القمة العربية… هل تنجح الجزائر في حل الملفات الهامة والقضايا الإقليمية المعلقة؟
تنطلق القمة العربية بنسختها الحادية والثلاثين في الجزائر يومي الأول والثاني من نوفمبر – لقادم، وسط تحديات كبيرة وظروف وعلاقات معقدة تشهدها المنطقة العربية، فضلاً عن وضع عالمي مضطرب بسبب الغزو الروسي لأوكراني وتداعياته وأزمة الطاقة.
وقبل حسم الدول العربية موقفها من المشاركة من عدمها وطبيعة التمثيل، ومع كثرة التكهنات والتسريبات القادمة من العواصم العربية، استطلعت يورونيوز آراء بعض المراقبين والصحفيين والكتاب عن قمة الجزائر والتحديات التي تواجهها.
رغم أن الجزائر تبذل جهدا كبيرا من أجل نجاح القمة، استبقته بمبادرة للمصالحة الفلسطينية كما يرى وزير الاعلام والثقافة الأردني السابق سميح المعايطة، إلا أنه بدا متشائما أثناء حديثه من إمكانية حل الملفات المتراكمة والشائكة التي أمامها، معتبرا أن القاء العربي يبقى مهم رغم كل شيء.
المعايطة قال في تصريح ليورونيوز: ” إن أول تحد تواجهه القمة هو مستوى الحضور، فإذا كان على مستوى الرؤساء والملوك والأمراء فهذا إيجابي.”
الأزمات الراكدة
يؤكد المعايطة أن التحدي الآخر هي الأزمات التي وصفها بـ”الراكدة” في العالم العربي، كالملف السوري حيث أن العرب لم ينجحوا في الاتفاق على عودة سوريا إلى الجامعة العربية وهذا يعني أن هذا الملف سيظل معلقا، لأن مفاتيحه أصلا بيد دول أخرى مثل إيران والولايات المتحدة وروسيا وتركيا.
وكذلك بالنسبة لملفات دول لبنان والعراق وفلسطين.
يتفق مع هذا التوجه الكاتب والصحفي العراقي قيس العجرش الذي قال “القمم العربية لم تعد فاعلة”، مضيفاً “لقد شهدت الجامعة العربية عمليات احتضار متعددة، ويمكن القول إنها ماتت لعدة مرات. مرة عام 1990 والانقسام العربي على إثر غزو العراق للكويت، ومرة اخرى خلال اتفاقات اوسلو حين لم يظهر لها اي دور، ومرة أخرى عام 2003 حين عجزت عن اتخاذ موقف عربي موحد من احتلال الولايات المتحدة للعراق، واليوم هي تحتضر مجددا مع قطار التطبيع.”
لكن الوزير الأردني السابق سميح المعايطة يقول “إن بعض الملفات يمكن أن تخطو فيها الدول العربية خطوة، كالتغير المناخي والأمن الغذائي.” متسائلا في ذات الوقت عن ما يمكن أن تفعله القمة مثلا بالقضية الفلسطينية مع وجود حكومة إسرائيلية لا تريد التفاوض وانشغال أمريكي بالحرب في أوكرانيا.
ملف التطبيع مع إسرائيل
يعتقد الوزير الأردني السابق أن موضوع التطبيع مع إسرائيل لم يعد من عمل القمة، لأنه أصبح ملف فردي لكل دولة من الدول، وقرار داخلي خاصة وأن هناك اتفايات ثنائية تم ابرامها، وأن طرح القضية بحد ذاته سيؤدي إلى عدم استمرارها.
في ما يرى العجرش أن الخلافات العميقة والتاريخية فمكان حلها ليس قمم من هذا النمط.