قالت صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 2 أفريل 2021، إن مدينة ساو باولو البرازيلية سرَّعت جهودها لتفريغ القبور القديمة لإفساح المجال لعدد متصاعد من الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد، مع تسجيل المدينة الهائلة عدداً قياسياً من الوفيات طوال أيام هذا الأسبوع.
لا مكان ولا وقت لدفن ضحايا كورونا!
في وقت حذرت فيه منظمة الصحة العالمية من أنَّ الوباء وضع عدداً من ولايات البرازيل في “حالة حرجة”، عكف حفارو القبور، يوم الخميس، 1 افريل على فتح مقابر الأشخاص المدفونين منذ سنوات، وتعبئة الرفات المتحلل لنقله إلى مكان آخر.
أمين البلدية المسؤول عن خدمات الجنائز قال إنَّ نقل الرفات ممارسة شائعة في تشغيل المقابر. لكن تجددت الحاجة المُلِحة له بسبب معاناة البرازيل من أسوأ موجة فيروس كورونا المستجد منذ تفشي الوباء قبل أكثر من عام.
ولجأت ساو باولو أيضاً إلى الدفن في ساعات متأخرة من الليل لمواكبة الطلب، مع السماح لبعض المقابر بالبقاء مفتوحة حتى الساعة 10 مساءً.
ففي مقبرة فيلا فورموزا، حفر عمال يرتدون أقنعة ومعدات حماية كاملة صفوفاً من القبور تحت الأضواء الكاشفة والقمر الكامل.
وتتابعت التوابيت؛ إذ أُنزِل جثمان رجل يبلغ من العمر 32 عاماً في صندوق خشبي بسيط، ثم دفن العمال سيدة تبلغ من العمر 77 عاماً تجمع أقاربها مرتدين أقنعة بالقرب من المقبرة.
إصابات بالغة في البرازيل
يوم الثلاثاء، 30 مارس سجَّلت مدينة ساو باولو 419 عملية دفن، وهو أكبر عدد منذ بدء الوباء. وقال مجلس المدينة إنه إذا استمرت عمليات الدفن بهذه الوتيرة، فستحتاج المدينة إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات الاحترازية، لكن لم يحدِد ماهية هذه الإجراءات.
وسجلت البرازيل، الخميس، 3 آلاف و398 حالة وفاة جديدة جراء فيروس كورونا، ليرتفع حصيلة المتوفين إلى 325 ألفاً و284.
ووفق بيانات وزارة الصحة البرازيلية، سجلت البلاد 86 ألفاً و586 إصابة خلال آخر 24 ساعة، ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 12 مليوناً و839 ألفاً و844.
فيما وصل إجمالي المتعافين من الفيروس 11 مليوناً و169 ألفاً و937.
ويبلغ عدد سكان البرازيل قرابة 210 ملايين، وتعد البلد الثاني الأكثر تأثراً من تبعات كورونا بعد الولايات المتحدة.
وتشهد البرازيل ثاني أسوأ فاشية للفيروس في العالم بعد الولايات المتحدة، إذ سجَّلت يومياً خلال الأسبوع الماضي متوسط عدد وفيات نحو 3000 حالة و75500 إصابة جديدة، بعد ارتفاع مُطرِد منذ فيفري
تحذيرات الصحة العالمية
من جانبها، حذَّرت فان كيركوف، عالِمة أوبئة الأمراض المعدية في منظمة الصحة العالمية، من أنَّ قابلية الانتشار الأعلى للتحورات الجديدة كانت من بين العديد من التحديات التي تواجهها البلاد. وقالت إنَّ عدداً من الدول في “حالة حرجة” والمستشفيات يعمها الارتباك.
فيما شددت مساعدة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، ماريانجيلا باتيستا غالفاو سيماو، على أهمية إنتاج اللقاح محلياً لتخفيف الضغط.
وينسب للبرازيل الآن نحو ربع الوفيات اليومية من “كوفيد-19” في جميع أنحاء العالم، وهو معدل أعلى من أي دولة أخرى.
ويحذر خبراء الأمراض المعدية من أنَّ الوضع سيزداد سوءاً؛ بالنظر إلى هجمات الرئيس جايير بولسونارو على الجهود المبذولة لتقييد الحركة، والتداول البطيء للقاحات.