أثار طلب وزيرة العدل التونسية من النيابة العامة فتح تحقيقات في ملابسات وفاة الرئيس التونسي السابق الباجي قائد السبسي، جدلا في تونس، معتبرين أنها “زوبعة في فنجان” لإلهاء الرأي العام عن الأزمة التي تمر بها البلاد، وسط مخاوف من توظيف القضية سياسيا.
وكشف المتحدث الرسمي باسم محكمة الاستئناف في تونس الحبيب الطرخاني، ، عن تقدم وزيرة العدل ليلى جفال بطلب إلى الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف لفتح تحقيق في ملابسات وظروف وفاة الرئيس الراحل السبسي، وذلك طبقا لأحكام الفصل 23 من مجلة الإجراءات الجزائية.
وأكّد الطرخاني، أنّ قاضي التحقيق المعني بالبحث في ظروف وفاة السبسي سيقوم بالاستماعات والمكافحات اللازمة من أجل البحث عن الحقيقة.
وتعد شخصية الناشط الهنتاتي مثيرة للجدل، طالما أثارت تصريحاته وتعليقاته ضجة إعلامية، حيث دأب على حث التونسيين على الإفطار في رمضان قبل إعلان الإفتاء عن موعد العيد. ويعرف الهنتاتي نفسه على أنه دكتور وعالم دين وأنه من قيادات “حركة النهضة” قبل أن ينقلب عليها ويستقيل ليصبح من أشد المعادين لها ولـ”ائتلاف الكرامة”، كما ساند احتجاجات 25حويلية أمام البرلمان، وكان من أبرز مساندي تفعيل الرئيس قيس سعيد الفصل 80 من الدستور الذي عده معارضوه انقلابا على الدستور والمدافعين عنه في ذات الوقت.
من جانبه، وقال الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي في تدوينة له على “فيسبوك”، تعليقًا على قرار وزيرة العدل، إن”دائرة الهذيان تتسع، وأن الحادثة بمثابة ضحك كالبكاء على وطن هو اليوم مثل باخرة تغرق تدريجيا في المحيط والربان لا همّ له إلا اتهام مجهول بالتخطيط لاغتياله؛ بل وحتى لاغتيال سابقيه”.
من جهته، اعتبر حافظ قائد السبسي، نجل الرئيس الراحل، في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية على موقع “فيسبوك”، أنّ “فتح تحقيق حول ظروف وفاة والده رغم مرور عامين ونصف، شيء إيجابي لمعرفة الحقيقة”، قائلا “كنت قد أثرت سابقا هذه الشكوك حول التوقيت وظروف وفاته رغم كلّ الجهود المبذولة والإحاطة القيّمة للطاقم الطبي المدني والعسكري مع تجديد شكري الجزيل لهم جميع”.
وأكد أنه من حقّ الشعب التونسي وعائلته معرفة حقيقة أسباب وفاته بعد “ما شهدته تلك المرحلة من تجاذبات وصراعات على السلطة والمعاملة المهينة التي تعرضت لها شخصيًا بعد وفاته”.
وأشار حافظ قائد السبسي إلى أنّ “مغادرته للوطن كانت غصبا عن إرادته، حيث تمّ تهديده ومحاولة إلصاق تهم كيدية له ولعائلته”، قائلا “أعتقد أنّ هذا كان له علاقة بملف وفاة والدي لطمس الحقيقة، ولا ننسى أيضا أنّ عدم توقيع الرئيس الراحل على تعديل القانون الانتخابي الإقصائي ومرضه المفاجئ ثمّ وفاته قبل 3 أشهر من تاريخ الإنتخابات التشريعية والرئاسية، غيّر الوضع السياسي كليا في تونس”.
وأضاف “تبقى هذه الشكوك قائمة، وأتمنى أن يزيل هذا التحقيق الضبابية وينير الحق .. فالحق يعلو ولا يعلى عليه”.
بدورها، علقت الناشطة نزيهة رجيبة “ام زياد” على صفحتها عبر “فيسبوك” قائلة، “أكثر من عامين لم نسمع صوت حافظ قائد السبسي، والآن يتكلم ويقول من حق الشعب التونسي أن يعرف كيف توفي رئيسه”، وأضافت “عندما تكون عندي شكوك كون والدي قتل، لا أبرح تونس وأجري في كل اتجاه حتى أظهر حق والدي، ولكنه انتظر الهنتاتي، والناس جميعا (إعلاما وسياسيين وقضاء) مثله انتظروا”.
وتوفي السبسي يوم 25 جويلية 2019 عن 93 عاما بالمستشفى العسكري في تونس العاصمة، بعد معاناة من المرض، حيث تزامنت وفاته مع تاريخ احتفال البلاد بذكرى عيد الجمهورية 25 جويلية 1957.