أعلن الرئيس الصومالي محمد عبد الله محمد الملقب بـ”فرماجو” تعليق سلطات رئيس الوزراء محمد حسين روبلي عن العمل اليوم (الاثنين 27 ديسمبر 2021)، في أحدث فصل في صراع طويل الأمد بين الرجلين ما يساهم في تفاقم الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد منذ سنوات.
وفي بيان صدر في وقت متأخر من أمس الأحد (26 ديسمبر 2021)، قال الرئيس الصومالي إنه علق جميع الأدوار التنفيذية اليومية لروبلي، مشيرا إلى ما تردد حول الفساد وإساءة استغلال السلطة، وهي اتهامات رفضها مكتب روبلي.
وطوق الحرس الرئاسي صباح اليوم الاثنين مكتب رئيس الوزراء في العاصمة مقديشو. واتهم الرئيس في البيان روبلي بالاستيلاء على أراض تابعة للجيش الوطني الصومالي. وتكررت المصادمات بين الرئيس ورئيس الحكومة في الصومال التي تعاني من أزمات منذ عقود.
وتأخر إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة تقريبا كثيرا عن موعدها، حيث انتهت ولاية الرئيس محمد عبد الله محمد في فيفري، لكن الانتخابات تأجلت بسبب الخلافات حول الإجراءات الانتخابية. وكان قد تم تكليف روبلي بتنظيم الانتخابات، لكن الرئيس يتهم رئيس الوزراء بالإخفاق في هذه المهمة وإثارة الانقسام في البلاد. ومن جانبه، اتهم روبلي الرئيس بالتآمر بهدف التلاعب في الانتخابات.
وقال الرئيس في بيانه إنه اتخذ هذه الخطوة في انتظار التحقيق في اتهامات بأن روبلي استحوذ على أرض بالتزوير. ولم يرد المتحدث باسم الحكومة بعد على طلب التعليق.
وأسفر الخلاف بين الرجلين عن توترات استمرت شهورا ويرى المحللون إنها تشتت انتباه الحكومة عن محاربة حركة الشباب المتشددة المرتبطة بتنظيم القاعدة. وقال الرئيس كذلك إنه عزل قائد قوات البحرية الجنرال عبد الحميد محمد ديرر انتظارا لتحقيقات مماثلة.
قال نائب وزير الإعلام الصومالي عبد الرحمن يوسف عمر اليوم إن قرار الرئيس محمد عبد الله محمد تعليق سلطات رئيس الوزراء “انقلاب غير مباشر”. وأضاف أن انتشار قوات الأمن حول مكتب رئيس الوزراء محمد حسين روبلي لن يمنعه من أداء مهامه. وقال عبر منشور على موقع فيسبوك “ما جري هذا الصباح هو انقلاب غير مباشر لكنه لن ينتصر”.