انهالت الإشادات بالأسقف ديسموند توتو، أحد رموز الكفاح ضدّ نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، الذي توفي الأحد عن 90 عاما.
وأعرب الرئيس جو بايدن والسيدة الأولى جيل بايدن، في بيان عن “حزنهما وتعازيهما الحارة” نيابة عن الشعب الأميركي.
وقال البيان إن “شجاعته ووضوحه الأخلاقي ساعدا في إلهام التزامنا بتغيير السياسة الأميركية تجاه نظام الفصل العنصري القمعي في جنوب أفريقيا” وأشار إلى “قوة رسالته الخاصة بالعدالة والمساواة والحقيقة والمصالحة بينما نواجه العنصرية والتطرف في عصرنا اليوم”.
وذكر بايدن والسيدة الأولى أنه “كان يعيش في فقر وفصل عرقي مترسخ، واتبع دعوته الروحية لخلق عالم أفضل وأكثر حرية وأكثر مساواة”، واعتبرا أن “إرثه يتجاوز الحدود وسيردد صدى على مر العصور”.
ومن جانبه، أشاد الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، بالأسقف الراحل واصفا إياه بأنه كان “معلّما وصديقا وبوصلة أخلاقية بالنسبة إلي ولكثيرين”.
وقال البابا فرنسيس في بيان نقلته فرانس برس: “إدراكا منه لخدمته الإنجيل عبر دعمه للعدالة العرقية والمصالحة في بلده الأصلي جنوب أفريقيا، تستودع قداسته روحه (توتو) إلى رحمة الله”.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن توتو كان “مصدر إلهام لأجيال في العالم برمته ومرشدا مضيئا من أجل الحرية والمقاومة غير العنفية”. وأضاف في بيان أن رحيل الأسقف “يخلف فراغا هائلا على الساحة الدولية وفي قلوبنا”.
وقالت ماري روبنسون، رئيسة “مجلس الحكماء” الذي يضم مجموعة من قادة العالم المعنيين بالعمل من أجل السلام وحقوق الإنسان: “حطّمتنا جميعا خسارة الأسقف… لم يخسر العالم مصدر إلهام فحسب، بل (شخصية) لن تنسى إنجازاتها قط وسيدوم التزامها بالسلام والحب والمساواة الأساسية لكافة البشر ليكون مصدر إلهام للأجيال المقبلة”.
وأكدت مؤسسة نيلسون مانديلا أن خسارة توتو “لا تقدّر بثمن”. وقالت “كان مبهرا إلى حد كبير، وكانت حياته نعمة لكثيرين في جنوب إفريقيا وحول العالم”.
وقد التقى توتو مع نيلسون مانديلا أول مرة في خمسينات القرن الماضي، لكنهما لم يلتقيا مجددا إلا بعد عقود، يوم أطلق سراح مانديلا، عام 1990، ليقضي ليلته يومها في منزل توتو.
وأعربت الملكة اليزابيث الثانية عن “حزنها العميق” بعد إعلان وفاة الأسقف “الذي دافع من دون هوادة عن حقوق الإنسان في جنوب أفريقيا والعالم أجمع”.
وأكد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون أن “كفاح” توتو “لوضع حد للفصل العنصري ومن أجل المصالحة في جنوب أفريقيا سيبقى في ذاكرتنا”، وقال إنه “كرّس حياته من أجل حقوق الإنسان والمساواة بين البشر”.
وأعرب رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، عن “حزنه العميق” واصفا توتو بأنه كان “شخصية بالغة الأهمية” للقضاء على الفصل العنصري وبناء جنوب أفريقيا جديدة.
وقال رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال: “كرجل كرّس حياته للحرية مع التزام عميق حيال الكرامة الإنسانية وعملاق وقف في وجه الفصل العنصري، سنفتقدك”.
وقد حصل توتو على جائزة نوبل للسلام في 1984 لمعارضته السلمية لنظام الفصل العنصري. وبعد 10 سنوات شهد نهاية ذلك النظام وترأس لجنة للبحث عن الحقيقة والمصالحة تشكلت للكشف عن الفظائع التي ارتكبت في ذلك العهد.