انتخب الاتحاد الأفريقي لكرة القدم الجمعة في الرباط الملياردير الجنوب أفريقي باتريس موتسيبي (59 عاما) رئيسا جديدا له بالتزكية خلفا للملغاشي أحمد أحمد. وكان موتسيبي المرشح الوحيد للمنصب بعد أن وافق المرشحون الثلاثة الآخرون الموريتاني أحمد ولد يحيى والسنغالي أوغوستين سنغور والعاجي جان أنوما، على الانسحاب من السباق.
وكان موتسيبي المرشح الوحيد للمنصب بعد انسحاب المرشحين الثلاثة الآخرين، وهم الموريتاني أحمد ولد يحيى والسنغالي أوغوستين سنغور والعاجي جان أنوما، من السباق.
وقال موتسيبي عقب تزكيته: “لن نرفع التحديات التي تواجهنا إلا إذا كنا موحدين”. ويتولى قيادة الاتحاد القاري الذي يضم 54 اتحادا وطنيا، وهو أول جنوب أفريقي يرأس اتحاد اللعبة (بعد رئيسين من كل من مصر والسودان ورئيس من إثيوبيا والكاميرون ومدغشقر).
رحلة قد تبدو قصيرة نسبيا خاضها باتريس موتسيبي، رئيس نادي ماميلودي صن داونز، لاعتلاء عرش الاتحاد الأفريقي لكرة القدم.
وأعلن اتحاد جنوب أفريقيا لكرة القدم، السبت، تولي باتريس موتسيبي، رئيس نادي ماميلودي صن داونز، رئاسة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف” بالتزكية، بعدما انسحب جميع المنافسين له بشكل متفق عليه فيما بينهم، فيما عرف بـ”بروتوكول الرباط”.
بداية الرحلة
رحلة موتسيبي إلى عرش “الكاف” بدأت قبل نحو 117 يوما، وتحديدا يوم 9 نوفمبر
الماضي، عندما أعلن الملياردير الجنوب أفريقي ترشحه لرئاسة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم.
البداية كانت غريبة إلى حد كبير، حيث لم يحضر موتسيبي المؤتمر الصحفي الخاص بالإعلان عن ترشيحه لرئاسة الكاف، بسبب إصابته بفيروس كورونا المستجد، حيث ناب عنه داني جوردان، رئيس الاتحاد الجنوب أفريقي لكرة القدم.
جوردان الذي كان يشغل منصب النائب الثالث لرئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، أكد أن موتسيبي هو الشخص الأنسب لرئاسة “الكاف”، في ظل البحث عن الحوكمة والنزاهة.
تجميد رئيس الكاف
وفي 23 من الشهر نفسه، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم تجميد أحمد أحمد، رئيس الكاف في ذلك الحين، لمدة 5 سنوات عن ممارسة أي نشاط، وتغريمه 200 ألف فرانك سويسري.
وجاءت العقوبة المسلطة على أحمد أحمد، لتمنعه من الترشح لولاية ثانية على رأس الهيكل المشرف على الكرة الأفريقية، مثلما كان يخطط قبل ثبوت المخالفات المنسوبة إليه.
وبعد تلك العقوبة، باتت المنافسة على رئاسة “الكاف” منحصرة بين الرباعي موتسيبي وأنوما، بالإضافة إلى أحمد ولد يحيى رئيس الاتحاد الموريتاني لكرة القدم، وأوجستين سينجور رئيس الاتحاد السنغالي للعبة.
انسحابات بالجملة
غير أن المنافسة بين الرباعي على منصب رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم لم تستمر طويلا، بعد “بروتوكول الرباط، الذي جاء تحت رعاية جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم.
ونص الاتفاق على انسحاب منافسي موتسيبي على رئاسة “الكاف”، مع تعيين سينجور وأحمد ولد يحيى نائبين للرئيس.
وبعد الاتفاق، أعلن أوجستين سينجور انسحابه من السباق على رئاسة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، ودعمه لتولي باتريس موتسيبي المنصب.
وقال سينجور في خطاب أرسله إلى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، الجمعة، إنه لن يخوض الانتخابات المُقرر عقدها يوم الجمعة المقبل على منصب الرئيس.
وأكد أنوما أنه يزكي موتسيبي لرئاسة “الكاف”، من أجل مستقبل أفضل للكرة الأفريقية خلال السنوات المقبلة.
