تلقى الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، مكالمة هاتفية من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون تطرق فيها الطرفان إلى العلاقات الثنائية.
وبحسب بيان نشرته الرئاسة الجزائرية عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» جدّد الرئيس الفرنسي الدعوة لتبون إلى حضور القمة الأفريقية الأوروبية التي تحتضنها العاصمة البلجيكية بروكسل.
وطبقاً للبيان، بحث الرئيسان خلال الاتصال آفاق انعقاد اللجنة القطاعية العليا المشتركة بين الحكومتين
واورد قصر الايليزي ان الرئيس ماكرون نحدّث إلى نظيره الجزائري عبد المجيد تبون عبر الهاتف وناقشا “تهدئة ذاكرة الاستعمار الفرنسي وحرب الجزائر”،
وتناول ماكرون “آخر المبادرات التي قامت بها في فرنسا من أجل تهدئة ذاكرة الاستعمار وحرب الجزائر”. وأضاف البيان “قال ماكرون إنه مستعدّ دائمًا للعمل على هذا الموضوع مع نظيره الجزائري، خصوصًا فيما يتعلّق بالبحث عن المفقودين وتأهيل المدافن الأوروبية في الجزائر”.
وتحاول باريس إحياء العلاقات مع الجزائر منذ عدة أسابيع، بعد أزمة جديدة أجّجتها تصريحات نقلتها صحيفة “لوموند” عن ماكرون اتّهم فيها النظام “السياسي العسكري” الجزائري بانتهاج سياسة “ريع الذاكرة” حول حرب الجزائر وفرنسا، القوة المستعمِرة السابقة، بعد استقلالها في العام 1962.
وقد عبّر الرئيس الفرنسي يوم الاربعاء الماضي عن “اعتراف” فرنسا بالفرنسيين الذين ولدوا في الجزائر خلال فترة الاستعمار ثم انتقلوا إلى فرنسا، وبـ “المجزرتين” اللتين حصلتا بعد توقيع اتفاقيات ايفيان بتاريخ 18 مارس 1962 التي انهت الحرب في الجزائر.
واعتبر أن إطلاق النار في شارع إيسلي بالجزائر العاصمة في شهر مارس 1962 حادثة “لا تغتفر بالنسبة للجمهورية” الفرنسية. ويأتي هذا “الاعتراف” ضمن سلسلة مبادرات على صلة بالذاكرة، منذ بداية الولاية الرئاسية، في إطار الذكرى الستين لانتهاء الحرب الجزائرية، على أن تتواصل مع إحياء ذكرى توقيع اتفاقات إيفيان في الـ 19 مارس، أي قبل 20 يومًا من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في فرنسا.
وأشار قصر الاليزيه إلى أنه يستعدّ لإحياء هذه الذكرى بحرص حتى “لا تكون رهينة” للسياسة.
وتطرق ماكرون وتبون إلى “التحضير لقمّة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الافريقي المقررة في بروكسل في 17 و18 فيفري، في إطار الرئاسة الفرنسية الدورية للاتحاد الأوروبي”، بحسب البيان.
وتعد هذه المكالمة الهاتفية الرسمية الأولى بين الرئيسين بعد الأزمة التي أحدثتها تصريحات ماكرون المشككة في الأمة الجزائرية والتي أثارت حفيظة الرئيس تبون، الذي سحب سفير بلاده بباريس لأشهر عدة عقب ذلك، قبل أن تنشر الرئاسة الفرنسية بياناً عبرت فيه عن احترام ماكرون لتاريخ الجزائر وشعبها