وجَّه مترجم أفغاني كان متعاوناً مع القوات الأمريكية رسالة عبر صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، إلى الرئيس جو بايدن، يناشده فيها إنقاذه رفقة عائلته، بإخراجه من أفغانستان، وكتب للصحيفة: “أناشدك إنقاذي وعائلتي، لا تنسَنِي هنا”.
الصحيفة الأمريكية أشارت في تقريرها، الثلاثاء 31 اوت2021، أنه قبل ثلاثة عشر عاماً، أسهم مترجم أفغاني يُدعى محمد في إنقاذ السيناتور آنذاك جو بايدن واثنين من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الذين تقطّعت بهم السبل في واد ناءٍ بأفغانستان، بعد أن اضطر قائد مروحيتهم إلى الهبوط وسط عاصفة ثلجية.
“لا تنسَنِي هنا”
محمد الذي طلب عدم استخدام اسمه الكامل نظراً لأنه مختبئ ويخفي هويته، قال في رسالة وجَّهها إلى الرئيس الأمريكي عبر صحيفة The Wall Street Journal مع مغادرة آخر الجنود الأمريكيين في أفغانستان للبلاد، يوم الإثنين 30 اوت “مرحباً سيدي الرئيس: أناشدك إنقاذي وعائلتي، لا تنسَنِي هنا”.
يأتي ذلك فيما يختبئ محمد وأطفاله الأربعة في أفغانستان بعد أن عقَّدت الإجراءات البيروقراطية محاولاته المستمرة منذ سنوات للخروج من أفغانستان. ومحمد هو واحد من بين عدد لا يُحصى من المتعاونين الأفغان الذين تخلفوا عن ركب الرحيل مع القوات الأمريكية بعدما أنهت الولايات المتحدة حملتها العسكرية التي استمرت 20 عاماً في أفغانستان يوم الإثنين.
جاء الرد على رسالة المترجم الأفغاني من السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين ساكي، التي شكرته يوم الثلاثاء 31 اوت على تعاونه، وقالت إن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بإخراج المتعاونين الأفغان من البلاد.
ردَّت ساكي على رسالة محمد الموجهة إلى الرئيس الأمريكي بعد أن نقلها مراسل صحيفة WSJ، قائلة: “سنُخرجك من هناك، وسنُحسِن رد جميل خدمتك”.
13 عاماً في خدمة الجيش الأمريكي
كان محمد مترجماً فورياً يبلغ من العمر 36 عاماً ويعمل لصالح الجيش الأمريكي في عام 2008، عندما هبطت طائرتان هليكوبتر من طراز بلاك هوك تابعتان للجيش الأمريكي اضطرارياً في أفغانستان خلال عاصفة ثلجية مانعة للرؤية، وفقاً لما ذكره أحد قدامى العسكريين الأمريكيين الذين عملوا معه في ذلك الوقت.
كان على متن الطائرة ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي: السيناتور الديمقراطي جو بايدن والسيناتور الديمقراطي جون كيري والسيناتور الجمهوري تشاك هاغل.
آنذاك، عمد فريق أمني خاص من شركة بلاك ووتر العسكرية الأمريكية وجنود من الجيش الأمريكي إلى مراقبة المنطقة المحيطة بهبوط الطائرة خشيةَ هجومٍ لمقاتلي طالبان، وفي غضون ذلك أرسل طاقم الطائرة نداء عاجلاً للمساعدة.
بحسب شهادة بريان جينتي، الذي كان رقيباً أول في وحدة قوات الحرس الوطني التي نقلت محمد في مهمة الإنقاذ، فإن المساعدة جاءت بالفعل من مطار باغرام الجوي، فقد انتقل محمد بصحبة وحدة من قوات الرد السريع التابعة للحرس الوطني والعاملة مع الفرقة 82 المحمولة جواً وسافروا لساعات عبر الجبال القريبة في مركبة هامفي عسكرية لإنقاذ أعضاء مجلس الشيوخ المحاصرين وسط العاصفة الثلجية.
شارك في 100 اشتباك قتالي
أمضى محمد معظم فترات عمله مع الجيش الأمريكي في أودية وعرة، وقال جنود أمريكيون إنه شارك معهم في أكثر من 100 اشتباك قتالي.
قال جينتي إن الجنود وثقوا به كثيراً لدرجة أنهم كانوا يسمحون له أحياناً بتسلم سلاح لاستخدامه إذا واجهوا مشكلة في مناطق الاشتباك الصعبة.
كما أشار جينتي إلى أن طلب التأشيرة الخاص بمحمد تعطَّل بعد أن فقد المتعاقد العسكري الذي كان يعمل لديه السجلات التي يحتاج إليها لاستيفاء الوثائق الخاصة بطلبه. ثم سيطرت طالبان على كابول في 15 اوت
قال محمد إنه، مثله مثل آلاف آخرين، حاول الذهاب إلى بوابات مطار كابول، لكن القوات الأمريكية تصدت له وقالت إنها قد تسمح له بالمرور، لكن دون زوجته وأطفاله.
يُذكر أن بايدن كان قد تحدث عن الواقعة عندما كان مرشحاً لمنصب نائب الرئيس في عام 2008،