نفذت سفينة “جيو بارنتس”، التابعة لمنظمة “أطباء بلا حدود”، ثلاث مهمات مختلفة بين الإثنين وأمس الثلاثاء أنقذت خلالها 189 شخصا كانوا على متن قوارب متهالكة قبالة سواحل ليبيا. كما عثرت المنظمة غير الحكومية على جثث عشرة مهاجرين كانوا في الجزء السفلي من قارب يحمل نحو 100 شخص.
في غضون 24 ساعة، أنقذت سفينة “جيو بارنتس” 189 مهاجرا من الغرق قبالة السواحل الليبية خلال عمليات عدة، لكن هذه المهمات تخللها أيضا اكتشاف جثث مهاجرين لقوا مصرعهم أثناء رحلة العبور.
بعد ظهر أمس الثلاثاء تلقت السفينة تنبيهات من منصة “هاتف الإنذار” وطائرة المراقبة “سي بيرد” بوجود 99 مهاجرا على متن قارب يبحر على غير هدى.
تمكنت السفينة من الوصول إلى موقع القارب الذي كان على بعد نحو 30 ميلا بحريا من ليبيا. واكتشفت وجود 10 أشخاص في الجزء السفلي من القارب، تبيّن أنهم توفوا جميعا جراء نقص الأكسجين.
وبحسب تقارير منظمة “أطباء بلا حدود”، عثر الطاقم على عشرة مهاجرين ماتوا بسبب “الاختناق، بعد انجراف قاربهم لمدة 13 ساعة في البحر”.
وتمكنت الطواقم من إنقاذ باقي المهاجرين الذين كانوا على متن القارب نفسه، وكان من بين الناجين “العديد من النساء والأطفال، أصغرهم يبلغ من العمر 10 أشهر”.
قبل هذا الحادث، كانت السفينة تبحر في وسط البحر الأبيض المتوسط ونفذت مهمة إنقاذ أولى مساء الإثنين 15 نوفمبر، أغاثت خلالها 25 شخصا كانوا على متن قارب في المياه المالطية.
وأوضحت منظمة أطباء بلا حدود التي تستأجر السفينة الإنسانية، أن المهاجرين تاهوا في البحر لمدة يومين قبل العثور عليهم، ونشرت تغريدة على تويتر جاء فيها ” رجال ونساء وأطفال يشعر الكثير منهم بالمرض والجوع والعطش بعد يومين من الإبحار في البحر”.
بعد ساعات قليلة على تنفيذ العملية الأولى، تلقت السفينة تنبهات من منصة “هاتف الإنذار” التي تتلقى نداءات استغاثة المهاجرين في البحر.
كانت ظروف مهمة الإنقاذ صعبة، وقالت منظمة “أطباء بلا حدود” إن الظلام ووضع القارب المتهالك زادوا من صعوبة المهمة، لكن الطاقم تمكن أخيرا من إنقاذ 62 شخصا كانوا على متن “قارب خشبي مكتظ”. ونُقلوا جميعا بأمان إلى متن سفينة “جيو بارنتس”.
وتدعو السفينة إلى تخصيص ميناء آمن لإنزال المهاجرين إلى “بر الأمان في أسرع وقت ممكن”. فيما تشدد المنظمات على أن ليبيا ليست ميناء آمنا للمهاجرين الذين يتعرضون لانتهاكات جسيمة في مراكز الاحتجاز.
منذ بداية العام الجاري، اعترض خفر السواحل الليبي نحو 29 ألف مهاجر في البحر، مقارنة بـ11 ألف شخص طوال العام الماضي، وفقا لأرقام المنظمة الدولية للهجرة. وفقد ما لا يقل عن 1,226 مهاجرا حياتهم وسط البحر الأبيض المتوسط أثناء محاولتهم الوصول إلى السواحل الأوروبية منذ بداية 2021.
وفي جويلية الماضي، أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا بعنوان “لن يبحث عنك أحد: المعادون قسرا من البحر إلى الاحتجاز التعسفي في ليبيا”، وتناول تعرض المحتجزين للعنف الجنسي والاغتصاب والعمالة القسرية.