة تسيير للمخزن الثقافي بقيمة 20 الف دينار، وحتى لا يرتفع صوت ناعق ففضاءات اخرى تتحصل على ثلاثة اضعاف هذا المبلغ
ومنذ قدوم الوزير الذي لا نرى موجبا لتذكر اسمه ، حرم المخزن الثقافي من منحة التسيير ، ولم يقدم اي تفسير او شرح للقرار، ولان محمد علي بن جمعة ذكي فقد فهم الرسالة وامتنع عن تقديم اي مطلب للحصول على منحة تسيير منذ 2017
الوزيرة التي ذهبت بساقيها الى الاستاذ توفيق الجبالي ، وهو يدير فضاء ثقافيا خاصا رائدا هو التياترو ، وقد سبقها في الالتقاء بالجبالي رئيس الحكومة المكلف هشام المشيشي ، استقبلت بن جمعة في مكتبها لتفهم وضعية المخزن
والحق انه يمكنها ان تستفسر بيسر حولها فالوجوه نفس الوجوه واعضاء اللجان لا يكادون يتغيرون عملا بالقاعدة نحن لا نغير فريقا منتصرا
يبقى السؤال، الاهداف في شباك من يا ترى؟
ما هو ثابت ان بقيت الوزيرة في منصبها وهو امر وارد بعد ان فهمت ماكينة الوزارة وكيف تدار ، فسيجدون حلولا لمحمد علي بن جمعة مكرهين، لان بن جمعة وهناك عيره يفسدون السيستام، فقد تعهد محمد علي بن جمعة بافتتاح واختتام ايام قرطاج المسرحية 2015 والتنشيط في الشارع مقابل ميزانية ب49مليونا
وهذه جريمة لا تغتفر عند جبابرة الثقافة ومقاوليها والوزيرة تعرفهم بالاسم ، يكفي ان تلقي نظرة على قاعة الانتظار ليس اكثر فهم الاطول نفسا والاكثر صبرا وهم عادة ما يضعون جزءا من مؤخراتهم فقط على الكراسي في مواجهة الوزير، اي وزير، والله ينصر من صبح ،علامة على التحفز والاستعداد للوثب عند اول صاقرة
وهم ميالون الى خفض رقابهم وكانهم عند الحلاق مهما امتدت قاماتهم
في الاثناء وحتى يجد سادة الماكينة في وزارة الثقافة حلولا للمخزن الثقافي ، طلب محمد علي بن جمعة موعدا مع شيخة المدينة سعاد عبد الرحيم ليدافع عن حق المخزن في الدعم من بلدية تونس
وهو يدعو قادة الاحزاب الفاعلة في البلاد للاهتمام بالشان الثقافي حتى في اوقات فراغهم …المهم ان لا يعلق المخزن الثقافي الوحيد في بلاد عرفت بمخازن القمار والكحول