وأخيرا، أعلن أحمد ولد يحيى، السبت، انسحابه هو الآخر من الترشح على رئاسة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، وذلك في بيان رسمي له.
وقال ولد يحيى في بيانه إنه اتخذ القرار بعد التشاور مع السلطات في بلاده والداعمين لترشحه، معتبرا أن تحالفه مع كل من موتسيبي وأنوما وسينجور يعتبر أفضل ما يقدمه لكرة القدم الأفريقية، مؤكدا فخره بهذا الأمر.
لم يلعب الكرة يوما، ولم يكن نجما مشهورا، ودخل عالم الرياضة “بأمواله”، حتى أصبح أول ملياردير يتولى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم.
كان كجوسي موتسيبي، والد باتريس، مدرسا سابقا، ثم دخل مجال الأعمال الحرة وافتتح متجر من نوعية “Spaza” الشائعة في جنوب أفريقيا، وهو محل ملحق بالمنزل وتديره العائلة، ومن هذا المتجر تعلم باتريس موتسيبي مبادئ العمل الأساسية من والده، بالإضافة إلى التعامل المباشر مع عمال المناجم.
حصل باتريس موتسيبي على بكالوريوس الآداب من جامعة سوازيلاند، ودرجة في القانون من جامعة ويتواترسراند، وتخصص في قانون التعدين والأعمال.
في عام 1994 أصبح موتسيبي أول شريك أسمر اللون في شركة المحاماة بومان جيلفيلان، وهو نفس العام الذي انتُخب فيه نيلسون مانديلا كأول رئيس أسود للبلاد، وبدأت الحكومة الجديدة في تعزيز تمكين رواد الأعمال ذوي البشرة السوداء.
وأسس موتسيبي شركة “Future Mining”، التي قدمت خدمات تعدين تعاقدية، شملت تنظيف غبار الذهب من داخل ممرات منجم “فال ريفز”، وطبقت أنظمة جديدة لمكافأة العمال، تجمع بين الراتب الأساسي المنخفض ومكافأة تقاسم الأرباح.
في عام 1997 مع انخفاض أسعار الذهب، قام رجل الأعمال الجنوب أفريقي بشراء مناجم ذهب هامشية، وتكرر ذلك في سلسلة من الصفقات، وأنشأ موتسيبي شركة لبدء شراء المناجم العاملة التي أصبحت فيما بعد مصدر ثروته الضخمة.
كانت قوانين التمكين الاقتصادي للسود (BEE) التي تم إدخالها بعد انتخابات 1994 مفيدة في ترسيخ مكانة موتسيبي في صناعة التعدين بجنوب أفريقيا، حيث تنص هذه القوانين على ضرورة يجب أن ملكية السود لا تقل عن 26% من أسهم الشركة، حتى يتم النظر في الحصول على ترخيص التعدين.
ووفقا لمجلة “فوربس” المتخصصة في الاقتصاد، فإن ثروة موتسيبي تقدر بـ2.4 مليار دولار، وهو ما يجعله يحتل المركز العاشر في قائمة أغنى أغنياء القارة الأفريقية.
جدير بالذكر أن طبيعة عمل موتسيبي كرجل أعمال تمنحه ميزة امتلاك الكثير من العلاقات المهمة، كما أن زوجته بريشيس مولوي، هي شقيقة سيريل رامافوسا، رئيس جنوب أفريقيا.
بعد نجاحاته المالية كرجل أعمال، اتجه موتسيبي مطلع القرن الحالي للاستثمار في الرياضة عموما، وكرة القدم بوجه خاص.
وفي عام 2004، اشترى باتريس موتسيبي 51% من أسهم نادي صن داونز، وتباعا استحوذ على النسبة المتبقية من الأسهم، وبالتالي أصبح المالك الوحيد للنادي.
وعاد صن داونز لمنصات التتويج بعد غياب 6 سنوات في عام 2006، بعد تطويره ودعمه بفضل أموال موتسيبي، وبعد 10 سنوات حقق لقبه الوحيد في دوري أبطال أفريقيا.
وبعد نجاح استثماراته في صن داونز، اشترى موتسيبي قبل سنوات قليلة نسبة 26% من نادي بلو بولز للرجبي في جنوب أفريقيا.