أجلت فرنسا زيارة كان مقررا أن يقوم بها رئيس وزرائها، جان كاستكس، إلى الجزائر الأحد؛ بسبب جائحة “كورونا”، بحسب ما أعلنته باريس مقابل صمت رسمي جزائري يعكس أزمة دبلوماسية جديدة، وفق وسائل إعلام محلية.
وأعلنت رئاسة الوزراء الفرنسية، في بيان الخميس، أن زيارة كاستكس، التي كانت مرتقبة إلى الجزائر الأحد “قد تأجلت”.
وأرجعت ذلك إلى أن “جائحة كوفيد-19 (كورونا) لا تسمح بأن تكون هذه الوفود في ظروف مُرضية”، وأن الزيارة “أرجئت إلى موعد لاحق يكون فيه السياق الصحي أكثر ملاءمة”.
في الجزائر لم يصدر، حتى الأحد الساعة 16:30 بتوقيت غرينتش، أي تعليق رسمي حول تأجيل الزيارة، لكن وسائل إعلام فرنسية قالت إن السبب الحقيقي لتأجيل الزيارة هو “انزعاج” الجانب الجزائري من القرار الفرنسي في آخر لحظة بخفض عدد الوزراء القادمين من باريس وكذا مدة الزيارة من يومين إلى يوم واحد.
وكان مقررا أن يترأّس كاستيكس مع نظيره الجزائري عبد العزيز جراد اللجنة الحكومية رفيعة المستوى بين البلدين، بمشاركة عدد كبير من الوزراء، لبحث التعاون الاقتصادي في عدة قطاعات.
وتم استحداث هذه اللجنة عام 2012، وتجتمع بانتظام كل سنة لتقييم التعاون الاقتصادي بين البلدين بشكل خاص، لكن آخر اجتماع لها كان في ديسمبر 2017 بباريس.
وحسب صحيفة “الشروق” الجزائرية (خاصة) فإن هذه المرة الثانية التي تتأجل فيها زيارة رئيس الوزراء الفرنسي إلى الجزائر، حيث كانت مقررة لأول مرة في 18 جانفي الماضي، وذلك لأسباب لم تتضح وقتها أيضا.
وألمحت صحيفة “الوطن” الجزائرية (خاصة) إلى وجود أزمة جديدة بين البلدين، بقولها إن مبرر جائحة “كورونا” لتأجيل الزيارة غير مقنع؛ لأن القرار جاء قبل ساعات فقط من بداية الزيارة.
وبالتزامن مع إعلان تأجيل الزيارة كان قائد الأركان الفرنسي، فرانسوا لوكوانتر، في زيارة من يوم واحد للجزائر.
وكان لافتا في كلمة لرئيس الأركان الجزائري، الفريق سعيد شنقريحة، بهذه المناسبة، دعوته باريس إلى تسليم بلاده خرائط حول أماكن التجارب النووية الفرنسية التي أجريت بالصحراء في ستينيات القرن الماضي، لتطهير المنطقة من الإشعاعات.
كما جدد تمسك بلاده بتحالف عسكري مع دول الساحل الإفريقي، التي تحدها جنوبا لمكافحة الإرهاب، في إشارة إلى رفض الانخراط في تحالف عسكري مواز تقوده فرنسا في المنطقة.
ولطالما شكلت “ملفات الذاكرة” المرتبطة بالحقبة الاستعمارية الفرنسية للجزائر (1830 – 1962)، نقطة لتوتر دائم في العلاقات بين البلدين؛ بسبب رفض باريس الاعتراف بجرائمها الاستعمارية.
كما أن مستجدات المشهد السياسي الجزائري، منذ الإطاحة بالرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة (1999-2019) ومجيئ خلفه عبد المجيد تبون نهاية 2019، كانت مصدرا للتوتر في العلاقات الثنائية، خلال الأشهر الأخيرة، بسبب اتهامات محلية لباريس بالتدخل في الشأن الداخلي.