شنت مقاتلات جيش الاحتلال الإسرائيلي عدة غارات، مساء الخميس 17جوان على مواقع للمقاومة في قطاع غزة، وذلك بعد ساعات من تهديد أطلقته الحكومة الإسرائيلية لـ”حماس”، قالت فيه إن عليها أن تنتظر عدواناً جديداً إن لم توقف “البالونات الحارقة” القادمة من القطاع، والتي أسفرت عن حرائق واسعة في أراضي المستوطنات الزراعية المحيطة بغزة على مدار اليومين الماضيين.
وفقاً لمراسل “الأناضول” ومواقع إعلامية فلسطينية، فقد طال القصف الإسرائيلي مواقع مختلفة بقطاع غزة، في ثاني هجوم منذ انتهاء العدوان الأخير الشهر الماضي، والأعنف أيضاً.
حيث شمل الهجوم عشرات الغارات التي استهدفت مواقع مختلفة للمواقع وأراضي خالية ومباني حكومية في مناطق متفرقة من قطاع غزة.
فقد أفاد مراسل “الأناضول”، بأن المقاتلات قصفت هدفاً في بلدة بيت لاهيا، قالت مصادر فلسطينية إنه موقع للمقاومة، وتم قصفه ثلاث مرات متتالية في بيت لاهيا.
المصادر الفلسطينية قالت أيضاً، إن قصفاً آخر استهدف منطقة في خانيونس جنوب غربي القطاع، في حين استهدف قصف ثالث موقعاً في جباليا شمال القطاع، تبين أنه مبنى حكومي للإدارة المدنية.
فيما لم تعلن وزارة الصحة الفلسطينية عن وقوع إصاباتٍ جراء القصف.
على الطرف المقابل، سُمعت صفارات الإنذار في مستوطنات غلاف غزة، فيما قالت مصادر إسرائيلية إن مصدرها إطلاق نار كثيف من سلاح ثقيل وليس صواريخ.
فقد أكدت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية “كان” أنّ “صافرات الإنذار التي أطلقت للمرة الأولى منذ اتفاق وقف إطلاق النار دوت بسبب إطلاق الرصاص من رشاشات ثقيلة من قطاع غزة”.
من جانبها، نقلت قناة الأقصى الفلسطينية عن مصادر خاصة، أن المقاومة تمكنت من إسقاط طائرة مسيرة للاحتلال غرب مدينة غزة، وذلك خلال الغارات الأخيرة.
الهجوم الأعنف
من جانبه، قال المراسل العسكري لقناة 13 الإسرائيلية إن الهجوم الليلة تم بسرب من الطائرات المسيرة مزوَّد بصواريخ ثقيلة، وهدفها ضرب منصات إطلاق الصواريخ تحت الأرض، حسبما قال.
المراسل العسكري لصحيفة “معاريف”، طال ليف رام، أشار إلى أن “الجيش الإسرائيلي سيواصل الرد بهذه الوتيرة خلال الأيام المقبلة إذا تواصل إطلاق البالونات”، معتبراً أن القصف الإسرائيلي “رسالة” إلى حركة حماس، مفادها “وجوب وقف إطلاق البالونات الحارقة” ولا يعبر عن “رغبة” إسرائيلية في التصعيد.
فيما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن طائراته المقاتلة قصفت منصات صواريخ ومجمعات عسكرية لمنظمة حماس في قطاع غزة، حسب زعمه.
كما قال أيضاً إن رئيس الأركان الإسرائيلي أوعز برفع الجاهزية لكافة السيناريوهات، ومنها عودة التصعيد والمواجهة في قطاع غزة.
حماس: مشاهد استعراضية
من جانبها، قالت حركة حماس إنَّ قصف الاحتلال الإسرائيلي لمواقع المقاومة ما هو إلا مشاهد استعراضية لحكومة إسرائيل الجديدة، من أجل ترميم معنويات جنودها وقادتها التي انهارت أمام صمود وضربات المقاومة في معركة “سيف القدس”.
وأضاف المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم، في تصريح، مساء الخميس: “إن ارتكاب الاحتلال أيّ حماقات تستهدف شعبنا ومقاومتنا ستكون المقاومة، وعلى رأسها كتائب القسام، له بالمرصاد دفاعاً عن أهلنا وشعبنا ومقدساتنا”.
تهديد إسرائيلي
كانت إسرائيل قد بعثت برسالة تهديد إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، مفادها أنه في حال عدم توقف إطلاق البالونات الحارقة من القطاع باتجاه أراضيها، فستكون هناك جولة عسكرية جديدة.
جاء ذلك على لسان قناة “13” الإسرائيلية مساء الخميس، التي قالت إن الوفد الإسرائيلي، الموجود في القاهرة حالياً، بعث برسالة إلى “حماس” عبر الاستخبارات المصرية، تقول إنه إذا لم يتوقف إطلاق البالونات فستكون هناك “حارس الأسوار 2″، في إشارة إلى العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، والذي أطلقت عليه إسرائيل اسم “حارس الأسوار”.
وذكرت القناة أنّ 8 حرائق اندلعت في مستوطنات غلاف غزة المحاذية للقطاع، نتيجة إطلاق بالونات حارقة من غزة باتجاه إسرائيل.
في وقت سابق من الخميس، وصل وفد من مجلس الأمن القومي الإسرائيلي إلى مصر، حيث سيجري مباحثات في القاهرة حول تهدئة طويلة الأمد مع “حماس” بقطاع غزة.
في حين شنت إسرائيل عدواناً على قطاع غزة، استمر 11 يوماً، في الفترة ما بين 10 و21 مايو الماضي، أسفر عن استشهاد مئات الفلسطينيين وإصابة الآلاف.