لماذا تخاف أمريكا من تطبيق تيك توك؟
فاجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجميع حينما أعلن الأسبوع الماضي عن حظر تطبيق تيك داخل الولايات المتحدة الأمريكية لأنه يمس الأمن القومي الأمريكي. وإذا لم تكن على علم بهذا التطبيق فعليك أن تسأل أحد الأطفال في العائلة! فتطبيق TikTok شائع جدًا بين الأطفال والمراهقين وفي هذا التطبيق يتم مشاركة مقاطع فيديو قصيرة يُغنون ويرقصون عليها.
لماذا يُعتبر هذا التطبيق خطرًا على الأمن القومي الأمريكي؟
الإجابة القصيرة جدًا هي أن TikTok تملكه شركة صينية وكل ما هو صيني أصبح في الوقت الحالي في الولايات المُتحدة مُتهمًا بالتجسس إلى أن تثبت براءته!
أما الإجابة الأطول قليلًا فهي أن برنامج تيك توك يتبع لشركة ByteDance التي أسسها الشاب الصيني Zhang Yiming عام 2012 في بكين. وقد استطاعت هذه الشركة إطلاق العديد من التطبيقات الناجحة في الأسواق الآسيوية وأكثر تطبيقاتها نجاحًا على الإطلاق هو تطبيق تيك توك الذي تم تطويره بنهاية عام 2017 وفي نهاية 2019 وصل عدد مستخدميه حول العالم إلى مليار مستخدم، من بينهم 100 مليون شخص داخل الولايات المتحدة!
ويُعتبَّر تيك توك هو أول تطبيق صيني يُنافس شركات التقنية الأمريكية التي تُسيطر على السوشيال ميديا وهو قادر على النفاد إلى بيانات المستخدمين وبالتالي يستطيع أن يُسلمها إلى السلطات الصينية لتستخدمها كيفما شاءت. بل أن المحللين الأمريكيين لديهم قلق من وصول هذا التطبيق إلى هواتف وإيميلات وبيانات مستخدميه وبالتالي يتحوَّل إلى وسيلة تجسس على المواطنين الأمريكيين.
هل قدَّم الأمريكان أي دليل على تورط تيك توك في التجسس؟
في الحقيقة فإن الأمريكيين لم يقدموا أي دليل على ذلك! ودليلهم الوحيد هو أن هذا البرنامج يتبع لشركة صينية وبحسب نظام الحكم في الصين فلا يُمكن أن ترفض أي شركة طلبًا للسلطات الصينية وبالتالي فيُمكن أن تقوم هذه الشركة بتسليم بيانات مستخدمي التطبيق إلى السلطات.
ومن الجدير بالذكر أن هذا المنطق هو نفس المنطق الذي استخدمته الولايات المتحدة مع شركة هواوي الصينية!
القلق الأمريكي لا يقتصر فقط على البرامج والتطبيقات بل أنه يمتد إلى أمور أبعد من ذلك! فالأمريكيون ينظرون بعين الريبة إلى الأمريكيين من أصول صينية والذين يصل عددهم إلى 4 مليون نسمة وكذلك السياح والمستثمرين الصينيين أيضًا.
ونظرًا لأن هذا القلق موجود على المستوى الرسمي والشعبي على حدٍ سواء، فإن الإدارة الأمريكية قررت غلق القنصلية الصينية في ولاية هيوستن بإدعاء أنها تحولت إلى مركز للتجسس الصيني على الولايات المتحدة.
في شهر مايو الماضي صرح رئيس الـ FBI الأمريكي قائلًا أن لديه 5000 قضية تجسس و50% منها يتعلق بالصين، وكل 10 ساعات يُحقق في قضية تجسس يكون أحد أطرافها صيني.
كان هناك مسؤول سابق في الـ CIA لخص الفوبيا الأمريكية من الصين قائلًا: “الأمريكيون يشعرون وكأنهم تحت حصار صيني، ويعتقدون بأن الصينيين يحاولون النفاد إليهم من كل الإتجاهات والمنافذ بهدف التجسس على التكنولوجيا الأمريكية والسيطرة على القرار الأمريكي وإبتلاع السوق الأمريكي ليُصبحوا قوة عُظمى أكبر من أمريكا”.
ما هو رد الصين على هذه الإتهامات؟
الصين من جانبها تقول أن هذا كلام فارغ وأن هذه الحجج تستخدمها الولايات المتحدة وحلفائها لحرمان الصين من الحصول على فرص اقتصادية عادلة مثل الفرص المتاحة للدول الغربية. وتتمسك الصين بأن الولايات المتحدة لا تُدينها بأي دليل على وجود عمليات تجسس من خلال شبكة هواوي أو تطبيق تيك توك أو أي شركات أخرى.
وقال مؤسس تطبيق تيك توك Zhang Yiming أن “الحكومة الصينية لم تطلب مني تقديم أي بيانات لمستخدمي التطبيق، وحتى إذا طلبت مني ذلك فلن أفعل، وهذا التطبيق غير مُتاح للصين حتى لا أتهم بأنه مُراقب من قبل الحزب الشيوعي الحاكم في الصين”. وتابع رئيس شركة ByteDance قائلًا “بيانات التطبيق موجودة في سيرفر بولاية فريجينيا، وسيرفر آخر في ولاية سنغافورة وهي دولة حليفة للولايات المتحدة”.
ورغم ذلك فإن الولايات المتحدة لم تقتنع بما قاله Zhang Yiming وأصرَّت على تخييره بين أمرين؛ الأول هو أن يبيع التطبيق أو أن يتم حظره داخل الولايات المتحدة. وفي الحقيقة فإن كلا الخياران مطروحان بجدية! فقد تسرب أن شركة ميكروسوفت – على وجه التحديد – مهتمة بشراء تطبيق تيك توك.
ما هي القيمة السوقية لتطبيق تيك توك؟
تصل القيمة السوقية لتطبيق تيك توك إلى رقم فلكي وهو 50 مليار دولار! وفي الحقيقة فإن Zhang Yiming حينما أنشأ هذه الشركة خلال 2012 فإنه استثمر فيها 2 مليون دولار. وحتى إذا تم بيع هذا التطبيق فإن الصراع بين أمريكا والصين لن يتوقف!
في الحقيقة فإن الصين تتعامل مع الولايات المُتحدة باستراتيجية مُتأصلة في الثقافة الصينية وردت في كتاب سون تزو “فن الحرب” وهي تنص على أن أفضل فنون القتال هو إخضاع عدوك دون قتال. لذا فإنهم يُحاولون السطو على ابتكارات الأمريكيين والتأثير على القرار السياسي هناك دون التدخل في مواجهة مُباشرة معهم. كما تم توجيه إتهامات مُماثلة للصين من قبل الكثير من حلفاء الولايات المتحدة مثل أستراليا وألمانيا وغيرها من الدول.
الخلاصة
في العصور القديمة كان الذهب هو أثمن شيء في العالم، أما اليوم فإن أثمن شيء في العالم هو الابتكار! ويُمكنك أن تستفيد من االابتكارات الحديثة في تحقيق الثروة. على السبيل المثال، يُمكنك الإستمتاع بألعاب سلوتس وروليت في كازينو 888 والحصول على أرباح قد تصل إلى مليون دولار! وإذا أردت أن تحصل على المزيد من المعلومات حول هذا الكازينو فقم بقراءة مراجعة كازينو 888 من هذا الرابط https://www.7alalcasino.com/مراجعة-كازينو-888