أعلن البيت الأبيض أنّ الرئيس جو بايدن بحث مع نظيره الصيني شي جين بينغ سبل ضمان عدم تحول “المنافسة” بين البلدين إلى “صراع”، فيما قالت بكين إن شي حذر من أن “العالم بأسره سيعاني حال حدوث مواجهة” بين البلدين.
صورة مركبة للرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الصيني شي جين بينغ
أجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ الخميس (10 سبتمبر 2021) أول محادثة هاتفية بينهما منذ سبعة أشهر. ووصف البيت الأبيض المحادثة بأنها “محادثة إستراتيجية واسعة النطاق”، وقال إن الرئيسين تحدثا عن “مجالات تتلاقى فيها مصالحنا، ومجالات تتباعد فيها مصالحنا وقيمنا ووجهات نظرنا”.
وذكر بيان البيت الأبيض أن “الرئيس بايدن أكد اهتمام الولايات المتحدة الدائم بالسلام والاستقرار والازدهار في منطقة المحيطين الهندي والهادي والعالم كما ناقش الزعيمان مسؤولية البلدين لضمان عدم تحول المنافسة إلى صراع “.
يذكر أن بايدن كان قد أتهم بكين مؤخرا بحجب معلومات “حيوية” عن منشأ كوفيد 19 و”رفض الدعوات للشفافية”، عقب تلقيه تقريرا من مخابرات بلاده.
وأكد مسؤول كبير في الرئاسة الأمريكية لعدد من الصحافيين طالباً عدم نشر اسمه إنّه خلال المكالمة الهاتفية أبلغ بايدن نظيره الصيني أنّ الولايات المتّحدة تريد “أن يظلّ الزخم تنافسياً وأن لا نجد أنفسنا في المستقبل في وضع ننحرف فيه إلى نزاع غير مقصود”. وقال “نحن مع منافسة شرسة، لكنّنا لا نريد أن تتحوّل هذه المنافسة إلى نزاع”. وأضاف أنّ الغرض من المحادثة الهاتفية هو إرساء قواعد أمان تضمن أن “تدار العلاقة بمسؤولية” حتى “نصل فعلاً إلى وضع مستقرّ بين الولايات المتحدة والصين”.
وفي بكين نقلت شبكة التلفزيون الحكومية “سي سي تي في” عن بيان رسمي مقتضب أنّ شي أبلغ بايدن أنّ سياسة الولايات المتّحدة تجاه الصين تسبّبت بـ”صعوبات خطرة” وشدّد على مسامعه على أنّ إعادة العلاقات بين البلدين إلى مسارها الصحيح أمر بالغ الأهمية “لمصير العالم”. وقال شي لبايدن وفقاً للمصدر نفسه إنّ “بلدينا والعالم بأسره سيعاني في حال حدوث مواجهة صينية-أمريكية”. وأضاف أنّ “مستقبل العالم ومصيره يعتمدان على قدرة الصين والولايات المتحدة على إدارة علاقاتهما بشكل صحيح. هذا هو سؤال القرن الذي يتعيّن على البلدين الإجابة عليه”.
وكانت محادثات جرت بين البلدين على مستوى أدنى لم تسر على ما يرام، ولا سيّما تلك التي استضافتها مدينة أنكوريج بولاية آلاسكا في مارس وسادها توتر شديد بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وعدد من كبار المسؤولين الصينيين.
ومرّت العلاقات بين واشنطن وبكين بوقت عصيب في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي أشعل فتيل حرب تجارية بين القوتين العظميين في العالم.
وعلى الرّغم من دفاعها عن التعدّدية ودعوتها لإنهاء سياسة ترامب التي ارتكزت على مبدأ “أمريكا أولاً”، أبقت إدارة بايدن على الرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة الجمهورية السابقة على البضائع الصينية واعتمدت سياسة صارمة بشأن نقاط الخلاف الأخرى بين البلدين.